خريطة الطريق بحسب رواية "فليته" مرفوضة!

د. علي العسلي
السبت ، ٢٢ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٦ مساءً

سأبدأ من الثلث الأخير من الحوار الخاص مع محمد عبد السلام فليته ،ولذي أجرته معه قناة الميادين مؤخراً..

لقد قال " فليته"، بأن الاتفاق مع السعودية أخذ وقتاً لعامين كاملين حتى أنجز، وسُلّم للمبعوث لبحث كيفية إعلانه وترتيب التوقيع عليه. تجمّد بعد العدوان الصهيوني الذي أعقب العملية الحمساوية في السابع من أكتوبر(طوفان الاقصى)!

جمد الاتفاق ولم يلغَ، وأضاف "فليته"، أنّ الطرف السعودي ما زال يؤكد تمسكه بخريطة الطريق، وأن الحوثة على تواصل معه حتى هذه اللحظة عبر الإخوة في سلطنة عمان.

 "فليته" شرح لقناة الميادين من بين شطحات كثيرة، الاتفاق، ومراحل وبنود "خريطة طريق". ويحتوي الاتفاق على ثلاث مراحل:

في المرحلة الأولى (ستة أشهر) ..الجانب الإنساني: وقف اطلاق نار شامل براً وبحراً وجواً، ازالة القيود على الموانئ، صرف المرتبات للموظفين اليمنيين وفقا لموازنة 2014.. ثم بعد ذلك إجراءات اقتصادية لتحسين الوضع الاقتصادي وعودة الخدمات ، الافراج عن الاسرى والمعتقلين، البحث لإيجاد مناخ إيجابي على المستوى الإعلامي والسياسي والإنساني.. هذه هي مشتملات المرحلة الأولى.

المرحلة الثانية –ايضاً-( ستة أشهر).. والتي يتم بموجبها خروج القوات الأجنبية من اليمن واستمرار العمل بالمرحلة الأولى وما إلى ذلك من تفاصيل متعلقة بالجانب الاقتصادي أو بالسماح بتطوير الكثير من الإنتاج للنفط والغاز اليمني تحت اشراف لجنة اقتصادية، ثم بعد ذلك الخروج بتصور لإعادة الإعمار لليمن وما نتج عنه من تدمير هائل خلال سنوات العدوان.

أما المرحلة الثالثة(عامين).. يتم في المرحلة الثالثة تشكيل حالة انتقالية معينة(ماهي، ما لونها؟ ) بالتوافق بين الأطراف اليمنية. لإدارة وتنفيذ خطط معينة، كإعادة الإعمار والحوار اليمني-اليمني المستدام(إلى ما لا نهاية) للخروج برؤية جديدة خلال العامين(ما ثوابتها ومحدداتها؟ ) ..

وقال "فليته"، أن السعودية موافقة على خريطة الطريق، ولم تبلغ الحوثة بالتنصل عليها، أو رفضا لها، حتى الأمريكي يحاول أن يراوغ في هذا الجانب ، وهو موافق ولكنه يريد تمرير الاتفاق مقابل وقف دعم غزة.

وقال "فليته" عن اجتماع مجلس التعاون الخليجي في الدوحة مع وزير الخارجية اليمني الشرعي، عن بيانهم الذي أكدوا فيه على التمسك بالمرجعيات؛ لإنه في إطار المجاملات، حيث تكون الاجتماعات الجماعية غير ملزمة.

واعتبر "فليته"، أن المرجعيات كلام وهراء ولا أساس لها؛ .

ثم ..استرسل فقال: دعني أوكد من الواقع العملي ان المرجعيات قد عفى عليها الزمن، قد تجاوزها الواقع اليمني سياسياً وعسكرياً واجتماعياً ونفسياً -كيف تجاوزها نفسياً؟ - واقتصادياً.. وبالغ فقال: أن أول من ضرب هذه المرجعيات هو النظام السعودي.. عندما انتهك بحسب زعمه القرار 2216، في كونها لم تقوم بإعادة شرعية عبدربه منصور هادي، وأتهمها بأنها هي من الغت شرعيته واحالته للتقاعد أو نفته من موقعه واستبدلته بتعيين رشاد العليمي، دون أن ينتخبه شخص واحد، وبدون أي مرجعية، كما قال "فليته"!

....

..أسمعتم ياشرعية الإيجابين؟ ما قاله "فليته"، منظرين ردكم ؟!؛

ثم أسمعتم ما قال أيضاً عن "المبادرة الخليجية"، قال يأنها قد تغيرت شخوصها، وتغيرت مضامينها، وتغير زمنها، ولم تعد قابلة اليوم؟؛

ثم أشار"فليته"، وقال ولا مرّة في التفاوض، جرى الحديث عن المرجعيات على الاطلاق. وكذب باسم السعوديين، حين قال: أنهم قالوا له أن هذه المرجعيات لم تعد قابلة للوضع؟!؛ كلام خطير لا ينبغي تمريره يا إخوتنا في المملكة.. فهلا رديتم عليه؟!؛

ثمّ أزاد عن ذلك فقال أن مسؤولين أوروبين قابلهم أكدوا له باستمرار أن القرار 2216 اصبح أحد العوامل السلبية على استمرار العملية السياسية.. ثم أختتم فقال: أن المرجعيات لم يعد لها أساس من الصحة ؛ فقد تجاوزناها، وتجاوزها الوضع في اليمن كلياً!؛

ثم برهن على أن اتفاق "خريطة الطريق" ، هو تدشين لمرحلة جديدة، ليتفق اليمنيين فيها على "مشروع سياسي جديد"، لينفذ بموجبه متطلبات "الواقع اليمني الجديد"، يقصد واقع ما بعد الانقلاب، فيؤكد ألا عودة للوراء، فالعودة للوراء من المستحيل!؛

وإليكم تعليقاتي السريعة ،أتمنى أن تصل إلى القيادة الشرعية وإلى قائدة التحالف العربي، وهي على النحو الآتي:-

- الحمد لله أن طوفان الأقصى قد حدث، فأوقف مسيرة التطبيع مع الكيان الصهيوني؛ وأوقف معها التطبيع مع الحوثيين بالتوقيع على اتفاق " خريطة طريق"، هذه التي أورد بنودها "فليته"، فهذه الخريطة التي تشيعنا لها كثيراً، لا تخدم غير الحوثي، فهي صنيعته وانتاجه؛ وهي لا تلزمه بشيء، بل تفيده دون غيره.. هذا الاتفاق الذي أورده "فليته" مرفوض؛ وينبغي أن تصدر الحكومة الشرعية موقفا حول ما جاء في مجمل حواره الخاص لقناة الميادين؛ ينبغي ألا يوقع على اتفاق هذه بنوده ،بل لابد من تجسير فجواته قبل التوقيع عليه!؛

- أعتقد أن على مجلس الأمن العمل على تنفيذ فراراته الدولية بشأن الحالة اليمنية؛ لا إنهاء القرار 2216 باتفاق جديد يلغيه ، بل التأكيد على أن أي اتفاق لليمن، ينبغي أن يكون مبنياً على المرجعيات الثلاث؛ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، والقرارات الدولية، وبخاصة القرار2216.

- "فليته" يتباكى على الرئيس هادي، وكأنه لم ينقلب عليه ولم يحتجزه ولم يتابعه بالطيران لقصر المعاشيق، ويظهر "فليته" وجماعته وكأنهم شرعين وديمقراطين ومنتخبين ، فمن انقلب على الرئيس هادي غيركم، وليس العليمي؟!؛، فالعليمي فوضه الرئيس هادي وأعلن عن ذلك، ولم يتم تعيينه من قبل السلطات السعودية، فوضه لادارة مرحلة انتقالية، بمهام محددة، وجاء ذلك استجابة لمشاورات يمنية-يمنية، عقدت بالرياض كان الغائب الوحيد فيها، هو انتم؟!؛ والسعودية اعتقد انها لا تزال على عهدها في العمل على إعادة السلطة الشرعية إلى العاصمة صنعاء، وستفعل ذلك بحول الله، ولن تلتفت لتهديداتكم ونصائحكم وليست ممن يوجّه أو يؤمر!

- اظن ان قادة المملكة تابعوا ثرثرة "فليته" وما نسبه إليها، وأتوقع انها سترد عليه، وستنشر الاتفاق وتدعو للتوقيع عليه، إن كان يتماشى مع المرجعيات والقرارات الدولية ذات الصلة.

- الاتفاق الذي أورده "فليته" مرفوض، لأنه لم يتناول ما على الحوثي من استحقاقات والتزامات، وأولها انهاء انقلابه، وإعادة المؤسسات والمعسكرات، وتسليم الأسلحة. والمرحلة الثانية والثالثة بصفة الخصوص مرفوضة شكلاً ومضموناً، إذ لا يعقل خروج التحالف قبل أن يحقق اهداف التدخل، وقبل تسليم الحوثي للسلاح الذي نهبه او هرّبه. كذلك الاقتصاد منهار فهل ينتظر اليمنيون ستة اشهر حتى يستأنف انتاج تصدير نفطه وغازه او تطويرهما.أما المرحلة الثالثة فمرفوضة كونها لم تشمل على حزمة القوانين للتهيئة للانتقال الى سلطة منتخبة للخروج من نهابة النفق، بــ"الانتخاب"، بل حوار طواحين دائم ومستمر وفيها تعمية، ومجال للتأويل والتفسير.

إن كل ماجاء من "فليته" مرفوض، وصوتنا هنا نبلغه للقيادة الساسية ولقائدة التحالف العربي.. أتمنى أن يصلهم.. اللهم إني بلغت..

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي