الرئيس في إجازة!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٢١ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٤١ مساءً

 

 عيدك سعيد يارئيس مجلس القيادة الرئاسي انت وإخوانك أعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ورئيسها، وجمعتكم طيبة مباركة، وإجازة ممتعة معيدة للنشاط والحيوية.

لماذا يا ترى.. بين الفينة والأخرى، نقرأ إعلاناً من مصدر في مكتب رئاسة الجمهورية؟؛ يقول فيه أن رئيس مجلس القيادة غادر في إجازة خاصة.

أضروري الإعلان عن ذلك؟؛ قد يقول قائل : هذا تقليد ديمقراطي غربي .. نعم! لكن هناك أوضاعهم غير اوضاعنا، الأوضاع عندهم مستقرة!؛ سيقول لك.. من باب الشفافية والوضع مع الشعب.

فنقول.. إن من الشفافية والوضوح، الإجابة عن السؤال التالي : " لماذا الرئيس أثناء الإجازة الرسمية يُداوم، وعند استئناف الدوام يؤجز؟!"؛

فإن كانت هناك من أسباب، اعتقد انه كان على المصدر الرئاسي، -ولو تلميحاً- أن يشير إليها؛ ويقول لنا إن كان إعلان الإجازة هو هروباً من الضغوط الممارسة على الأخ الرئيس بشأن التنازل للحوثيين أكثر فأكثر، لدرجة الضغط عليه كي يوافق على اللقاء المباشر مع المشاط أحد قادة العصابة الإرهابية المنقلبة على الدولة والشرعية، والرئيس – حكماً- يرفض بشدّة ذلك!؛

أو امتعاضه – مثلا - مما يحكى عن تسليم ميناء عدن، لشركة إماراتية، من قبل عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي، اللواء عيدروس الزبيدي؛ إن كان ذلك صحيحاً، فهو مخالف للدستور والقانون.. واللوم كل اللوم عليك أخي الرئيس أنت وإخوانك مجلس القيادة الراسي الأخرين؛ حين كلفتموه حصراً وبُداً عنكم بإدارة الملف الإقتصادي، والموارد السيادية.. وبغض النظر، فإنه يتوجب عليكم الاجتماع والمناقشة واتخاذ القرار بشأن ميناء عدن وغيرها من القرارات السيادية، تحملوا المسوؤلية جماعياً لا منفردين!؛

فإن كان مما سبق ذكره، لا علاقة له بإعلان إجازة الأخ الرئيس، وإنما تَيمُناً بالرؤساء في الدول الديمقراطية الغربية، الذين يفعلون ذلك؛

أقول في هذا السياق.. أن الرئيس الأمريكي على سبيل المثال ؛ يذهب لمزرعته الخاصة في إجازة نهاية الأسبوع ؛ لكن إذا ما وقع حدث ما في أي بقعة من العالم، وليس في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فإنه يقطع إجازته ويعود للبيت البيضاوي لمتابعة أخر لأخبار..

أما نحن في اليمن يا مصدر الرئاسة، فنحن في حرب مستمرة منذ تسع سنوات..

 ألا ترى يا أيها المصدر أن الحوثي يُعدّ عدته ويحشد لاجتياح مناطق مهمة تحت سيطرة الشرعية وفي أي لحظة؟؛

 ثم.. ألا ترى أن السفن تُحرق وتغرق وعلى مقربة من قصر المعاشيق؟؛

 كذلك ألا ترى التصاعد المستمر في أسعار العملات واسعار السلع والخدمات؟

فالوضع القائم يتطلب اليقظة الدائمة من لدن الأخ رئيس مجلس القيادة الرئاسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإذا ما أردنا تحقيق الأهداف التي ينشدها، فإن عليه باستمرار إدارة اجتماعات للغرفة المشتركة، للتقييم واتخاذ القرارات المناسبة؛

كذلك.. ألا ترى يا أيها المصدر.. الصعود المقلق في أسعار العملات الخارجية رغم مصفوفة إجراءات البنك المركزي، والوديعة السعودية التي أتت بجهد جهيد وبمساعي مستمرة من قبل الأخ الرئيس؟!؛

 أفلا ترى أيضاً أن راتب الموظف في المتوسط لا يساوي قيمة خروف أضحية عيد، فما بالكم بباقي الحاجيات الضرورية والتي منها، شراء حليب الأطفال وشراء ملابس جديدة للأطفال في العيد، وحتى في توفير (قرص) الروتي، والمعلوم للجميع نُحفه وارتفاع سعره؟

 إن ما جعلني أعلق على إجازة الأخ الرئيس، هو ما جاء بإعلان المصدر الرئاسي، والذي نشره الأخ الرئيس في صفحته ؛ وكأن المصدر قد استبق أي نقد؛ فأكد هذا المصدر "على أن الرئيس حريص في ظل هذه الظروف الاستثنائية الصعبة، على استمرار تواصله المعتاد مع كافة السلطات لمتابعة لأحوال المواطنين، وتسهيل مهام الحكومة، ودعم جهودها الموجهة لتحسين الخدمات، والوفاء بالتزاماتها الحتمية، والاستفادة المثلى من منحة الاشقاء في المملكة العربية السعودية للموازنة العامة، ومحطات الكهرباء في المحافظات المحررة"..

فإذا كان الأمر كذلك، وهو كذلك.. والرئيس دائم التوصل والعمل.. فلماذا إذاً إعلان إجازته لعدة أيام؟!؛

فالمبتغى والمفروض أن الرئاسة ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة وكل المسؤولين، إن يعملوا على مدار الاربعة والعشرين ساعة، لأن الوضع في اليمن بالغ التعقيد، ونعيش في ظروف استثنائية صعبة، كما جاء به المصدر.. وهذا يتطلب التواجد على رأس العمل باستمرار؛ فالوضع ليس طبيعي كي يذهب رئيس الوزراء ليحجّ، ثم يتبعه الرئيس بإجازة خاصة!

وعلى العموم.. هذا الإعلان ممكن به ننبه ونذكّر أن رئيسنا معظم وقته بدون عائلته الصغيرة، وربما هو الوحيد من بين رؤساء وملوك وأمراء العالم، يعمل ولا تتواجد أسرته الصغيرة معه لا في قصر المعاشيق ولا حتى في الرياض..

وعلينا أن نثني عليه، ونحي ونشكر عائلته على هذا التحمل والصبر الجميل، من أجل إنقاذ اليمنيين واستعادة الدولة وكل المؤسسات .. هذه التضحية المفروض محل تقدير من كل المنصفين.

في الختام.. الأخ الرئيس حقاً بحاجة لقضاء بعض الوقت مع اسرته، ولكن من دون الحاجة للإعلان عن الإجازة!؛

نتمنى عليك العودة بنشاط، كي تسهم في التخفيف من معاناة اليمنيين الانسانية التي تصنعها المليشيات الحوثية الإرهابية؛ وأن تدير المرحلة للوصول لتطلعات الشعب اليمني في استعادة مؤسسات الدولة، والأمن والاستقرار والسلام إلى ربوع كل شبر في يمننا الحبيب..

وجمعة مباركة على الجميع.

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي