الحوثي وشماعة الجرعة !!!

ياسمين الفاطمي
السبت ، ١٦ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٧ مساءً
عند متابعة ما تمارسه جماعة الحوثي من ابتزاز سياسي بدعم واضح من بقايا النظام السابق ليصيبه الذهول من عدم وجود رادع في ضمائرهم يحد من هذه التصرفات غير المسئولة, لأنهم كانوا طرفا في صناعة القرار من خلال مشاركتهم في مؤتمر الحوار علاوة على اتخاذه, وبالتالي عندما لم تحقق لهم وثيقة مؤتمر الحوار ما يصبون إليه من جاه وملك وما يحققوا من خلاله نهجا لا يمثل الشعب اليمني دينا ولا ثقافة, ما كان منهم سوى الالتفاف على تلك الوثيقة بحجة ومعارضتها أنها لم تخدم اليمن ومصالحه لكنها خدمت مصالح أطراف سياسية أخرى وعلى رأسها مصالح المجتمع الدولي بعينه, وكأنهم هم البريئون براءة أبناء يعقوب من دم أخيهم يوسف, فلم يكونوا طرفا سياسيا ولا يخدمون بنهجهم أطرافا دولية معروفة. 
 
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: أين يكمن الخطأ؟ هل فيهم أم فينا, واعتقد موضحة وجهة نظري الشخصية ولا أروج من خلالها لوجهة نظر طرف أخر, أن الخطأ يكمن فينا عندما اعتبرناهم طرفا هاما ومؤثرا في العملية السياسية ومنحناهم الفرصة ليمثلوا اليمن في قضايا مؤتمر الحوار قبل أن يضعوا ما يمتلكون من أسلحة خفيفة وثقيلة وكأنهم دولة بحد ذاتهم, فكيف لمن يمتلك أسلحة الذمار أن يصبح متحاورا إنسانيا ووطنيا, ومع هذا منحهم الإجراء الأول في ظل غياب الإجراء الثاني الأهلية الكاملة ليصبح لهم الحق في المحاصصة في أي إجراء يخص مرحلتنا الحالية أو القادمة ولتمنح لهم بعض الحقائب الوزارية كما تروج لها بعض الأطراف, ومن منطلق هذا أقف أمام الآية القرآنية القائلة (المتردية والنطيحة وما أكل السبع) التي تمنح الجميع نفس المعيار وتضعهم على المستوى ذاته, وأن المحاصصة لازالت في أعلى الهرم السياسي وتحكم كل ما نسعى إليه من تغيير وتلغي كل الكفاءات التي بإمكانها إخراج اليمن بحكم العلم والمقدرة والوطنية من أزمته التي أكلت كل أخضر ويابس لتضع اليمن على طريق منحدر قد يجرنا إلى المربع الأول. إنها لقمة السخرية  فيما يحدث وسيحدث, فكيف أصبحت يا وطني هدية تقدم على طبق من ذهب لمن شتتوك وحرموك نعمة النوم في أمان وسلام.
 
وكما يقولون أن شر البلية ما يضحك أن الحوثي  اليوم يترك مذهبه ونهجه ليتخذ نهجا أخر يعلق عليه حجة فشله, فإن ما يروج له من خزعبلات من خلال تحولهم إلى دور أخر يتجسد في دور الراعي المصلح للعباد والبلاد, فيتخذوا من الجرعة التي كانت نتيجة لقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية شماعة وذريعة لخطاب وتصريحات مبطنة تخفي في أعماقها وبين سطورها وخلف سطورها تحريضا يشجع على الاعتصامات التي تنادي بإسقاط حكومة اليمن الحالية. لكننا نضع ألف خط وبكل الألوان بجميع تدرجاتها تحت معارضتهم وتحريضهم لقرار رفع الدعم عن المشتقات النفطية, فقد أثبتوا أنهم لا يمتلكون الحنكة السياسية التي يدعون بها, وليسوا ممن يمتلكون تلك القدرات الفارقة في استقراء الواقع من خلال ماضيه ليتنبئوا بمستقبله وأن هذا القرار لا يحكم عليه بهذه السذاجة إلا من لا يعرف تبعاته وخيراتها على العباد والبلاد, فهم بذلك أثبتوا بأنهم ليسوا سوى أبطالا في العاب البلاستيشن التي تقدم للأطفال للتسلية وضياع الوقت وبعدها تزول وتختفي.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي