المشهد الثاني من المسرحية

د. محمد جميح
الاثنين ، ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٠ الساعة ٠٤:٤٦ صباحاً

قال الحوثيون اليوم إنهم توصلوا لـ"العنصر الرئيسي" في اغتيال حسن زيد..

خبر مفرح لعائلته، لكن قبل أن تكتمل فرحة العائلة قال مخرج المسرحية إن هذا العنصر الرئيس قتل أثناء مقاومة "الحملة الأمنية"..

مخرج غبي، لم يبدع في اجتراح سيناريو آخر مختلف عن السيناريو الأول حول إلقاء القبض على واحد وقتل آخر، زعم الحوثيون أنهما وراء اغتيال حسن زيد، قبل أن يسحبوا الخبر من وكالة سبأ التابعة لهم، ليعودوا ويقولوا إن الاثنين قتلا أثناء مقاومتهما لرجال الأمن، دون الإشارة إلى عنصر ثالث!

أين الصور؟

أين الإثباتات حول وجود هؤلاء القتلة، وعملية مطاردتهم، وتبادل النار معهم والتمكن منهم؟ بل أين صور خط سير سيارة حسن زيد الذي استهدف في واحدة من أكثر الأماكن تحصيناً في صنعاء؟! أين كاميرات المراقبة التي يعج بها المكان؟! أين صور القتلة وهم يتابعون سيارة زيد؟! أين صورهم وهم يهربون بما أن الشارع محصن ومليء بالكاميرات؟!

ثم تأملوا!

حملة أمنية تخرج للقبض على الشخص الثالث، الذي قال الحوثيون إنه "العنصر الرئيسي".. حملة أمنية كاملة، حسب روايتهم، ومع ذلك لم تتمكن من إلقاء القبض عليه حياً، مع أنه كان بإمكان الحملة مناوشته لحين نفاد ذحيرته، ومن ثم القبض عليه حياً، للتعرف أكثر على تفاصيل العملية، والجهة التي تقف وراءها، ونشر هذه التفاصيل للناس على لسان "عنصرها الرئيسي"..

"العنصر الرئيسي" هو أهم العناصر في تنفيذ العملية، ويفترض القبض عليه حياً، لأنه قتل شخصاً يفترض أنه وزير في حكومةالحوثيين!

لماذا حرص الحوثي على قتل القتلة وليس القبض عليهم أحياء؟! ألف سؤال وسؤال يزيد القضية تعقيداً.. وكلما ألّف المخرج مشهداً، على أمل أن يزيل شكوك الناس تزداد تلك الشكوك، لأن المسرحية أصلاً من تأليف وإخراج مخرج تجاري رديء..

دعونا ننتظر مشهداً جديداً ربما يعكف المخرج العبقري على إخراجه للتغطية على فجوات المشهدين الأول والثاني..

أما عائلة زيد فليس أمامها إلا شكر أجهزة أمن الحوثيين الذين قتلوا القتلة، وأغلقوا -ربما- ملف القضية التي ستغلق كما أغلقت قضايا كثيرة قبلها.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي