إلى رشيد الفقيه، الذي يدّعي أنه قدّم مئات التقارير ضد الحوثيين. في الواقع، كان دوره مختلفًا تمامًا؛ فقد عمل بوضوح على تلميع صورة الحوثيين أمام المجتمع الدولي، وتصويرهم كضحايا، وهو ما يخدم أجنداتهم بدلًا من معارضتهم.
الجميع يعرف أن بعض المنظمات الدولية التي كانت على خلاف خفى مع السعودية استخدمت رشيد كأداة لترسيخ منظمة غير معروفة، منحته التمويل والشهرة، لتصبح المنظمة الوحيدة التي تعمل في مناطق سيطرة الحوثيين. هذه المنظمة، بفضل دعمها من القوى الخارجية، نجحت في تأمين وضع خاص لها، حتى أن الحوثة كانوا يفرضون على الجهات المانحة التعامل معه حصريًا، ومهددين برفض إطلاق أموال أي منظمة من البنك المركزي بصنعاء، والذي كان يتحكم في تحويلات أموال المنظمات بل ان منظمة دولية ظلت اموالها محتجزة سنة كاملة فى صنعاء ولم تسطع سحب ريال واحد الا بعد رضوخها لشروط الحوثى وبرامجه .
والقضية الأكبر هنا هي تجاهله لكثير من الانتهاكات التي يتعرض الوطن بشكل عام من عصابة مارقة بل ان تقاريره ما قبل 2019 لم ذكر فيها الحوثى كجهة متهمة وما بعد 2019 حاول ذر الرماد فى العيون ببعض التقارير والتى يساوى فيها بين الدولة كمؤسسات والعصابة الحوثية ...
ويريد ان يقنعنا انه كان محايدا ومنصفاً
تخيلوا العاملين والعاملات في منظمات حقوق الطفل والمرأة؛ منهم من تعرض للقتل والتصفية، ومنهم من يقبع في سجون المليشيات لسنوات، بينما يعيش هو بحرية كاملة وامتيازات العمل والتنقل في مناطق سيطرة الحوثيين لا حدود لها . فما سر ذلك ؟ وكيف أتيح له هذا الوضع الخاص بينما تُضطهد المنظمات الأخرى ونشطاؤها؟
السؤال هنا ايضا : ما هو دور هولندا وألمانيا في دعم نشاط رشيد ومنظمته خلال السنوات الأولى من الحرب؟ ولماذا ظلّت بعض السفارات الغربية مفتوحة في صنعاء حتى عام 2019، في وقت كان معظم الدبلوماسيين الأجانب قد غادروا؟ يؤكد الكثير ممن تواصلت معهم أن هذا الدعم كان موجهًا بشكل انتقائي، مستفيدًا من تقارير رشيد لتجميل صورة الحوثيين وإخفاء حقيقة جرائمهم وهذه ما اكدته منظمات محلية كثيرة ايضا عاملة فى اليمن .
رشيد، إن كنت تعتقد أنك تستطيع خداع الجميع، فأنت مخطئ. لست الخبير الذكي الذي تصوره لنفسك، بل مجرد ورقة تُستخدم لفترة محددة من قبل الحوثيين وحلفائهم، وستنتهي بانتهاء مصلحتهم بك. الحوثيون لا يعيرون المصداقية أو المهنية أي اهتمام؛ ما يهمهم هو الأجندة التي تُمرر عبرك وعبر منظمتك ، هناك من يؤكد انك بعد دخول الحوثيين صنعاء عملت على الوشاية ببعض النشطاء والمنظمات و كنت "المرشد الخفي" الذي يوجههم ويكشف لهم هوية من يعارضهم منها .
تذكرت الحديث البسيط الذي دار بيننا؛ فقد أظهرت سطحيتك ونظرتك الفوضوية، ووضّحت لي الحقيقة أنك مجرد شخص وجد فرصته ليكون وحده في الميدان، ومستعد للتضحية بالكثير ليبقى في هذا الدور، حتى لو كان على حساب مبدأ أو وطن.. انت فعلا وجدت فرصتك للعمل ولكنك لم تعمل بشرف الأمانة التى يجب ..
-->