خاطرة لحظة صنعاء 

د. أحمد عتيق
الاربعاء ، ٠٧ يوليو ٢٠٢١ الساعة ١١:٠٠ صباحاً

 السلام عليكِ... صنعاء  يا درة الدهر...  يا عبثاً حولكِ الغُزاة!...  يا علماً مزّقكِ الغُراب...  يا وردةً أحرقكِ الاحتراب...  يا جنة العشق، والضوء، والحُب، والأغنيات!...  أنا الشوق منكِ، وإليكِ، تسألني الريح، وتغريد بلبل، وكل العصافير، وناية جُبران، وعينيّ بلقيس، متى العود والرقص في بُستانكِ، وفي ساحة الحُب، والحكمة اليمانية؟...  متى ينتفض السيف، ويُشَق صدر الليل، ويبعثِر جسده في البعيد البعيد، إلى الكهف، خلف البحر إلى النار حيث زرادِشت؟...

متى يستحي ويختفي الرصاص، من أجوائكِ؟...  متى يحضر الحِبر ويُقبل الورقات؟...

 متى يضحك أطفالنا وتحضرهم الأمنيات، إلى كُراسة الدرس، والحُجرات، ولِعب الكُرة وينسى الزناد، وإكراهُ على حمل جُعبة الحرب، والمُفنيات؟...

متى يأمن الصبي في مهده، ويبكي، ويضحك في حضن أُمه، من دون خوفٍ، ولا ارتجاف؟... متى يغرُب الموت، عن دارنا، وينتهي ليل الطُغاة، ويسود الصُبح وإشراقة الشمس، ويحضر الحُب، يُخالط أنفاسنا، كلماتنا، ويمنحنا الانتشاء، ويعيش مع رقصات الصبايا، وفرح الشيوخ، ونبض جميع القلوب؟...

نُريد استعادتكِ يا صنعاء طُهراً نقياً وقد غربت عمائمهم السود ونظرات الحقد، والاحتراق، وما يحملون لنا من كآبة...

متى يُبرعم العشق أفراحه، ويلثم وجنات الزهر؛ وترقص فتطرب أجواءنا، وتصفع الحزُن وترديه وترمي به خارج أسوارنا؟...

متى يحنق الغُنج ويبكي فيكِ مُتدللً على غياب الهدية، ولا يخاف الرصاص؟...

متى يا مطمع الحاقدين، ويا قبلة الثائرين، ويا أمل الصبح في رقصةِ الورد فوق رُباكِ الغانيات؟... متى؟؟؟......

الحجر الصحفي في زمن الحوثي