كيف استولى الحوثي على الدولة وتكفّل بتتفيذ مهمتين خطيرتين؟!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١٣ فبراير ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٢٥ مساءً

تكلمنا سابقاً بأن الحوثي حاول الانقلاب، وفشل في أن يحكم الجمهورية اليمنية؛ ولمّا لم يستطع إعادة الإمامة كنظام حكم، فلا يزال في مناطق سيطرته يحاول غرس الافكار الاثناعشرية، ونشر ثقافة السيد والرعية، والترويج للسلالة، وتجهيل الشعب وتدجينه وتجويعه وحرمانه، وتجسيم رموزه وتقديسهم.

 

وكان قد استولى الحوثي على العاصمة في ذلكم اليوم المشؤم في الواحد والعشرين من سبتمبر، 2014م، بعد أن استولى على عمران وقتل وشنّع بالقائد الكبير القشيبي الذي واجهه ورفض التسليم له! 

 

سبقه قتال حقيقي بين الحوثيين وطلبة معهد دماج في صعدة، الذين واجهو الحوثيين ونكّلوا بهم أشد تنكيل،حتى تدخلت الوساطات لانقاذ الحوثيين، ولتشتيت طلبة المعهد في صنعاء والحديدة وغيرهما، والذين يتصدرون مع الشرعية لمقاتلته اليوم. 

 

معركة معهد دماج، بيّنت وأظهرت، كم أن الحوثي ضعيف وأوهن من بيت العنكبوت؛ ولولا الأيادي الخفية، والدعم والتدريب والتسليح الخارجي الذي يتلقاه، لكانوا هزموا بالضربة القاضية في دماج وانتهى الامر! 

 

وبعد ان استولى الحوثي على عمران بتواطؤ بعض القبائل، تقدم صوب العاصمة صنعاء، فلاقى مقاومة فقط من مؤخرة الفرقة الاولى مدرع استمرت لاربعة أيام،انتهت في مساء ذلك اليوم المشؤوم الواحد والعشرين من سبتمبر،حيث سقطت فيه كل المواقع الاخرى ووزارة الدفاع بيد الحوثي، ومن دون مقاومة تذكر!

 

وهكذا.. استلم الحوثي عديد المحافظات دون قتال-لا سامح ربي من وجّه وعمّم بالتسليم له من دون قتال-؛ 

 وظل زعيم العصابة الحوثية عبد الملك، يتحكم بالقرار والتوجيه والتحشيد من غير ذي صفة رسمية ومن مخبأه، كما بالضبط يعمل حسن نصر الله بالضاحية الجنوببة في لبنان، ولا يزالان!؛ 

إذ انه استولى على الدولة ومؤسساتها، وعطّل القوانين وأهان الوظيفة العامة والموظفين، والجامعات ومنتسبيها، ونهب وصادر الاموال وأفلس بالبنوك وجمّد الودائع، وارهق الناس بالحبايات غير القانونية وجمع التبرعات بماسبات شتى، وحتى طوفان الاقصى لم يسلم منه! 

 

عبث الحوثي بدم الانسان وبالمال العام والخاص عبثاً لم يسبقه إليه أحد، ومن دون أن يقدم خدمة واحدة للإنسان اليمني!

وقام بفصل الموظفين والكفاءات، واستبدلهم بسلالته ومشرفيه- لا سمح الله من كان سبباً في تهاوي واختفاء الدولة والجيش، وتمكّين هذا السلالي في أجهزة ومؤسسات الدولة!؛ 

 

نعم! لقد استولت جماعة الحوثي على دولة بمقدراتها وامكانيتها وجيشها، غير أنها لا تحكمها بمنهج الدولة وبرئيس دولة ، بل بما تربّت ونشأت عليه، فتحاول سلب الدولة وتعطيلها، وسلب المواطن وإهانته، وتنفذ خططها من خارج قواميس الدُول، وأسوار مؤسسات الدولة، ولا تشعر بالنصر والارتياح إلا بالمغامرات، وبالتصرف وفقا لأهواء سيدها ومالكها، وبالضد من الدستور والقوانين المحلية والدولية. 

 

ومعلوم ان ادارة لدولة بالضد من ذلك، فالدول لا تقبل الملشنة والتسليح لقوى خارجها، ولا تعتمد المغامرات غير المحسوبة! 

 

وللإحاطة.. فإن الحوثي في اليمن بعد سيطرته على المحافظات وقد تكفّل في تنفيذ مهمتين، وجب توعية الشعب بخطورتهما، وهما:_

  المهمة الأولى: "تغيير عقائد اليمنيين بالقوة، وتجريف النسيج المجتمعي والهوٌية الوطنية الجامعة، وتدمير تاريخ وحضارة اليمن وتشويههما.. وتطويع الشعب لهذه المهمة عبر التجويع والاذلال والاهانة، وقد استطاع إلى حدما في ذلك، فنزل كثير من اليمنيين من سقف الطموح بالتغيير وبناء دولة ديمقراطية إلى مستوى التفكير بالراتب والقوت اليومي فقط"!! 

وثاني مهمة: " قبل الحوثي ان يكون وكيلاً لايران، ذراعاً من أذرعها -ويفتخر هو بذلك-في البر أو في البحر، ضد الامريكان أو ضد الجيران.. يُؤمر فينفذ أجندتها وبحسب مصالحها هي، لا الشعب اليمني"! 

 

وعموماً فإن الميليشيات لا تحكم بالدستور ولا بالقانون ولا بمؤسسات الدولة، لأنها لا تنموا ولا تترعرع إلا بالفوضى والقتال..

 نسأل من الله ان يخرج اليمن والخليج من مأزق ايران وأذرعها.. آمين الله آمين..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي