يمر اليمن اليوم بأسوأ مرحلة في تاريخه المعاصر ، ليست مشكلة اليمن جهوية أو مناطقية من قبيل الجنوب ضد الشمال أو الشمال ضد الجنوب ، وأن كل منهما سبب تعاسة الآخر ، مشكلة اليمن حكام ومسؤولون ونخب لا تمتلك رؤية وطنية ؛ لإدارة الدولة والحد من الفساد المالي والإداري ، فضلا عن التفريط في القرار السيادي اليمني .
الفساد ضارب أطنابه ، ومستشر في أجهزة ومؤسسات السلطة الشرعية ، والمعاناة شملت كل اليمنيين شمالا وجنوبا وشرقا وغربا ، هل الفساد علامة جهوية أو ماركة محتكرة على جهة أو منطقة معينة ؟! كل المكونات المشاركة في الحكومة اليمنية الشرعية مسؤولة عن هذا الوضع بلا تمييز ، من رئاسة المجلس الرئاسي وأعضائه ورئاسة الحكومة وأعضائها ، ما يدور في الجنوب من تصعيد ، يعد مؤشرا على التراجع عن التوافقات ، التي رعتها الرياض ، وتمهيدا لفض للشراكة القائمة في حكومة المناصفة بين المجلس الانتقالي الجنوبي وبقية المكونات ، وصولا لإسقاط الشكل القائم للشرعية ، وفرض أمر واقع في المحافظات الجنوبية ، تماما كما حدث في الشمال قبل انقلاب الحوثيين ، بمبرر إسقاط الجرعة والقضاء على الفساد ، فأسقطت حكومة التوافق الوطني آنذاك ، واستولت المليشيات الحوثية على السلطة بقوة السلاح .
-->