لا تشعلوا نارا استطاع الجنوبيون الوطنيون إخمادها

ياسمين الفاطمي
الجمعة ، ٢٩ أغسطس ٢٠١٤ الساعة ٠٥:٠٨ مساءً
لقد أثبت فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي مدى قدرته على الصمود واحتواء جميع ما واجهت اليمن من مشاكل وأحداث, فاستطاع بصبره وحنكته أن يجنب هذا الوطن ويلات الحرب الأهلية التي باتت هدفا لأطراف كل همها بسط نفوذها على خيرات هذا البلد والتحكم بمصير شعبه والعودة به إلى عصر الظلام والجهل ليصبحوا أسيادا وملوكا على عروش شيدت من أجساد أبناء هذا الشعب وزينت بدحر أحلامهم بيمن جديد يمن الحضارة والمدنية يسوده الأمن والاستقرار كحق لحياة شريفة كريمة.
 
لقد اوجد فخامة الرئيس هادي معادلة للوطنية يصعب على أولئك الطامعين في الجلوس على عرش اليمن أن يعوا أو حتى يمتلكون القدرة على قراءتها بشكل صحيح فالتوازن الذي أوجده فخامته لم يكن في الحسبان ضنا منهم بأنه ذلك الصامت الذي طالما عرفوه, لكنه بمعادلته الوطنية اثبت لهم بأن بقاء الحال من المحال ولكل حادث حديث ولكل مقال مقام, فها هو  يسطر وطنيته بكلمات من ذهب ويخرس أولئك ضعاف الأنفس فيما يصبون إليه, وذلك من خلال تصريحه بأنه لن يتخلى عن صنعاء وسيبقى هو وأبناءه وأفراد عائلته يدافعون عن عاصمة اليمن حتى أخر لحظة. 
 
وهو بهذا يضعف تلك الأقلام الرخيصة التي حاولت مرات ومرات أن تشكك بوطنيته وراحت تصف ما يقوم به من إجراءات وما يتخذه من قرارات إنها تصب فقط في مصلحة الجنوب على طريق استعادة الدولة الجنوبية متجاهلين وضع الجنوب ومدى حاجته لتهدئة أوضاعه للحفاظ على وحدة اليمن بعقد جديد.
 
ولم يكن فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي وحده من افشل مخططاتهم في التأمر على وحدة اليمن لكن الشعب الجنوبي أيضا قد أفشلها فهو من سعى إليها وهو من حماها بصبره  وتحمله التهميش والإقصاء ونهب ثرواته باسم الوحدة, واليوم الابن البار هادي وشعبه في الجنوب لن يسمحوا بان يسجلهم التاريخ بأولئك الفارين من تحمل مسؤوليتهم الوطنية كاملة.
 
إن المشهد اليمني الحالي لا يظهر سوى صورتين, فالأولى للرئيس هادي وشعب الجنوب وما يتحملونه من تشكيك باسم الوطنية التي تعد عنوانا لمدى مدنيتهم وتحضرهم, أما الصورة الثانية فلتلك الأطراف التي أفشلت ميثاق الوحدة اليمنية بعد أن سطره الجنوبيون بتنازلات ترفع راية اليمن فوق كل اعتبار وأطراف جديدة هي من صنع ذلك النظام السابق الذي كان متحكما بمصير الوحدة اليمنية والمتجسدة اليوم في جماعة الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابي, فالحوثي في الشمال والقاعدة في الجنوب, خطة جهنمية ممنهجة للحفاظ على وحدة اليمن كما يدعون, فالأولى تعكس صورة للوطنية بكل أبعادها والثانية تعكس مدى سيطرة الأطماع وهدف النفوذ وجعلهما فوق كل وطنية, ولعل ما تمر به اليوم صنعاء من حدث يتصدره الحوثي بمشاركة من أطراف معروفة ليس من مصلحتها أن تخرج اليمن من أزمتها من خلال حملات تحريض واعتصامات تستهدف شخص فخامة الرئيس هادي لأنهم أصبحوا على دراية وعلم إن جل ما يصبوا إليه فخامته ما هو إلا الحفاظ على وحدة اليمن بعقد جديد يتم من خلاله رد المظالم ومنح كل ذي حق حقه, وهذا يخالف ما يصبون إليه من خلال وحدة اليمن, وما يطمحون إلى تحقيقه متخذين من وحدة اليمن ومصلحة العباد والبلاد شماعة لبسط نفوذهم وغاية لإطماعهم يعكس هذه الصورة بكل جوانبها وأبعادها, أما الصورة الأولى فقد عكست ما خاضه الجنوبيون من تجربة الحوار بنجاح كللها وثيقة مخرجات الحوار الوطني والتي حافظوا من خلالها على انجاز الوحدة بعقد وعهد جديدين منتظرين بفارغ الصبر دورهم في تنفيذ تلك المخرجات. 
 
إن ما يفتعله إخوتنا في الشمال وخاصة جماعة الحوثي ومن يقف ورائهم ويبارك أفعالهم سواء أكان أطراف النظام السابق أو البعض من أبناء الشعب المغلوب على أمره والذي استطاعوا استدراجه من خلال دغدغة مشاعره والدق على ناقوس احتياجاته فكان من الأحرى بهم أن يشجعوا الناس على الصبر ومساعدة الحكومة على إيجاد حلول بديلة من خلال برامج تنموية  تساعد على سد تلك الفجوة التي تهدد بانفجار بركانا قد يقضي على الصالح قبل الطالح بدلا من استغلالهم لذلك الدعم الخارجي الذي يغدق عليهم لتسليح هؤلاء الناس بأسلحة الدمار التي يصنعون من خلالها الموت في كل لحظة نعيشها خاصة وإنهم طرف كان لهم الشرف في خوض الحوار وتسطير مقررات وثيقته فالأحرى بهم الحفاظ والسعي لتحقيق تلك المخرجات على أرض الواقع بدلا من الالتفاف عليها والنكث بعهودهم كعادتهم مدعين إن جميع مطالبهم تتجسد في تنفيذ تلك المخرجات, فإن سلمنا بما يدعون لماذا تعتصمون في تلك المواقع الحساسة والتي تثير الاستفزاز, ولماذا امتلاككم للسلاح, سؤال بالتأكيد ليس له إجابة من قبلهم, فلا حياة لمن تنادي, لان من تنادي عليهم لا حياة لهم فقد انتحروا بأطماعهم فانهوا تلك الحياة الكريمة التي هي غاية الله سبحانه وتعالى في خلقه ليحقق من خلالها ما خلقوا من اجله وهي العبادة للخالق وحده لا للمخلوق الذي يطلبوا من العباد أن يقبلوا يده ويلثمونها في كل مرة يسلمون عليه ليظهروا له مدى امتنانهم وحبهم وولائهم  له وان أمنهم وسلامتهم ووجودهم على الأرض في ظل حياة كريمة مرهونا بوجود هذا الحاكم أو ولي الأمر فقط.
 
فما تقوم به اليوم تلك الأطراف الطامعة في النفوذ والسلطة في الشمال ما هو إلا تحايلا لإفقاد الجنوبيون حقهم في المناصفة, الأمر الذي سيؤدي بنا نحن الجنوبيون إلى العودة لذلك المربع الأول المتجسد بصوت الجنوب باستعادة دولته والذي استطاع فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي وجميع من شارك من جنوبيين في الحوار أن يخمدوه ويجدون له الحلول البديلة التي ارتضاها أبناء الجنوب, لذلك لا تشعلوا نارا استطاع الجنوبيون الوطنيون إخمادها.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي