الرئيسية > محليات > وفاة مواطن بعد تعرضه لاعتداء وحشي من عناصر حوثية..

وفاة مواطن بعد تعرضه لاعتداء وحشي من عناصر حوثية..

" class="main-news-image img

 

رفضت أسرة شاب عشريني، لقي حتفه بعد الاعتداء عليه والسجن والتعذيب بشكل وحشي من قبل عناصر حوثي، استلام جثمانه قبل التحقيق في الجريمة التي هزت محافظة إب، ومحاسبة المتورطين فيها.

 

 

مصادر محلية قالت إن الشاب العشريني، "محمد أحمد قائد البنا"، كان توفي بعد نحو شهرين من الإعتداء عليه بشكل مرعب من قبل عناصر في ميليشيا الحوثي، التي قامت باختطافه وسجنه وتعذيبه حتى لقي حتفه في الثامن من الشهر الجاري.

ووفق المصادر فإن مديرية مذيخرة كانت مسرحا لجريمة استمرت لشهرين، حيث أقدمت عصابة تنتمي لذات المنطقة في تأريخ 13 يوليو الماضي بالاعتداء الوحشي والمفرط على الضحية "محمد البناء"، الذي ينتمي إلى قرية "الخنشبة" بعزلة "الأشعوب"، بعد اختطافه نتيجة خلافات سابقة معه لم تعرف أسبابها وملابساتها، مشيرة الى أن هذه العصابة، يتزعمها أربعة أشخاص متهمين وهم: "أمين عبده مقبل، وحاجب مقبل، وفيصل أحمد عائض، وعبدالفتاح عبدالعزيز محمد" وتربطهم علاقة وثيقة بقيادات حوثية في المديرية.

وذكرت المصادر أن الشاب البنا، فقد وعيه بعد الاعتداء عليه وظن أفراد العصابة أنه كان قد فارق الحياة، لتلجأ إلى محاولة التخلص من جثته بحيلة أخرى لمحو اثار الجريمة، لم يكن يخطر ببال المنفذين أنهم سيقودون لكشف هويتهم وجريمتهم البشعة.

وأوضحت المصادر بأن العصابة وضعت الشاب داخل بطانية ومن ثم قامت بمحاولة التخلص منه برميه في إحدى الطرقات البعيدة عن أعين الناس، غير أن عدداً من الأهالي في المنطقة صادف وجودهم أثناء رميهم الشاب ملفوفا داخل البطانية، وقادهم الفضول للتأكد ما بداخلها ومشاهدة الشاب مضرجا بالدماء وعليه آثار الجريمة وبعض الحركة بما يوحي أن الشاب حي وليس متوفي، وضغطوا على أفراد العصابة بعد أن كشف أمرهم لنقله للمستشفى.

وأشارت الى أن هذه العصابة اضطرت بعد ضغط من كشفوا امرهم، لنقل الشاب البنا لمستشفى الرفاعي الذي يقع بمنطقة الحوبان شرقي تعز، وظل الضحية في حالة غيبوبة لمدة ثلاثة أيام بوحدة العناية المركزة الخاصة بالمستشفى، فيما كان أفراد العصابة خلال هذه الفترة يفكرون بكيفية التخلص من الجريمة وطمس آثارها.

بعد ذلك تقدم المتهمون بشكوى ضد الضحية "البنا" لإدارة أمن مذيخرة، التي قامت بمعية أفراد العصابة بالتوجه إلى مستشفى الرفاعي واقتحامه ومن ثم اختطافه وهو على سرير العناية المركزة، بحالة صحية حرجة وتم نزع أجهزة المراقبة بشكل همجي ونقل الشاب إلى سيارة العصابة ومن ثم نقله إلى سجن إدارة أمن مذيخرة الخاضعة للميليشيا، حسب رواية المصادر، التي قالت إن عناصر المليشيا وعقب وصول الشاب البنا، وهو بوضع صحي حرج قامت بالتحقيق معه بتهمة "سرقة" نبتة القات من إحدى مزارع العصابة للهروب من الجريمة التي ارتكبوها، مؤكدة أن هذه العناصر لم تراع الوضع الصحي للضحية الذي لم يكن يستطيع التحكم بالبول والبراز نتيجة الإصابة التي تعرض لها في عموده الفقري وفي رأسه.

وحسب ما رواه سكان من أبناء المنطقة فإن أسرة الشاب البنا قدمت يومها إلى إدارة أمن مذيخرة والتي رفضت السماح بزيارته وهددت أفراد الأسرة بالسجن والقتل، وبعد محاولات عدة اشترطت المليشيا على أسرته كتابة تنازل مقابل السماح بزيارته وهو ما قوبل برفض أسرته التي وجدت نفسها بلا نصير أو سند لمعرفة مصير نجلهم الذي تعرض لسلسلة انتهاكات جسيمة متتالية.

وفي حديثهم يقول السكان إن عناصر المليشيا مارست عمليات التعذيب بحق الشاب "البنا" بهدف إنتزاع إعترافات منه بالقوة، الأمر الذي ساهم بتردي وضعه الصحي بشكل خطر جدا، أجبر المليشيا لنقله دون معرفة أسرته إلى المستشفى الريفي بمديرية مذيخرة حيث رفض المستشفى استقباله نتيجة تردي حالته الصحية لتضطر العصابة لنقله إلى مستشفى الرفاعي حيث رفض الطبيب التدخل مجددا كونه كان رافض عملية الاقتحام السابقة وإخراجه بالقوة، وبعد التهديد قام الطبيب بمعالجة الضحية مجددا غير أن أفراد المليشيا نقلوه بعد ثلاثة أيام فقط بالقوة إلى سجن أمن مذيخرة وظل في السجن لمدة أربعة عشر يوما تعرض لعمليات تعذيب من جديد قادت لتدهور وضعه الصحي من جديد لينقل بعد ذلك الى مستشفى الرفاعي مرة ثالثة غير أن الطبيب رفض بشكل قاطع معالجته نتيجة التعامل الذي تعرض له الشاب من قبل المليشيا وعصابتها المسلحة، لينقل بعد ذلك لمستشفى الثورة بمدينة إب عاصمة المحافظة.

ولفت الأهالي الى أن الضحية ظل دون تحسن وضعه الصحي وسط ضغوط من أطباء أشرفوا على علاجه بضرورة نقله لمستشفى خاص لينقل بعد ذلك الى مستشفى النور لكنه ظل فاقدا للوعي ولم يتحسن، لينقل مجددا لمستشفى الثورة حيث فارق الحياة داخل المستشفى في الثامن من سبتمبر الجاري.

وبعد أن توفي داخل مستشفى الثورة، تم نقل جثمان الضحية إلى ثلاجة مستشفى الأمومة والطفولة بمدينة إب، ليتسرب بعد ذلك الخبر لأسرته التي فجعت بالمصير والجريمة التي طالت الشاب لأسابيع وأفضت إلى وفاته.

وحتى اللحظة رفضت أسرة الشاب تسلم الجثمان مطالبة بالتحقيق ومحاسبة الجناة الذين يسرحون ويمرحون بلا رقيب أو حسيب ويحتمون بقيادات مليشيا الحوثي بمديرية مذيخرة وقياداتها في عاصمة المحافظة التي كانت على إطلاع بمجريات الجريمة بحسب المصادر.

وأكدت مصادر طبية متطابقة أن الشاب العشريني البنا وصل الى مستشفى الثورة بمدينة إب وهو فاقدا للوعي وعليه آثار تعذيب وضرب وحشي فارق الحياة متأثرا بها وبحرمانه من الرعاية الصحية.

وتعد هذه الجريمة واحدة من سلسلة جرائم ترتبكبها سلطة الميليشيا في محافظة إب وعناصرها، حيث شهدت المحافظة خلال العام الماضي 6300 جريمة وإنتهاك بحسب تقرير لمنظمة رصد للحقوق والحريات، التي وثقت أيضا وفاة العشرات من المختطفين جراء عمليات التعذيب في سجون الجماعة بالمحافظة خلال السنوات الماضية.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي