ومازال هادي ليس رئيسا !!

عبدالواسع الفاتكي
الاربعاء ، ٠٣ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٦:٠٣ مساءً
تصيبنا نوبة من الظنون وأكثرها لا يتحقق وحلمنا ونحلم حتى الآن بأن نضغط على زر ليرجعنا لحقبة الرئيس الشهيد الحمدي طيب الله ثراه لكن يبدو أننا ضغطنا كثيرا لنعد لما قبل ثورة سبتمبر غابت الدولة فتمددت المليشيات وتمزقت الروابط الوطنية فنشأت التكتلات الجهوية والطائفية واندثرت المؤسساتية فاختزلت البلد في شخص رئيس يسمى هادي وماذا انتظر وغيري من شخص كان حارسا لضابط بريطاني كبير إبان الاحتلال البريطاني لجنوب الوطن سابقا  وغرق حتى أذنيه في الدماء في أحداث عام 19986م ؟ 
 
وهل يصدق كل ذي لب أن من ظل سبعة عشر عاما نائبا لرئيس مختصا بشؤون الاحتفالات والتهاني والتعازي أو مستأجرا لافتتاح المشاريع حين يصاب رئيسه بصداع نتيجة خطبة عصماء أن يتفجر الإحساس بذاته وبمنصبه ويشعر يوما أنه رئيس ؟ يا ترى هل يقرأ هادي الصحف ويشاهد التلفاز ليعلم بالكوارث التي حلت بنا لما جنته يداه ؟
 
 
من سيقنع الرجل حتى هذه اللحظة أنه أصبح رئيسا وأفعاله لا تمت للرئاسة بصلة ؟! خرج الشعب في فبراير 2012 م منتخبا هاديا راغبا في التغيير سائما اسم صالح الذي ظل ثلاثة وثلاثين عاما شبحا يطارده في كل مكان واختار هادي ليغسل ذاكرته من صالح لكنه لم يصدق أنه في دار الرئاسة وأنه لم يعد يتلقى أوامرا للتهنئة أو العزاء لقد صار يعزي ويهنئ من تلقاء نفسه حاولنا أن نخرجه من كابوس النائب وآخر المحاولات الاصطفاف الوطني قبيل غزو صنعاء لكنا لم نفلح.
 
 
كان هادي يعرف أن صالحا ومن دار في فلكه هو الذراع اللوجستي للحوثي ووراء ضرب الاقتصاد الوطني والاختلالات الأمنية ومع ذلك لم يرد وضع حد لتلك التصرفات بحجة أنها ستصب في صالح خصوم صالح وكان يعلم أن الحوثية جماعة مسلحة ذات عقيدة إقصائية لكنه استخدمها ورقة ضد الإخوان ليرفع منسوب رضاء الخارج عنه ولم يقف عند هذا الحد بل جعل الدولة تؤدي دور الوسيط الخارجي بين الشعب وبين المفسدين وجلس على مقعد الرئاسة وهو لا يحمي الأرض ولا العرض ولا يصون الدم ولا يردع مخربا ولا يقبض على لص يؤدي دور الوسيط بين الحراكيين وأحلامهم وبين الحوثيين ومملكتهم وبين صالح والانتقام له من خصومه وبين أمريكا وحلفائها والقضاء على الإخوان ولا يستطيع التفكير بأسلوب آخر غير التفاوض في الداخل عبر اللجان وفي الخارج من خلال المؤتمرات ليمنح المجرم شرعية الاعتراف ويحصن الفاسد من ملاحقة القانون وتنقل له ممارسة السلطة نيابة عن الدولة .
 
 
لم ينظر هادي إلى اليمن كوطن كان وما يزال ينظر إليه من زاوية علي صالح وعلي محسن وحميد الأحمر وناصر النوبة وحسن باعوم وغيرهم وانفصل عن الواقع ولا يملك رؤية سليمة ولا نظرة صائبة لما يحدث على الأرض محصور بما يمليه الخارج عليه وبما يستقيه من الدائرة المحيطة به فظلت نظرتة محدودة بحدود من يتعامل معهم والمضحك المحزن أنه انقلب على نفسه وأصر على دعم الانقلابيين ليعجلوا بسقوطه ويريحوه من هم المسؤولية ثم حين يشتاق إليها يدعو وسائل الإعلام ليعلن للشعب أنه تعرض لمؤامرة وحين يخلو مع نفسه يوسوس له شيطان الانقلاب فيتودد للانقلابيين لينقلبوا عليه ويذيقوا الشعب حلاوة الانقلاب حقا إنه الرئيس فريد عصره  الذي انقلب على نفسه !!
الحجر الصحفي في زمن الحوثي