اتمنى ان لا اكون مصيبا" في تقديري لمايجري لاخواننا في قطاع غزة من مؤامرة دولية بتواطأ عربي واسلامي وحرب صليبية..
في حال اتجه المجتمع الدولي ومنظمات الدول العربية والاسلامية لتنفيذ سيناريو ترحيل الغزاويين من القطاع باتجاه مصر والاردن والسعودية تحت وطأة القصف الاسرائيلي المتواصل على الشجر والحجر كما هو حاصل الان وانقطاع لخدمات الكهرباء والوقود والدواء والغذاء فهذا دليل قاطع أن من ساهم في التخطيط لعملية "طوفان الاقصى" بعضهم اليوم يقف موقف المتابع لنتائج وردود افعال اسرائيل وحلفائها الغرب على ارض القطاع في ابشع صور التنكيل بالمدنيين والاطفال العزل.
اقول ذلك كسيناريو ووجهة نظر فيما لو تركت غزة لوحدها خلال الفترة القادمة لمواجهة ابشع حرب عرفها التاريخ كونها مدعومة من دول كبرى كامريكا وبريطانيا والمانيا وفرنسا فيما تكتفي الدول العربية والاسلامية بالتنديد والشجب واصدار البيانات المخزية على لسان وزراء خارجية البعض منها . كانت حركتي حماس والجهاد اخر معاقل التيارات الاسلامية في العالم العربي تحديدا ممانعة لمشروع تهويد القدس الشريف بعد القضاء على العراق وتنفيذ مشروع الفوضى الخلاقة التي البست ثوب الربيع العربي في العام 2011م واجتاحت دولة وعواصم عربية عدة باستثناء دول الخليج العربي وايران بالطبع.
في 2014 م حاولت اسرائيل بكل السبل ومعها حلفائها العرب في المنطقة القضاء على حركة حماس وتسليم قطاع غزة لامثال محمد دحلان القيادي السابق بحركة فتح والمتهم بخدمة الموساد الاسرائيلي المقيم حاليا في دولة عربية - حينها منيت اسرائيل بخسائر فادحة اثر اقتحام بري فاشل للقطاع وقتل من قواتها العشرات في حدود القطاع.
*ولأن اليهودية سلوك قبل ان تكون معتقد تبنت انظمة عربية واسلامية مشروع تسهيل تلك المهمة والقضاء على تلك الحركات بأساليب ظاهرها الممانعة والمقاومة والانتصار للمقدسات وباطنها المكر والخبث الذي لا يحيق إلا بأهله ، فتطورت القدرات العسكرية لتلك الحركات وفتحت افاق وقنوات جديدة للتسلح والاعداد لمعارك عسكرية تكسر شوكة الكيان الاسرائيلي، وبدأت رحى الانتصار للقضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني قضية من لا قضية له في المنطقة فاحتار الحليم عن ادراك التناغم المريب والحذر بين تلك الحركات الاسلامية وبعض الدول والقوى الاقليمية التي لا تشبهها في العمق والتاريخ والايديولوجيا ولأنها تحت ضغط الخذلان من اخوة العرب والجوار قبلت بشركاء اقليميين جدد في مسيرة التحرير وتحقق لها الكثير من المكاسب العسكرية وحتى على مستوى المفاوضات السياسية، وافتتاح مكاتب سياسية للحركة في دول عربية تعد مسرح لعمليات وقواعد عسكرية امريكوصهيونية....*
في عملية "طوفان الاقصى" من غير المتوقع ان يتم تنفيذ مثل تلك العملية بدون دعم استخباراتي ولوجستي من قبل دول لديها امكانيات تكنولوجية ومعلوماتية ، فقط لتكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير ، فكانت مبررا لما يجري من تدمير ممنهج لكل شيئ في القطاع ويتم شيطنة حماس كحركة ارهابية لدى الاعلام الغربي روعت النساء والاطفال كما اظهرت قنواتهم كانت حماس وغيرها من الفصائل تدرك حجم ردة فعل الآلة العسكرية الحربية للصهاينة الذبن لا يرقبون في مؤمن إلا" ولا ذمة من خلال تاريخها الطويل مع الكيان الاسرائيلي وكان لديها من الاوجاع والمعاناة مايدفعها بهذا الاتجاه ، لكن على مايبدوا أنه كان لديها الكثير من الوعود التي تبخرت مع اول طلعة حربية لطيران العدوان فلم يكن هناك رد او موقف واضح من اي حليف عربي او اسلامي تجاه جرائم الابادة الجماعية التي تعرض لها سكان القطاع خلال الايام الخمس التالية لطوفان الاقصى رغم توثيق الكتائب لكل مواقفها الانسانية تجاه المدنيين الاسرائيلين المعتقلين لديها من المستوطنات الاسرائيلية التي استهدفتها عمليتها العسكرية .
غزة تركت لوحدها ومعها دعوات المستضعفين لمواجهة ابشع صور الحرب المتوحشة ، في الوقت الذي يتدارس فيه المجتمع الدولي ومنظماته مع الدول العربية المؤثرة في القضية الفلسطينية مشروع فتح ممرات آمنة للمدنيين واخلاء قطاع غزة من قرابة مليون ونصف نسمة لترك حماس وكتائب المقاومة الفلسطينية لمواجهة قدرها الالهي مع قصف جوي ومدفعي وبحري متواصل من قبل الكيان الصهيوني الغاصب .
هكذا بدى المشهد على الاقل للمتابع العربي والاسلامي المناهض لمشروع تهويد ارض فلسطين وكل ما استطاعت فعله الشعوب المتضامنة مع مظلومية غزة هو الوقفات الاحتجاجية والمسيرات الجماهيرية في الشوارع فيما اختفت صواريخ ومسيرات دول الطوق عن الردع المتوقع والانتصار لقضية فلسطين التي طالما تشدق بها حلفاء تنكروا للدين والعروبة والاسلام في اصعب الظروف واحلك الليالي والايام.
بعيدا عن العواطف ومدى ثقتنا بقدرة حماس وغيرها من الحركات الاسلامية على ايلام العدو الاسرائيلي إلا أن منطق العقل يقتضي ان تترجم مواقف الدول العربية والاسلامية الى نصرة ونجدة لوضع حد للمآسي التي يتعرض لها اخواننا في قطاع غزة فهي في نهاية المطاف مقدرات وامكانيات لحركة مقاومة تحريرية لا تمتلك امكانيات كيان بحجم إسرائيل او حلفائها من دول الغرب الذين تسابقوا فور عملية طوفان الاقصى لنصرتها ونجدتها في السر والعلن ، وترك العرب والمسلمون غزة لمواجهة معركة غير متكافئة في ظل حصار خانق من قبل الاشقاء قبل الاعداء.
اتوقع فيما لو توجهت الاحداث نحو هذا السيناريو ان يكون لاعلام حركة حماس والجهاد وغيرهما موقف واضح لكشف ما حدث من قبل من عرتهم المواقف والاحداث الاخيرة التي دمرت كل ما بنته حماس من مقومات مدنية وعسكرية طوال عقود من الصبر والمعاناة.
-->