الحوثي جائحة تهدد الهوية اليمنية..!!

نسيم البعيثي
السبت ، ١٨ ابريل ٢٠٢٠ الساعة ٠٨:٤٤ مساءً

اليمنيون اليوم مطالبون أكثر من اي وقت مضى للتصدى بقوة وحزم للأفكار العنصرية والسلالية والكهنوتية والمناطقية المغلوطة، التي مافتئت مليشيا الحوثي تسوقها وتروجها في اوساط المجتمع اليمني، بهدف التغرير بالبسطاء وغسل ادمغتهم وجرهم الى محارقها في الجبهات.

فما تشهده المناطق الخاضعة لسيطرة هذه المليشيات من تعبئة فكرية واسعة  للاطفال والشباب وكل فئات المجتمع  ينذر بالخطر ويستدعي من الجميع تكثيف جهودهم وهممهم في سبيل التصدي له وتصيح مفاهيم الاجيال حول حقيقة الحياة والوجود والتدين والسيادة، الى جانب توعيتهم بأهمية الديمقراطية كسبيل وخيار وحيد للتبادل السلمي للسلطة، بالاضافة الى التأكيد عليهم بأن الدولة الاتحادية هي الخيار الاسلم الذي من خلاله يمكن لليمنيين ان يستعيدوا دولتهم وامنهم واستقرارهم وتعايشهم.

المؤسف في الأمر ان هناك الكثير من الجهات الحكومية المعنية برعاية وحماية الشباب وتحصين افكارهم وفي مقدمتها وزارات «التعليم - الشباب والرياضة - الاوقاف - الاعلام» وغيرها .. وجميعها دورها لا يزال مفقود تماما في هذا الحانب حتى اللحظة، بل انها لا تعير الأمر ادنى أهتمام .. غير مدركة بطبيعة والاخطار والتبعات الكارثية التي يمكن ان تنجم عن ذلك في المستقبل القريب .. لذلك نذكر الجميع بتحمل مسئولياتهم وواجباتهم في حماية شباب اليمن وانقاذهم من قبح الفكر الحوثي الذي يتفشى يوما بعد آخر.

وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والانسانية ان تتحمل مسئولياتها في هذا الجانب وتسارع على تنفيذ جملة من البرامج والانشطة الخاصة بتحصين الشباب ضد تلك الافكار المتطرفة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي ترسخت في اذهانهم .. لأن الشباب هم عماد المستقبل وفي حال استمرت هذه المليشيا في التغرير بهم وتفخيخ عقولهم .. فإن اليمن ستتحول الى «بورا تورا» ثانية.

يواجة اليمنييون في  الوقت الراهن حالة مؤيرة وخطيرة من غسيل الأدمغة  التي تمارسها مليشيا الحوثي بحقهم في مختلف المناطق والمحافظات الواقعة تحت سيطرتها .. ويتجلى ذلك بوضوح من خلال حالة السخط الذي يتصاعد يوما بعد يوم حسب منشورات وشكاوى الأهالي والسكان  في تلك المحافظات ازاء اعمال التعبئة الفكرية التي تمارسها مليشيا الانقلاب والتي تتزايد وتتسع بشكل مريب .. كما يبرز ذلك بوضوحآ  من خلال التذمر الذي يبديه السكان البسطاء والذي يفصحون عنه في جميع تعاملاتهم اليومية في الاسواق ووسائل المواصلات والمتنزهات وفي جميع الاماكن التي يتجمعون ويلتقون فيها.

حيث نجد لسان حال الجميع يستنكر تلك التصرفات والحماقات التي يبديها جماعة الانقلاب الحوثية الاجرامية ويوجهون لهم سيلا من الانتقادات وكذا الشتائم وحتى السباب .. مؤكدين ان ما يقومون به تجاة ابناءهم من تعبئة بافكار مغلوطة ومزيفة يعد امر خطير ومدروس يصب في خدمة اطراف وجهات خارجية وفي مقدمتها إيران وبقية الجماعات الموالية لها.

لذلك نقول إن هذا المخطط الذي تحيكة مليشيا الحوثي الانقلابية لليمن وشبابها ومستقبلها يعد من أخطر انوع الإرهاب الفكري الذي بلا شك سيعق استقرار البلد ونهضتها التنموية في المستقبل، ويصيب الكثيرين من الشباب والأطفال الذين لاحولة لهم ولاقوة بحالة من الاختلال في التفكير والاتزان العقلي.

وعليه نأمل من كل القوى الوطنية الحية في المجتمعآ  اليمنب التنبه لهذا الخطر الكارثي والمسارعة على وقفه بكل الطرق والوسائل والأساليب الممكنة، كما نتمنى من جميع المنظمات الدولية الحقوقية والإنسانية الوقوف إلى جانب شباب وأطفال اليمن خصوصا في هذه المرحلة الصعبة التي يواجهون فيها ارهابا وتدجينا فكريا مرعبا .. وذلك من خلال العمل على دعمهم وتبني مشاريعهم وانشطتهم وفعالياتهم التوعوية والتنويرية وتحصينهم ضد تلك الافكار المتطرفة والخطيرة التي في حال استمرت فإن تبعاتها ستطال ليس اليمن وحسب وانما المنطقة برمتها.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي