عودة الجاهلية !!ِ

عبدالواسع الفاتكي
الاربعاء ، ١٨ فبراير ٢٠١٥ الساعة ١٠:٤٤ مساءً
العرب قبل الإسلام كانوا قبائلا وعشائرا لا تجمعهم جمهورية ولا مملكة ولا سلطنة ولا تنظم حياتهم قوانين ولا أي دستور الحاكم لتصرفاتهم والرابط لعلاقاتهم الدم والنسب وشاء الله أن يبعث منهم رسولا يهديهم ويهدي البشرية جمعاء حتى يأتي أمر الله بالفناء للجنس البشري نظم الإسلام العرب  
 
وغير حياتهم من التشرذم للاتحاد ومن الحرب للسلام ومن القبائل والعشائر للدولة والحضارة ومن التمييز للمساواة أقاموا دولة نشرت العدل والحرية والخير وصنعوا حضارة أضاءت طريق العالم وأخذت به نحو الحق والسلم واستمر العرب يحملون قناديل هداية الناس في حيرة ظلماتهم النفسية إلى أن ركنوا إلى ما أسلفوه فظنوا أنها شافعة لهم أمام القادم فحادوا عن طريق الإسلام واجتنبوا قيمه ومقاصده واكتفوا من الإسلام باسمه تفننوا في الابقاء على أسمائهم العربية الإسلامية وأجادوا الانسحاب من دائرة الفعل الإسلامي العالمي الملقى على عاتقهم كأمانة فرضها وجوب التبليغ ولزوم التنفيذ وكلما أوغل العرب في النأي عن الإسلام روحا ومضمونا فعلا وعملا لا قولا وتلفيقا وكذبا وتدليسا عاد العرب لحالتهم الأولى لم تظهر الدولة القطرية إلا في مناخ القطيعة مع تعاليم السماء وليتهم وقفوا عند هذا الحد بل جاسوا خلال الديار محاربة لكتاب الله وسنة رسوله فتاهوا في صحراء التغرب أو التشرق تخبطوا بين الرأسمالية أو الاشتراكية متناسين أن الإسلام هو رأسمالهم وأن القرآن والسنة واللغة والتاريخ والمصير كل أولئك مشتركاتهم ومازال العرب غير مكتفين بالدولة القومية القطرية هاهم يهرلون وبسرعة فائقة نحو تكويناتهم القديمة القبلية والعشائرية .
 
 ولنسمع لنشرات الأخبار في اليمن مثلا أو في العراق سنجد ألفاظ شيوخ القبائل أو العشائر تتصدرها وسنجد الحكام والمسؤولين في زياراتهم يستقبلون من الشيوخ ويهنون من الشيوخ وحين يعلن النفير يعلنه الشيوخ وحين تحضر الشورى يستشار الشيوخ لا أقصد إلغاء مكون القبيلة لكن حضوره في المشهد السياسي حتى الديني تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان كالظاهرة الحوثية في اليمن أو العلوية في سوريا أو الصدرية أو المهدية وغير ذلك من المسميات القبلية المغلفة بالطائفية الحاملة لمشاريع سياسية ممزقة للأمة حضوره أمر مرفوض شرعا وواقعا وضرورة والسبب هو أننا قسمنا الإسلام كتركة متنازع في ملكيتها الشيعة يدعون أحقيتهم بها وأنهم المالكون الحصريون لها والسنة من الطبيعي أن يدافعوا عن إنكار الشيعة ميراثهم في تلك التركة معاذ الله أن يصبح آخر الأديان بهذه الصورةالدول الغربية تبحث عن الروابط التي تجمعا لتحقيق مصالح شعوبها على اختلاف مشاربهم الثقافية واللغوية والدينية ونحن العرب وعلى ما نملكه من أربطة مقدسة ومتينة نصر على تمزيقها ونعمل جاهدين للوصول إلى مربع الطائفة ثم القبيلة لن يستقر لنا قرار ولن تجدينا حلول الحوار أو مبادرات الجوار ما لم نعود لنبع الإسلام الصافي الذي يحتاج لمن يرد فيه لا من يصدر عنه .
الحجر الصحفي في زمن الحوثي