صور من الأرشيف

خليل السفياني
الثلاثاء ، ٣٠ يونيو ٢٠٢٠ الساعة ٠٤:٢٦ مساءً

لا أدري لماذا خرجت هذه الأيام كميات هائلة من الصور والفيديوهات الأرشيفية لمرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية مرحلة التوجه الإشتراكي كما كان يطلق عليها. 

أستغرب خروج هذا الإرشيف الذي أتهم النظام السابق بإتلافه وحرقه، إتضحت الصورة الآن، كان هناك نهب منظم لهذه الوثائق الأرشيفية من جهات كثيرة ومتعددة عدا النظام السابق الذي الصقت به تلك التهمة.  ظهرت صورا كثيرة وفيديوهات  لسالمين و لعلي ناصر ولمعظم القادة الجنوبيين في شد إجباري لتذكر الماضي الذي لم يكن سعيدا للجميع، أم إنها طقوس عبادة الأسلاف والموتى.  النزعة هذه قد نفهمها عند البعض الذين إستفادوا من تلك الفترة من تملكوا منازل الإنجليز و محلات اليهود و البهرة، أو من التحقوا بالمليشيا الشعبية وأصبحوا قادة عسكريين، أو ممن قرأوا كتاب الديالكتيكية المادية فأصبحوا عسس و مخبرين . لكنْ هناك، في المقابل، مَن يبغض ذلك الماضي داعياً إلى إلغائه، أو يحاسبه بمعايير الحاضر مستنتجاً أنه ماضي كان الظلم فيه قد وصل عنان السماء لا يستحقّ التذكّر، بل لا يستحقّ إعادة الإستنساخ .  التساؤل يبقى الى متى سنعيش في هذه الذاكرة الرجعية، الى متى سنظل نعيد ونجتر تلك الصور والفيديوهات؟ اليس من الأولى وضع تصورات حلول لواقعنا و أفق مستقبلنا  تنسجم و التغيرات التي تمر من أمامنا ، فقدنا كثيرا ونحن نتصارع في خلافات الأمس، لكن الأكيد أن كل مانحن فيه من مآسي هو نتيجة ما أعترى تلك الفترة من جرائم.  

الحجر الصحفي في زمن الحوثي