الحمد لله.. صرختهم وبراءتهم فشلتا بالحج!

د. علي العسلي
الاثنين ، ١٧ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٣ مساءً

قبل أيام دشّن الوفد الحوثي محاولة الفوضى في الحج؛ فاقتصرت الصرخة حصراً على الوفد دون سواه من مئات الآلاف من الحجاج..

 

فعرَف الحوثي حجمه ومقداره وتأثيره!؛

وخسر المملكة وعطاياها، وضغطها على السلطة الشرعية للقبول بهم كمكوّن يمني في اطار التسوية السياسية القادمة، فيما عرفت بخارطة الطريق..

 

واستفادت الشرعية من صراخهم، بتثبيت شرعيتها، والشهادة بالعقلانية لها ولمسؤوليها، كونهم رجالات دولة يحترمون الدستو والقانون، ويحترمون الجيران وإجراءاتهم وقوانينهم!؛ إذاً.. فشل الحوثي في تحقيق أي ميزة من صراخه في المسعى، فلم يجني غير الخزي والعار، واضطر وفده للاعتذار للمملكة وقيادتها، فيما بعد الفعلة! 

 

ويوم عرفة، باءت محاولات (خامنئي)، أيضاً بفشل مماثل .. فلله الحمد والمنّة، فلا فوضى ولا براءة حصلت وكفى الله الحجاج والمملكة شر إيران ومن وآلاها..

 

لقد فشلوا بفضل من الله في اختيار التوقيت، وهم فاشلون اصلاً في الايدلوجية، وفي تصدير ثورتهم الخمينية لوطننا العربي بحول الله وقوته، ويقظة رجال الله وأولياءه.وبيقظة رجال أمن المملكة، الذين أعلنوا أن أمن الحج خط احمر.

 

فشل الحوثي وخامنئي ومن لفّ لفهم .. لأن دعوتهم الثورية نشر الفوضى ، ويستخدمون القوة لفرضها، لا الاقناع؛

 

ولأن "ماركة" التصدير، هي تصدير الصواريخ لا الغذا؛ ولانهم يرسلون لأطفالنا الألغام، لا الألعاب؛ ولأنهم لا يجيدون إلا "اللطم" ويمارسون الإرهاب، وشعاراتهم الموت والصراخ والخراب.. فالمحصلة حتماً كما رأينا وشاهدنا أن هزموا في التأثير بالصرخة، وفي الدعوة للبراءة، فَكلا اللفظين مزايدة وفي غير محلّها!

 

فالله الذي جمع قلوب جموعٍ من المسلمين من حول العالم إلى معقل التوحيد مكة المكرمة؛ هذا العام كما في كل عام، فقط جمعهم لعبادة الله وحده، لاداء مناسك الحج بهدوء وخشوع وسكينة وطمئنينة!

 

فالحج ليس للاستعراض ، وليس لنشر الرعب والرهبة، بل لاستقطاب الناس للمحبة والسلام، ليرى العالم كله كيف أن الإسلام لا تمييز ولا تفريق فيه إلا بالتقوى ، فلا فيه سادة و لا عبيد، بل آتى لتحرير العباد والخضوع فقط لربّ العباد.. هنا في الحج يتجلّي هذا التمييز عن باقي الأديان وعن المدّعيين من المِملل والمذاهب وبوضوح تام ..

 

 الكل سواسية، في عدالة الله، فلا سلالية في الإسلام، فالكل عباد لِله وحده..

 لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد، يحي ويميت وهو على كل شي قدير!

 

الحج من علامات التوحد والتميز والتفرد للأمة المسلمة، فهو خارج الصراع المذهبي والطائفي وخارج التسييس..

ولا ينبغي بحال أن يشوّه أو يخدّشه المتنطعون، المتطرفون، الكذّبون الأفاكون!

 

 عرفة والحج ليس للتدريب والتدرّب والحرب؛ إنه مكان للوحدة والمساواة، وإظهار و إشهار الخضوع والاستسلام لله وحده.. فلا ينبغي توظيفه أو استخدامه بغير ما أراد الله ورسوله!

 

وغزة تسعة أشهر تموت وتجوع في كل لحظة، ومدّعو المساندة والدعم، يتاجرون بها َفي كل اتجاه، وفي كل موسم، وفي كل مناسبة.. وبإعلانهم المساندة والدعم، لم توقف المجازر،بل ازدادت، ولم تأتي بالغذاء بل اطبق عليها الحصار ، ولم تتضرر من عسكرية البحار، بل تضررت في أمتنا بعض الأقطار..

 

فغزّة تحتاج دخولكم الفعلي في القتال إن كنتم معها؛ وليست بحاجة للصراخ أو التسييس في هذا المكان المقدس.. فعظمة صبرهم ومقاومتهم هي في الحقيقة خزي وعار وشنار على من يدّعي الوقوف معهم ولا يقاتل معهم، بل اكتفي بالإدعاء؛

 أهل غزة لا ينتظرون من (خامنئي) وغيره ان يشيد بهم ويبجليهم..هم حقاً يحتاجون من يوقف عليهم العدوان، ويغيثهم بالدواء والغذاء ويعمر لهم من جديد البنيان !

 

الحج ليس للتعبئة ولا للتهييج.. ولا ينبغي أبداً إقلاق أمن الحجاج والدولة المضيفة؛ والتي بهذا المناسبة نبرق لقيادتها وشعبها وامنها التحية على السهر على أمن الحجيج وسلامتهم وصحتهم ..

 

وقمّة اهتمام المملكة بالحج والحجيج، تجلّت حين اعتذار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعدم المشاركة بقمة الدول السبع الصناعية الكبرى، رغم ان رؤيته وأولوياته كلها تصب في تطوير المملكة والوصول بها إلى مصاف تلك الدول.. وفعله هذا هو احتراماً وتقديراً وتفضيلاً للحجاج في السهر على توفير الخدمات والرعاية والأمن والسلامة، على باقي الاهتمامات والاولويات ...

 

إن دعوة (خامنئي)، قوبلت بالرفض والاستهجان من حجاج بيت الله الحرام، وكلمة المرشد التي القاها ممثله في صحراء عرفه، لم يلتفت إلى سماعها الحجاج ؛ فنحمد الله انها تصحرت كأيدلوجيتهم ولم يكن لها تأثير يذكر؛وبراءتهم كان المقصد منها إطلاق شرارة الفوضى؛ فأطفأها الله .. فلِله الحمد والمنّة على ذلك.

 

تهانينا وتبريكاتنا لنجاح المملكة على جعل الحج فريضة تؤدى، لا فوضى تعمم!

 

أختم بأفضل ما تفوّه به الدكتور محمد عيضة شبيبة، فكلامه الذي تفوّه به يمثلني..فوزير الأوقاف والإرشاد، قال:

 "نحن في حج، اتينا إلى بيت الله وهنا في مكة أتينا للحج، هنا في مكة أتينا للطواف لا للطائفية، اتينا للتلبية لا للتأليب، اتينا إلى عرفات لا للشعارات، اتينا إلى مزدلفة كأمة واحدة لا مختلفة، الحج تقديس لا تسييس. الحج ارفع من أن نسييسه، من أن نحزبه، من ان يكون فيه شعارات، سواء طائفية او مناطقية.. وقال ايضاً:

 

"هنا حُرمة لكل شيء... راعوا قوانين هذا البلد بكل احترام.. وحافظوا على النظام والأمن والأمان.. وعظموا الزمان والمكان.. تقبل الله حجكم وشكر سعيكم.."

 

وكل عام ويمننا وأمتنا والعالم كله بخير وآمن واستقرار وسلام.. وندعوه سبحانه وتعالى أن ينهي عن غزة الإبادة والعدوان.. تهانينا بعيد الأضحى السعيد..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي