رسائل امريكا وصلت..فماذا عن رسائلكم!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٠٣ يناير ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٢ مساءً

امريكا طوال العدوان الصهيوني على غزّة تخدّر محور المقاومة برسائل مباشرة أو عبر وسطاء بانها لا ترغب ابداً بتوسيع الصراع الى كل المنطقة!

وربما صدقها المعنيين أو خافوا من تهديدها، وبقيوا يعقلنوا ردود أفعالهم، فلم يرتقي كل فعلهم لمستوى المأساة والإبادة لغزة وأهلها، فبقيوا مساندين وداعمين للمقاومة في فلسطين، دون الاشتراك الفعلي بالحرب معهم!

 ويقال أن امريكا قد أنذرت الكيان الصهيوني مؤخراً من ضرورة الانتقال الى المرحلة الثالثة من الحرب، أي الضربات النوعية المركزة، اي القيام بعملية الاغتيال!

والكيان الصهيوني من مصلحته توسيع الحرب كما يحلل محور المقاومة، كي يشرك امريكا في الحرب بشكل مباشر، وهو يخرج من هزيمته المدوية في السابع من اكتوبر في العام الماضي، وكذا من خلال الغزو والعدوان على غزة، مدته ما يقترب من التسعين يوماً ومن دون تحقيق الاهداف المعلنة!

وقبل اسبوع نفّذ الكيان الصهيوني عملية اغتيال للموسوي المستشار العسكري الكبير في الحرس الثوري، وفي عاصمة دولة عربية في دمشق، ولا ردّ!

وامريكا ايضاً قيل انها اغرقت ثلاثة قوارب للحوثي في البحر الأحمر، وقتل عشرة من البحارة، ودون ردّ!

ولما لم يردّ هذا المحور، على كل العمليات من اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس منذ اربع سنوات، والعديد من العمليات والاغتيالات للعلماء في ايران.

 والاكتفاء بالتعبير بحق الرد في الوقت المناسب، واللحظة المناسبة، واثناء العدوان على غزة، تولى قادة المحور بانفسهم ادارة وعقلتة وهندسة الردود المناسبة حتى يفوزوا بالنقاط من عمليات متدرجة ومتراكمة، وحتى صباح البوم بعد كل الذي جرى، فإن الحرس الثوري يصرح بان المحور يمتلك الصبر التاريخي والرد المعقلن غير المتهوّر، من قبل المحور وحزب الله.. هذا الكلام أتى على خلفية اغتيال الشيخ صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.. والذريعة دائماً ذلك التعقل وتفويت جر المحور لقتال خطط له (النتن ياهو)!

وهاهو الكيان الصهيوني ينفذ خلال اربعة وعشرين ساعة اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية ليقول لحسن نصر الله انك شخصيا تحت مرمانا، واتبعه بعملبتين ارهابيتين قرب ضريح قاسم سليماني، في الذكرى الرابعة لإغتياله في محافظة كرمان، ويزيد عدد الشهداء حتى الآن، ليزيد عن ٧٣ شهيدا ومرشح للتصاعد!

ونسأل من الله أن يسلم الاحتشاد اللبناني في الضاحية الجنوبية، الذين سيشاركون لنفس المناسبة، وليستمعوا لخطاب حسن نصر الله أمين عام حزب الله، المرتقب، بعد أقل من ساعتين!

تلكم هي رسائل امريكا وقد وصلت بمزيد من الغدر والاغتيالات والاعمال الارهابية.

ورسائل المقاومة لا تزال ترواح مكانها بزخم اعلامي قوي ومحذر ومنذر، والحقيقة التحلي بالصبر، وامتصاص الدكمات، ودراسة الخيارات وتفويت الفرصة على (النتن ياهو) الهادف لتوسيع الحرب!

وأستطيع أن أجزم أن وحدة الساحات حققها الكيان الصهيوني في ارتقاء الشهداء من مختلف البلدان والساحات حتى الآن.

شهداء ولطم وجوه، واستذكار دون ردّ يلجم العدو عن عدوانه المستمر والمتجاوز للحدود وسيادة البلدان.

بانتظار خطاب نصر الله لنرى ردّ محور المقاومة.. اللهم سلّم المحتشدين لسماع خطابه!

الحجر الصحفي في زمن الحوثي