لعبة التحالف المكشوفة!! وخيارات الشرعية المخذولة!!

ناصر الخضر
الاربعاء ، ٢٦ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٠٣:٢٦ مساءً
 
   لو كانت الحكمة تشترى لكان التحالف بقيادة السعودية أحق بها وأهلها، لكنها ضالة الشرعية المغبونة بمثل هكذا تحالف.  كل التصرفات والترتيبات الأمنية والعسكرية الإماراتية لتصفية قوة الشرعية في عدن، وإنهاء قوة حضورها، تسوغ بأنها لا تعدوا عن خطوات في ضوء طبيعة المهمة التي استدعيت رسميا من أجلها.
 
واللعبة المكشوفة خيوطها هي انقلاب فاضح للإمارات على الشرعية تجد له تفهما، ودعما على استحياء من قبل المملكة. وفي أحسن الأحوال دع اللعبة تمر واكتفي بالصمت، الذي لا يعني سوى الرضى، والمباركة لتصرف النشاط الإماراتي الانقلابي المكشوف،  والمصحوبة ببعض التخديرات العسكرية الجوية تجاه الانقلابيين في صنعاء، ريثما تحكم قبضة المليشيات والعصابات الأمنية والعسكرية في الجنوب ولا سيما عدن. فقط!!
 
 
عندها سوف ينكشف وجه اللعبة القذر عندما تبدأ المرحلة الثانية والأخيرة لمهمة التحالف في تصفية الشرعية المغدورة وأنصارها، بمباركة عودة الفاسد العفاشي الصغير حمادة صالح، الذي تصدر بحاح لتسويق منتجه في السوق السياسية السعودية.
 
 
   وحدها لعبة خطيرة ومكشوفة لو استمرت بهكذا قبح لن تنجح، ولو لقيت دعم ومباركة التحالف، لأن دخول أو سكوت المملكة على خط التآمر على الوحدة، والتفتيت، والتقسيم بين العصابات المنبوذة والعميلة، سوف تكون لها ردة عكسية تعاطفية قوية مع الشرعية تردم فجوة التذمر، والتململ الشعبي من ضعف أداء الشرعية، وحسن تعبئتها لمدخلات المواجهة بفعل الخيانات الصامتة التي تقف على رأسها الإمارات، وتغض المملكة الطرف عنها.
 
 
   الحمير وحدها تفهم، وليس الإنسان العاقل الناطق، ماذا يعني إلحاح التحالف على نقل ألوية الرئاسة من عدن، وإخلاءها من أي تواجد للشرعية باستثناء تحركات رئيس الوزراء الخدماتية المكملة، والمساعدة لأنشطة الأحزمة الأمنية الانقلابية المدعومة من تحالف الإمارات، فبعد أن تكتمل مهمة السيطرة، سوف يتم إشعار حكومة بن دغر بأنها غير مرغوبة ومرحبا بها في عدن، ولن تعطيها مهلة أكثر من ساعة لمغادرة عدن.
 
 
   هذه حقيقة الانقلاب المر، الذي تستحي أن تتفوه به شرعية هادي المخذولة إلا من دعم الإرادة الشعبية شبه المحاصرة.
 
   ببركة التحالف الخداع تحبس المرتبات لفرملة جهود الشرعية وأنشطتها، بينما توضع كل التسهيلات المادية والعسكرية للعصابات المناطقية، فهل هذا حصار للشرعية أم للانقلابيين؟
 
 
   الشرعية ليست بحاجة لإقامة في الرياض على جمر التآمر. ليست نائمة حتى تغيب عنها خيوط المؤامرة الكريهة التي تحاك لها. لن تخسر الشرعية مكانتها ولا معركتها، الخاسر الأكبر هي المملكة لأن تمرير أي سيناريو تقسيمي لليمن سوف تكون أول من يكتوي بناره، وسيجعل الشرعية في وضع أفضل، وربما يكفر عنها محسوبية توزيع الوظائف العامة.
 
 
بل وأكثر، سيجعلها في حل من أمرها إذا بحثت عن خيارات أخرى في ظل معادلة المنطقة غير المستقرة!!! وافهمها ياتحالف المصائب.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي