عصا السنوار ستغرق فرعون فلسطين!

د. علي العسلي
السبت ، ١٩ اكتوبر ٢٠٢٤ الساعة ١٢:٢٠ صباحاً

اقتبس الشهيد يحيى السنوار من النبي موسى عليه السلام تعبيراً عن الحرية؛ إذ يُشبّه نتنياهو المتكبر المغرور بفرعون الطاغي الظالم.

نشأ موسى عليه السلام في بيت فرعون وشهد الظلم والطغيان، في حين قضى السنوار جزءاً من شبابه في سجون أعدائه، بعدما هجّر والده من عسقلان إلى غزة لاجئًا.

كما أن موسى عليه السلام خبر آل فرعون، فقد خبر السنوار رحمه الله همجية ووحشية هذا الكيان. تعلم لغتهم ودرس فكرهم ومكرهم وألاعيبهم، وعانى كثيراً من تعذيبهم.

تحرر السنوار بتبادل الأسرى، وبما أنه ذاق مرارة التعذيب وألم الأسر، فقد حرص على تحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، خاصة في ظل هذه الحكومة اليمينية المتطرفة. لذلك، عمل بجد وأعدّ ما استطاع من عدة، واتخذ قرار التنفيذ بسرية تامة حتى عن كثير من قيادة حماس، لينفذ عملية نوعية غيرت مجرى المنطقة وقربت بزوغ فجر الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

سعى من خلال "طوفان الأقصى" إلى إحياء القضية وإطلاق زملائه من الأسر، وحقق النصر على الصهاينة في 7 أكتوبر 2023. وفي 17 أكتوبر 2024، أورد الإعلام العبري خبراً منسوباً للجيش الصهيوني: "قتلنا يحيى السنوار"، بعد تسرب صور من الميدان. لم يتمكن الصهاينة من تلفيق سردية لاستشهاده، فاعترفوا بأنه قاتلهم بشجاعة، واستُشهد مقبلًا لا مدبرًا، مقاتلًا بقنابله وسلاحه وحتى "عصاه" التي كان يتوكأ عليها، والتي هشّ بها على طائرتهم المسيرة.

بهذا، أظهروا ضعفهم ودحضوا أكاذيبهم بأنفسهم. هزمهم حيّاً وميتاً، وصور قتله فنّدت سرديتهم الكاذبة التي روّجوها لعام كامل. لم يكن مختبئاً كما صوّروه، ولم يكن محتمياً برهائنه كما ادّعوا، بل كان في الجبهة الأمامية، قُتل صدفة وهزم كل استخباراتهم واستخبارات من ساعدهم في تتبعه.

عاش مناضلاً مكافحاً وختم حياته بالشهادة، فهنيئاً له هذه الخاتمة.

رفع عصاه وهو مصاب كعلامة من علامات النصر، وعلى من يخلفه أن يحمل تلك العصا لإغراق فرعون العصر، فرعون فلسطين ولبنان الشرير "نتنياهو".

رحم الله الشهيد السنوار، ورحم الله كل الشهداء. المجد والخلود لهم، والتحية لكل مقاوم لأي احتلال.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي