حاسب من يضللك ياعبد الملك الحوثي!

د. علي العسلي
الأحد ، ٢٦ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٣ مساءً

 

إن الظهور الاسبوعي للتحدث في حدث معين ، في الأغلب مضر، إذ أن المتحدث يستنفد ما عنده، ولا يدري ما يقول، فيتوه ويتشعب، فيحرص في كل ظهور على الإتيان بشي جديد، حتى ولو كان الجديد مبالغ فيه أو لا يمكن تصديقه، فلا شك بالنتيجة سيوثر على مصداقيْة المتحدث، عند الأنصار قبل الخصوم!؛

وأخطر ما في ذلك الاستعانة بفريق مضلل يقدم أرقام ليست حقيقية أو مبالغ فيها، فتلك مثلبة كبيرة للمتحدث!؛فإن كان من جمعها المتحدث تفسه، فمن المؤكد ان مصادره مضروبة، وإن كان قد لُقّن بها، فملقنه يريد توريطه وإظهاره بالمفلس والمهرّج.

عبد الملك الحوثي وقع في ذلك .. فلماذا جماعته لا تزوده بالبيانات الصحيحة؟؛ ثمّ لماذا تزهقه بسرد تفاصيل الأحداث، حتى يظهر مملاً؟.. ولماذا يحولونه مقرر أو ناطق إعلامي لمحور المقاومة لعملياتهم؟!؛

في آخر نسخة لحديث عبد الملك الحوثي، ظهر كأنه صانع محتوى ((خُرطي))!!

عبد الملك في حديثه، وهو المعنى بخارطة السلام، لم يشير إليها، ولم يؤكد على دعوة المشاط، مما يبيّن أن خطاب المشاط في دعوته للتحالف، كان رمي طماشة في الهواء .

فلو كان توجّه الجماعة، لكان قد تحدث بها عبد الملك واسهب واطنب، وسوقها قاداتهم ونشاطهائهم، فحديث المشاط كان كلام مثير.. لكن ولا أحد من أصحابه التفت إليه ليدّل عن ان الكلام هو للهواء!؛

عبد الملك أخذ من خطاب المشاط فقط ((حُسن الجوار)) ودندن حوله، فضرب خطاب المشاط عرض الحائط، أحرق كل رسائله ليلة الثاني والعشرين من مايو، -لنا حديث اخر عنها-..

شرح حسن الجوار.. ونضح بما فيه، ضد المملكة والتحالف ودول الجور..

فحسن الجوار عنده، عدم إقامة علاقات واتفاقات مع أمريكا، ولا حتى عقد اتفاقية حماية أمنية.. متى تطلب هذا يا عبد الملك إذا أنت مثلا لا تهدد ولا تبتز ولا تعتدي ولا أنت بايران متقوّي!

 ويفضح نفسه، اسمعه كأنه يتحدث عن نفسه تماماً.. فيفول( عبد الملك ) حسن الجوار يتحقق بتغيير السياسة العدائية، غيِّر سياساتك العدائية، توجهاتك العدائية، تعامل على أساس مبدأ حسن الجوار، تعامل بالقيم الإسلامية والقيم العربية، وأنت ستجد نفسك في أمنٍ وأمان، هذا ما يحقق لك الأمن والاطمئنان.. يعني من الذي ينبغي عليه فعل كل هذا؟!

وعند حديث (عبد الملك ) عن الوحدة اليمنية، والذي صدق فيها لفظاً، ويكذب سلوكه وتصرفاته هو وجماعته الواقع.. إذ قال أن الوحدة مصلحة حقيقية للشعب اليمني، وهذا صحيح.. لكن نسمع جعجعة و لا نرى طحيناً.. ولا نرى الحوثة يِقبِلِون لمعالجة المشاكل أو المظالم بالعدل والانصاف والتفاهم على مبدأ الشراكة الوطنية العادلة التي اوردها في حديثه ؟!؛ واترك لكم التعليق على كلامه هذا!!

كذلك كما استخدم غزة للتحشيد والتدريب، ها هو يستخدمها أيضاً في الوحدة اليمنية، فقال ان موقف التصعيد يمثل الإرادة الشعبة الوحدوية.. وخصومه يمثلون التحالف، ونسي ان المملكة هي التي تتحرك في سبيل جعل الدول تعترف بالدولة الفلسطينية تباعاً، وهي التي ستأتي بالدولة الفلسطينية، وليس استهدافاته البحرية!

وإن اخطر ما في حديثه الاخير، هو استشهاده واستحسانه لمواطن عبر عن حبه لفلسطين وتاييده باستهداف السفن بالصواريخ.. قال الحوثي أنه من أجمل ما سمع - والمفروض يقول ما شاهد.. لكن هو لا سمع ولا شاهد، هو قِيل له.. -، المهم.. قال سمع احد الاباء الاعزاء في جمعة السبعين يقول: [إن كانت تستطيع القوة الصاروخية أن تحولنا إلى صواريخ فتطلق بنا فنحن جاهزون، ونهب أنفسنا لذلك، أو كان في أجسادنا مادة يمكن أن تستفيد منها القوة الصاروخية في التصنيع للصواريخ، وكانت هذه المادة في أجسادنا، أو في دمائنا، فنحن جاهزون لأن نبذل أنفسنا لتستخرج منَّا ذلك].. ثم يعلق ويقول هذه نعمة من الله، قول هذا المواطن.. لم يكتفي عبد الملك بدفع الناس للجبهات ليموتوا، بل يريد استغلال اجسادهم بعد موتهم ليكون هو بطلاً وقائداً عظيماً ومُصنّعاً!؛ . ماهذه الثقافة الوحشية؟؛ ما هذا العمى؟؛ ما هذا الداء؟!؛ أعني داء العظمة.. أتريد ياعبد الملك الحوثي تحويل جثث قتلاك سلاحاً ايضاً..!!

ماهذا البلوى الذي أصابنا به الله في اليمن.. على محكمة الجنايات الدولية توثيق أقواله ومحاكمته عليها، قبل أن يتفاجأ العالم بسلاح بيولوجي أو ما شابه من أجساد ضحايا الحرب في اليمن!!

وتعالوا معي الآن لفضائح الأرقام الحوثية فوق الأرقام العالمية لموسوعة (غينيس) للأرقام القياسية.. أرقام لا تصدّق أوردها كما جاءت في حديثه، وعلى النحو الآتي :-

قال (عبد الملك ).. في التعبئة العسكرية والتدريب، بأنه بلغ عدد المتدربين ( 327105) .. إن كانت هذه الأرقام حقيقية، فهي مخيفة وتهدد أمن اليمن والمنطقة ولن تفيد غزة ابداً!

وقال (عبد الملك ).. أمَّا المظاهرات، والمسيرات، والفعاليات، والندوات، فقد بلغت (557380).. أيصدق أحدكم هذا؟!؛ وأن الوقفات النسائية، والأنشطة أيضاً من ندوات ووقفات، بلغت(119813).. على اساس انه دقيق ولا يريد أن يكذب بالتقريب، كالذي يقول ان سعر سلعة ما (99.999) ريال، ليصدقه السامع؟!؛ ترى.. من يكذب عليه إن لم يكن هو من ألفها؟ من ذا الذي يزوده بأرقام فلكية غير حقيقية ليطلعه خراط ومهرج؟!؛

هذه بعضاً مما قاله عبد الملك في آخر نسخة له الخميس الماضي.. لتعرفوا إلى أين هؤلاء القوم باليمن ذاهبون!!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي