الحقد الإيراني واستخدام العراق للانتقام من اليمن

محمد القادري
الخميس ، ٢٨ يونيو ٢٠١٨ الساعة ٠٧:٣٠ مساءً

 

تحت شعار من بغداد إلى صنعاء خندق واحد .


تم عقد اجتماع في العاصمة العراقية بغداد ، التقى فيه ابو باقر الدراجي قائد عمليات  قوات وعد الله الشيعية  التابعة لإيران مع القيادي الحوثي محمد القبلي ، وتم مناقشة اسناد ميليشيات الحوثي وامدادها في معركتها بالحديدة والساحل الغربي .


وهذا ما يعني ان الاسناد القادم بقوة  لميليشيات الحوثي والتعزيز والامداد ، سيأتي من العناصر المجندة التابعة لإيران في  العراق ، وسيكون الوصول لليمن عبر ميناء الحديدة ، وسيتم وصول الآف عديدة من القيادات والجنود التي تتبع ما يسمى بقوات وعد الله في العراق ، وذلك لمحاولة صد تحرير الحديدة وميناءها ومواجهة قوات الشرعية والتحالف العربي.

هنا تتضح وتنكشف نوعية المشروع الانقلابي في اليمن المتمثل بجماعة الحوثي ، إذ هو مشروع إيراني فارسي بحت ، مشروع مستورد من خارج الارض اليمنية والمنطقة العربية ، مجرد من كل آثار الهوية اليمنية ، ولا علاقة له البتة في اليمن كمشروع وطني ، وفي اليمنيين كمشروع يعود إلى حضارتهم وميولهم وهويتهم ومنهجهم  الإسلامي المعتدل وتأريخهم القومي العربي .

 إيران هي من تدير معركة الحوثيين في اليمن ، وهي من تشرف عليهم  وتمدهم وتعززهم بالسلاح والجنود .
قيادات وجنود إيرانية تقاتل مع الحوثيين في اليمن .
اسلحة من صواريخ باليستية وطيران بدون طيار جاءت من إيران للحوثيين في اليمن .
دعم سياسي إيراني واستخدام كل ادوات إيران بما يخدم مشروعها في اليمن ، ولعل طلب إيران  التفاوض حول ملفها النووي بما يخدم جماعة الحوثي في اليمن  خير دليل .
دعم عسكري من الادوات التي تتبع إيران في المنطقة العربية للحوثيين في اليمن كالعواصم الثلاث بغداد ودمشق وبيروت ، عناصر وقيادات من حزب الله الشيعي  اللبناني تقاتل مع الحوثي منذ بداية الحرب  ، والآن قيادات وعناصر من قوات وعد الله الشيعية ، وذلك لدعم العاصمة الرابعة صنعاء لتبقى تحت سيطرة إيران .


لو لم يكن هناك حرب في سوريا ، لكان هناك دعم كبير يأتي للحوثيين إلى اليمن ، لكان هناك كتائب وقيادات كثيرة تأتي لتقاتل في صف الحوثي ضد الدولة الشرعية اليمنية بما يجعل دمشق العربية  التي سقطت بيد المشروع الإيراني تدعم بقاء صنعاء اليمنية تحت سيطرة مشروع إيران ايضاً.

كما هو معروف ان المشروع الإيراني في اليمن اصبح يعاني من نقص كبير في الموارد البشرية بسبب كثرة قتلاه وضحاياه الذين لقوا حتفهم على ايدي قوات الشرعية وطيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية الشقيقة .
والآن ستقوم إيران بتعزيز معركتها في اليمن عبر تسيير قيادات كبيرة ذو خبرات عالية ، وجنود مدربة ذو مهارة عالية في القتال من العراق إلى اليمن ، وذلك لتعويض الخسارة وترجيح الكفة بما يجعل الحديدة تحت السيطرة والحفاظ على بقاءها في الساحل الغربي .

الجريمة الكبرى ان اليمنيين ذهبوا للعراق في مطلع الثمانينات لمقاتلة ومواجهة إيران ، والآن إيران ارادت ان تنتقم لذلك عبر ارسال عناصر عراقية شيعية إلى اليمن للقتال مع مشروع إيران ضد مشروع الشعب اليمني ومشروع الدولة اليمنية .
 الحقد الإيراني يتضح جلياً ، تريد ايران اليوم ان تنتقم من اليمنيين لمشاركتهم ضدها في العراق عبر استخدام ادواتها في العراق ضدهم ومقاتلتهم داخل ارضهم .
يجب ان لا تشوه صورة ابناء الشعب العراقي لدى اليمنيين الذين كانوا يأملون في ان تأتي قوات من العراق لمساندتهم ومقاتلة مشروع إيران في اليمن المتمثل بجماعة الحوثي والانقلاب على الدولة وذلك من باب الواجب الاخوي والاعتراف بالجميل ورد جزاء المعروف  ، لا لوم على الشعب العراقي العربي مادام يعاني اليوم من مشروع إيراني مسيطر على الدولة  هو نفسه الانقلابي على الدولة في اليمن ، ولكن مثلما ستعود صنعاء قريباً إلى بيئتها العربية وتتحرر من مشروع إيران ، سيتم التوجه نحو بغداد لتحريرها واعادتها لهويتها العربية ، وسيشارك اليمنييون في مقاتلة ومواجهة مشروع إيران في العراق ودحره قريباً .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي