تعد اليمن واحدة من أكبر عمليات المساعدة الإنسانية لبرنامج الأغذية العالمي بسبب تداعيات الحرب الدائرة منذ قرابة 9 اعوام..وفي الوقت الذي تعلن فيه المنظمات الدولية نقص تدخلها في دعم وتنفيذ برامجها يواصل طرفي الصراع المزيد من التصلب في المواقف وعدم الاكتراث بنتائج الصراع على المدنيين والاسر الفقيرة التي تكتوي بنار الفقر وسوء التغذية وانعدام فرص العمل وانقطاع المرتبات.
توقف صادرات النفط المحلي منذ اكتوبر الماضي 2022 م من مينائي شبوة وحضرموت جنوبي البلاد خلق ازمة مالية اربكت حسابات الحكومة الشرعية ودول التحالف كما ضاعف حضر بيع الغاز المحلي القادم من محافظة مأرب النفطية في المحافظات الشمالية الى مزيد من التعقيد في الملف الاقتصادي اليمني ،وجميعها مؤشرات على ممارسات لحرب اقتصادية عميقة ادت الى تدني قيمة العملة اليمنية في مناطق الجنوب امام العملات الاجنبية ووصول الاخيرة لارقام قياسية غير مسبوقة.
جحيم تلك الحرب يدفع ثمنها ملايين اليمنيين ممن فقدوا الثقة بقدرة النخب السياسية في كلا الجانبيين على تجاوز مربع النظرة الضيقة لمكاسب الحرب الدائرة من منظور الانا والنظر اليها باعتبارها مشكلة كل اليمنيين وانها اولوية لدى جميع الاطراف والعمل على تغليب مصلحة اليمن الارض والانسان على ماسواها من المكاسب التي تسعى اليها كافة المكونات والنخب السياسية بدعم اقليمي ودولي لن يفضي سوى لمزيد من الدمار والخراب لبلد يعيش قرابة اكثر من نصف سكانه على تدخلات المنظمات الدولية.
تقليص برنامج الغذاء العالمي لمساعداته ستظهر نتائجها ابتداء من سبتمبر القادم باعتبار اغسطس الجاري اخر مرحلة زمنية يقوم فيها البرنامج بتمويل برامجه المختلفة على مستوى البلاد شمالا وجنوبا وتقديم المساعدات في مجال برنامج المساعدات الغذائية العامة، وبرنامج التغذية، وبرنامج التغذية المدرسية، وأنشطة تعزيز القدرة على الصمود، والتي في مجملها تقدر بنحو 17.7 مليون تدخل على مدى النصف الأول من عام 2023م.
لدى اليمنيين مايكفيهم من الموارد والثروات الطبيعية بالنظر الى الطبيعة والجغرافيا التي تتميز بها اليمن لكنها تظل خارج دائرة الانتفاع والفاعلية في تغيير واقعهم البئيس نظرا لتأثير القوى الاقليمية في تسوية حساباتها خارج اراضيها .وسيأتي اليوم الذي يدرك فيه جميع الاطراف المحلية انهم اهدروا الكثير من الوقت والجهد والرجال كان من الأحرى الحفاظ عليها لينعم وطنهم وجتمعهم بالرخاء كما هو حال سائر الشعوب والمجتمعات المجاورة لهم في المنطقة.
-->