خواطر رمضانية .. "2" القرآن "هدى وبينات من الهدى والفرقان"

د. علي العسلي
الجمعة ، ١٦ ابريل ٢٠٢١ الساعة ٠٢:٣٣ مساءً

في اليوم الأول من شهر رمضان تحدثنا عن شهر رمضان المبين في الآية (185) {شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنزِلَ فِيهِ القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان} أتحدث اليوم عن عناوين عظيمة في سبيل التذكير وعموم الفائدة لمن أحب. .؛ فإلى ذلك.. 

.. "التــنــزيل": مختص بالنزول على سبيل التدريج، والإنزال مختص بما يكون النزول فيه دفعة واحدة، ولهذا قال الله تعالى: {نَزَّلَ عَلَيْكَ الكتاب بالحق مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التوراة والإنجيل} فما المراد بالآية (185)، أي أنزل من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا..

.. "القُـــرْءان " : سبعة أحرف بعدد آيات الفاتحة ..هو كتاب الله : المعجز بلفظه ((وتعرّف المعجزة بأنّها عمل خارقٌ للعادة))؛  المتعبّد بتلاوته؛ المُفتتح بسورة الفاتحة، والمُنتهي بسورة الناس؛ المكتوب في المصاحف؛ والمنقول إلينا بالتواتر(والمقصود به؛ أي نقله جمع كثير من الناس، بحيث يستحيل عقلاً تواطؤهم واجتماعهم على الكذب، ويكون بذلك دائم التواتر إلى يوم القيامة، ممّا يدلّ على اليقين الصادق، والعلم الجازم القطعيّ )؛ جُمع القرآن الكريم على عهد أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، ثم جُمع في عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- في مصحف واحد، ؛ يطلق اسم القرآن على كتاب الله _تعالى_؛ لأنّه يؤلّف بين السور، ويضمّ بعضها إلى بعض؛ وقد أُطلق على كتاب الله -تعالى- اسم القرآن؛ لأنّه يضم في ثناياه القصص والأخبار، والوعد والوعيد، والأوامر والنواهي؛ وهو مأخوذ من القِرى -بكسر القاف-، بمعنى الكرم، وحسن الضيافة..؛ أما خصائصه فهي عديدة منها: "محفوظ من قبل رب العالمين؛ ومحفوظ  في الصدور(ميسر الحفظ للقارئين، وللتلاوة، ولتدبّر آياته)؛مشتمل على الحق المطلق ( لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ)؛ شفيع لأهله( يأتي القرآن يوم القيامة شافعاً لأصحابه.. للهم اكتبنا من أهله)؛ تلاوته من أفضل الأعمال للعبد في حياته؛ وهو كتاب محفوظ من الخطأ، ومعصوم من الزلل؛ مفضل على سائر الكتب السماوية، وجعله ربي الخاتم..؛ هذا وقد أودع الله -تعالى- فيه أخبار الأمم السابقة، وأحوال الأقوام القادمة، وجعله حكماً بين الناس أجمعين..؛ تكررت كلمة قرآن في كتاب الله (69) مرة، منها (51) مرة معرفة بــــــ (ال) ومنها (18)مرة نـــــــكـــــرة مثل (قرآنا ,قرآن, بقرآن...)..؛ 

.. الفــــرقـــان..: جاءت لفظة الفرقان في اللُّغة بمعانٍ عِدَّة نأخذ منها ما يدلُّ على المقصود؛ والذي يقوم على ((فرق)) ، وهو ما يدلُّ على تمييزٍ بين شيئين... والفُرْقان هو ((الصُّبْح))،لأنه يُفْرق بين اللَّيل والنَّهار؛ ويُستعمل في الفرق بين الحق والباطل(يَفْرُقُ بين الحق والباطل، والحلال والحرام، والمجمل والمبين، والخير والشَّر، والهدى والضَّلال، والغي والرَّشاد، والسَّعادة والشَّقاوة، والمؤمنين والكافرين، والصَّادقين والكاذبين، والعادلين والظَّالمين)..؛ و سمَّى الله تعالى القرءان فرقانًا في أربع آيات من كتابه المبارك..؛ وسمي بذلك؛ لأن نزوله كان مُتَفَرِّقًا في (23) سنة، في حِين أَنَّ سائر الكتب نزلت جملة واحدة..؛ 

..  الــــهـــدى: في القرآن ذكر الهدى او المتصل به في (191) موضع، الهدى في القرآن على أربعة عشر وجها: ((الثبات (اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)، أي: ثبتنا عليه. البيان (عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ). الرسول (فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى). محمد وسنته (مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى)؛ (فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ). الإصلاح (لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ). الدعاء (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ). القرآن (أَن يُؤْمِنُواْ إِذْ جَاءهُمُ الْهُدَى). الإيمان (وَزِدْنَاهُمْ هُدًى). الإلهام (أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى). الموت على الإسلام (وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى). الإسلام (إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ). التوحيد (إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ).التوراة (وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى)..أما في قوله _تعالى_  : ( هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان )،ففيه مدح للقرآن الذي أنزله الله هدى لقلوب العباد ممن آمن به وصدقه واتبعه ) وبينات((دلائل وحجج بينة واضحة جلية لمن فهمها وتدبرها))؛ والمراد من الكلمات (الهدى) و (بينات من الهدى) و (الفرقان) عدة فروق(( فالهداية الاولى " الهدى من الضلالة" والثانية" بيان الحلال و الحرام" ؛ أي أن  "هدى للناس" القرآن، حينما يرشد الناس و "بينات من الهدي" العلامات الواضحة. وقيل ان للهداية مراحل منها الهداية العامة "هدى للناس"، منها الهداية الخاصة" وبينات من الهدى"...

اللهم اجعلنا من أهل القرءان وخاصته، واجعلنا يا ربنا نفرق بين الأشياء ونصطف باتجاه الحق.وكل شيء إيجابي، اللهم يا هادي اهدنا الى صراطك المستقيم، وفي الختام أقول: الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي