بين السطور وخلف السطور

ياسمين الفاطمي
الاثنين ، ١٥ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٣:٣٦ مساءً
إنني لاستعجب واستغرب من أولئك الذين تسول لهم أنفسهم في التشكيك بمواقف ووطنية فخامة رئيس الجمهورية المشير/ عبدربه منصور هادي, واعتقد إن سبب هذا يعود إلى عدم قدرتهم على قراءة وتحليل هذه المواقف بشكل محايد دون تحيزهم لطرف على حساب طرف آخر بغض النظر عن كل الجهود التي يبدلها الطرف الآخر.
 
إن أكثر ما يزيد السخرية ويجعل المرء يضحك حد درجة التقيؤ من تلك الكتابات التي تصدر عن أولئك الذين يحسبون على طبقة المثقفين والسياسيين الكبار, ألم يسالوا أنفسهم ولو سؤال واحد فقط (لماذا لم يترك فخامة الرئيس هادي الحبل على الغالب لجماعة الحوثي ليحرقوا صنعاء عن بكرة أبيها؟؟؟), فمنذ بدء الاضطرابات وتصاعدها مع جماعة الحوثي وهو يحاول جاهدا إن يجد حلولا لكل الأمور بشتى الطرق السلمية.
 
إن هذا التطاول على فخامته لم يزيده إلا بريقا وقوة استطاعت أن تهزم القوى الشر هذه وخير دليل ما نشر اليوم على الكثير من المواقع الإعلامية عن اتفاقية مع جماعة الحوثي لإنهاء هذه الأزمة, إذن لماذا نكث فخامة الرئيس هادي بعهده مع هذه الجماعة وحاول مرارا الوصول معهم إلى اتفاق بشتى الطرق السلمية ليجنب صنعاء ويلات تلك الحرب الأهلية الهوجاء التي ستقضي على كل اخضر ويابس, والتي ستمكنه إذا ما زاد من تقوية تحالفه مع جماعة الحوثي لتمتد هذه الحرب إلى كل مدينة ومحافظة وأقصى أقاصي جميع الحدود الشمالية, لتصبح نسبة انفصال الجنوب عن الشمال نسبة أكيدة لا تشكيك فيها فيحقق هدفه الأعظم.
 
فعلى أصحاب الأقلام الرخيصة والأصوات التي تجعجع ولا تنتج طحينا أن كانوا حقا للحق ولاة بالتحليل الموضوعي لما يحدث, فمطالب جماعة الحوثي المتحالفين مع الرئيس السابق  والذي تجسدت في الالتفاف على حق الجنوبيون في المناصفة الذي أقرته وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل, فشرطهم اليوم بان يكون رئيس الوزراء شمالي مع أن جميع الترشيحات للجنوبيون يثير ألف تسال وتسأل بحجة تصب فحواه في تخوفهم من أن يصبح رئيس الحكومة أيضا جنوبي كما هو رئيس الدولة.
إذن لنحاول قراءة مطالب جماعة الحوثي قراءة تحليلية دون تحيز أو عاطفة لطرف على حساب طرفا أخر على أن تكون هذه القراءة لما بين السطور وخلف السطور, فقد أثبتت هذه الجماعة انتمائها لجذورها الشمالية وأعلنتها بأن الجنوبيون دخلاء عليهم وعلى إخوتهم بالشمال, ليثبتوا حقهم بالتواجد في رئاسة الحكومة واضع ألف خط أحمر تحت كلمة (حق), من منطلق أن الحق حق, وهنا لا ننكر نحن الجنوبيون هذا الحق أو نتملص منه لكن المطالبة به ليحتل أعلى هرم حلول الاتفاقية التي ستعمل على إنهاء الأزمة الحالية يثير الكثير من التساؤلات مع أنه لم يكن ضمن مطالب هذه الجماعة, لكن التسريبات بترشيح هامات وقامات جنوبية لرئاسة الحكومة المقبلة جعلتهم ينتبهون ويتيقظون للحد من لفظ واسم الجنوبي الذي تمثل أولا في شخص فخامة الرئيس هادي وثانيا في تلك الشخصيات المؤثرة على أرض الواقع ومن سيتبعها من الجنوبيين الشرفاء ذات النزاهة والكفاءة. 
إذن لتخرس تلك الأصوات العالية ولتشل تلك الأقلام الرخيصة التي تستهدف كل جنوبي ممثلا في شخص فخامة رئيس الجمهورية, فأنا بصفتي يمنية جنوبية أمتلك كامل الحق أن أدافع عن كل جنوبي وعلى رأسهم فخامة الرئيس هادي, الذي لم تعرف اليمن شمالها وجنوبها وطني في حجم وطنيته على جميع المراحل, وهنا لا أخلده ملاكا بل هو إنسان لكن تغلب إنسانيته بخيرها على شرها, ربما تكون لديه أخطاء لا نستطيع إنكارها بحجم المسئولية الملقاة على عاتقه والتركة الذي ورثها من الأزمات والمشاكل من الحكم السابق , علاوة على تلك الضغوط والابتزاز السياسي الذي يمارسه بعض الأطراف السياسية التي تعد طرفا من أطراف التسوية السياسية ثانيا, والذي كان الأحرى بهم أن يقدموا لهذا الوطن ولو أضعف الإيمان المتجسد بالصمت تكفيرا عما أرتكبوه في حقه وخاصة في حق الجنوب واليمن عموما" ( فمن كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر ) . 
الحجر الصحفي في زمن الحوثي