مصلوب بيد أبنائه !!

عبدالواسع الفاتكي
الخميس ، ٢٨ مايو ٢٠١٥ الساعة ٠٥:١٨ مساءً
لم يستطع اليمن وضع حد حتى الآن لحروبه الداخلية التي تجري على أرضه بالأصالة أو بالوكالة أرادها له بعض من أبنائه المرتبطين بمشاريع خاصة حولت اليمن ساحة مفتوحة للشعوذات النضالية والدعوات المستحيلة والأحلام المدمرة تغيرت الأسماء والوجوه والقوى وبقي المنطق كما هو دولة مصابة بالشلل والاهتراء والعجز التام وزعماء أحزاب وكتل لم يحسنوا استثمار الظروف ولم يكونوا على مستوى الأحداث لاجتراح سياسات تخرجنا من عنق الزجاجة وولاء سياسي وعسكري للخارج أضحى ألغاما تمزق اليمن أرضا وإنسانا .
 
 
اليمن اليوم على مفترق طرق يتجه نحو وضع مختلف آخذ في التشكل بلغته ومفاهيمه ووسائله وخرائطه وبقواه واللاعبين على مسرحه من سماته تشابك المصالح والمصائر وانكسار الأحادية لصالح تعددية الأقطاب إنها لحظة استثنائية تغيرت معها قواعد اللعبة وعلاقات القوة بقدر ما تغيرت التحالفات والخرائط فلا مجال اليوم لحلول محلية لمشكلات اليمن المستعصية لأن اليمن في نشأته الحديثة والرسمية حصيلة تسويات وتوازنات داخلية برعاية خارجية للقوى المؤثرة على ساحته وفي سياسته ويشهد التاريخ أن اليمنيين بقدر ما يعملون بمنطق المصالحة والشراكة تخف التدخلات الخارجية فكيف إذا كانت تلك التدخلات تضرب عرض الحائط وجود اليمن ودولته ومصالحه وتهدد أمن محيطه الإقليمي المتجسدة بتدخلات ملالي طهران عبر حلف الحوافش الذي أصبح خنجرا في صدور اليمنيين وفي خاصرة الجزيرة والخليج .
 
بعد أن أسقطت ثورة فبراير المجيدة الديكتاتور صالح أزيح الستار عن تناقضات وآفات وعيوب المجتمع اليمني التي هي محصلة ثلاثة عقود ونيف من الاستبداد وأراد الشعب الخلاص من السجون السياسية والاقتصادية والأقفاص الفكرية ولو بأثمان كبيرة لكن الديكتاتور حين سقط استبدل سقوطه بديكتاتورية فاشية أصولية متطرفة فتحالف مع الحركة الحوثية ليثبت لنا على سبيل التمويه والتضليل أن الديكتاتور حين يغيب تحل محله الحركات الأصولية والحقيقة أن ديكتاتورية صالح وفاشية الحوثية وجهان لعملة واحدة كلاهما تساعد في صنع الأخرى وتغذيتها ودعهما وكلاهما تنتج الفقر والفساد والعبودية والبربرية وصحيح أنهما أجهضتا حلم اليمنيين في تحقيق دولتهم المدنية لكن اليمنيين بقواهم المدنية وبشبابهم الحر الثائر ساعين إلى تحرير اليمن من المافيا السياسية التي تمتص خيرات الشعب كما يسعون لتحريره من الارتهان للمشاريع الهدامة أو الدعوات الفاشية القاتلة وإنهم لفاعلون بعون الله وبعزيمة لا تقهر وإرادة لا تلين .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي