الأمن في تعز بين الواقع والمأمول

عبدالواسع الفاتكي
الاثنين ، ١٩ يوليو ٢٠٢١ الساعة ١١:٢٣ صباحاً

 في تعز يسقط بين الفينة والأخرى مواطنون أبرياء من مختلف الأعمار ضحايا اختلالات أمنية ، تتمثل باشتباكات مسلحة بين أطراف متصارعة ، يذهب ضحيتها من ليس له ناقة ولا جمل ؛ فقط لأنه وجد في المكان والتوقيت الخطأ ، حتى عندما تقوم الحملة الأمنية بحملات لضبط الخارجين عن القانون والمنفلتين ، أو ما أصبح مشهورا تسميتهم بالمفصعين ، لا تخلو تلك الحملات أثناء مواجهتها لهم ، ومحاولة إلقاء القبض عليهم من سقوط ضحايا مدنيين جرحى وقتلى ، إذ أن تلك المواجهات تدور في حارات وأحياء وشوارع مكتظة بالسكان بالإضافة إلى أن الحملة الأمنية تجبر على استخدام السلاح جراء مقاومتها من قبل الخارجين عن القانون .

غالبا لا يتم تحديد بالضبط قتلة المدنيين الأبرياء ؛ لأن الاشتباكات كانت بين مجموعة من المسلحين ، فيصعب تحديد هوية القاتل ، ومن ثم تذهب دماء الأبرياء هدرا وقربانا لمعارك وتصفية حسابات ببن مسلحين ، يجوبون شوراع المدينة صباح مساء ، وفي أحسن الأحوال يتم تحميل المسؤولية الأطراف الرئيسية المتسببة في حدوث الاشتباكات ،

وتدريجيا فيما لو أخذ القضاء دوره ، ينتهي الأمر بدية أو يجد أهالي الضحايا أنفسهم أمام وساطات لصلح قبلي بقبول التعويض المالي أو التنازل عن دماء الضحايا. قلنا مرارا وتكرارا :

إن استمرار المظاهر المسلحة في مدينة تعز مدعاة لتعربض المدنيين للقتل ، وسببا رئيسيا لحدوث الجرائم ، والانتهاكات بحق المدنيين ، ولا يمكن لتعز أن تعود لها سكينتها ومدنيتها التي كنا نفاخر بها ، إلا إذا تم حظر التجوال بالسلاح وتقنين حمله ، وقصر حمله على رجال الأمن والجيش ، عند القيام بمهامهم المطلوبة منهم فقط ، والقيام بحملات أمنية مفاجئة ؛ تضبط المتجولين بالسلاح مع مصادرة سلاحهم، يترافق ذلك مع انتشار أطقم وحدات الأمن في شوارع تعز ؛ لحفظ الأمن وفرض هيبة الدولة ، مع تسيير دوريات ليلية ، تجوب شوارع المدينة ، تشعر المواطن بوجود سلطات دولة إلى جانبه. وتقطع الطريق على من يريد زعزعة استقرار المدينة . اتخاذ إجراءات عقابية رادعة في حق من يطلق النار في المناطق الآهلة بالسكان ، يمثل مطلبا ملحا ، سيخفف من نزق المنفلتين ، ويضع حدا للموتورين العابثين بسكينة المجتمع ، حققت أجهزة الأمن في الآونة الأخيرة بعض النجاحات مقارنة بالسنوات السابقة ، لكن من المخجل أن يحشرها المنفلتون والمفصعون في زاوية العجز والفشل ، الأمر الذي يقتضي الشروع في اتخاذ إجراءات صارمة ؛ تأخذ على أيدي المنفلتين ، وتحافظ على ثقة المواطنين بأجهزة الأمن ، حامية بذلك مدنية تعز واستقرارها، وقبل ذلك إصدار أحكام قضائية رادعة ومستجعلة ونافذة على من أدينوا بجرائم القتل والاعتداء على المواطنين والسطو المسلح على ممتلكاتهم وأموالهم .

#عبدالواسع_الفاتكي

الحجر الصحفي في زمن الحوثي