سرّ الإهتمام بمفاوضات (مسقط)؟!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٠٣ يوليو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٢٨ مساءً

 

إن تداول المفاوضات الجارية بمسقط العاصمة العمانية شيء مهم؛ والأهم التركيز على سرّ هذا الاهتمام الأمريكي والصيني الذي يحمل ربما بشارة خير، بإنفراجة لأهلنا في غزة، خصوصاً وقد قيل أن الكيان الصهيوني قد أنتقل للمرحلة الثالثة؛ وبغض النظز عن ادعاء الحوثي وحزب الله في تأثيرهما في ذلك ؛

 ويـأتي الاهتمام أيضا، تبعاَ لما قد تسفر عنها مفاوضات عُمان من تغيير جذري في الساحة اليمنية في حالة النجاح أو الانتقال للخيارات الاستراتيجية بحسب تهديد الحوثي خلال ثلاثة أيام، واعتبار ان المملكة ستصبح في نظرهم (تتبع) الشيطان... لا يزال الحوثي في غروره، يا جيران اما نحن نعرف ذلك؛

بل هناك تغريدات للانتقال للمرحلة الخامسة بإدخال المملكة والامارات العربية المتحدة ضمن دائرة الإستهداف للسفن المتجهة إليها أو المغادرة منها ؛ اعقل ياحوثي وانزل من فوق الشجرة ولا تدخل اليمن في معاناة، لا تنتهي!؛

إذاً.. التفاوض الجاري مهم، ومهم جداً ؛ ونتائجه مفصلية ؛إما الإنتقال إلى لسلام؛ وإما سيفضي إلى استئناف الحرب والقتال..

ومن وجهة نظري، فإن الإهتمام بمفاوضات (مسقط)، ذو شقين:

شق محلي- لا جديد فيه.. ولذا ينبغي من نتائج هذا التفاوض أن يفضي إلى توقف الحوثي من الخطف والإحتجاز المستمر، والمفروض الإفراج الفوري عن الطائرات الأربع التابعة للخطوط الجوية اليمنية؛

والمفروض كذلك أنه على قادة الحوثي أيضاً التوقف عن التلويح بالتهديد باختطاف طائرات المملكة؛

ولابد من وضع خطوط حمراء،أمام الحوثة، حيث قد تجاوزوا كل الخطوط الحمر؛ وصل عند بعض قادتهم التهديد باغتيال الرئيس العليمي، وأخرون يبوحون بسرهم بالتخطيط لاختطاف قيادة الشرعية، كما عملوا مع الطائرات؛

وعندما أقول لا جديد في التفاوض بشأن ملف الأسرى ، لأن الطرفين قد اتفاقا على الإفراج عن كل المعتقلين والمختطفين وفق قاعدة "الكل مقابل الكل"!؛

 

هذا وكان قد اشار (كزمان)، رئيس الوفد الحكومي ، الى أن آي تقدم في التفاوض مرهون بكشف مصير ومبادلة الأستاذ محمد قحطان بعد إخفائه لمدة تسع سنوات دون السماح له بالتواصل مع أسرته أو بزيارتهم له.

 

علماً بأنه قد جرى تفاوض بشأن الأسرى والمختطفين بتسعة لقاءات منذ سنوات. والكل يتمنى الحرية لكل من هم في أقبية السجون. والمفروض في هذه الجولة يتم تصفير السجون، وإعلاق هذا لملف ولجانه، وليس كلما تفرغت السجون، أمتلئت من جديد. ويستمر التفاوض في حلقة مفرغة .

وهنا.. أدعو الفريق الحكومي والوسطاء الإقليمين والدوليين، إلزام الحوثي بالاطلاق الفوري للمحتجزين الجدد ومن دون تفاوض بأنهم؛

وعلى أن يتعهد الحوثي كتابة بعدم احتجاز أو خطف أي انسان على الأراضي اليمنية!؛

 وأنبه في هذا المقال الفريق الحكومي، وأقول له كيف تتفاوض؟!؛ وقد سمعت أن (المشاط) قد طالب اليمنيين بالادلاء بمعلومات عن تجسسهم لصالح أمريكا واسرئيل خلال شهر، وإلا اعتقلوا وحوكموا؟!؛

مطلوب من الطرفين؛ التوقف نهائياً عن الإعتقال والإحتجاز والمحاكمات قبل كل شيء، ثم أكمِلوا التفاوض بشأن من هم في السجون من سابق، ووفق مبدأ "الكل مقابل الكل"؟!

 

أما الشق الثاني للإهتمام - أظنه يتمثل في التحرك الأممي والامريكي والصيني على هامش التفاوض بين اليمنيين بشأن الأسرى؛ بغرض الافراج عن موظفي السفارة الامريكية بصنعاء والموظفين الدوليين والعاملين في المنظمات المدنية ؛وكذا محتجزي سفينة (جالاكسي)، ولا أستبعد انخراط عُمان وايران والصين في التوسط بهذا الأمر!؛

وليدرك الجميع مكر الحوثي ؛ فكل أفعاله وتصرفاته من شدّة مكره يربطها بقضية غزة التي جعلها (شمّاعة)، دائمة له، للخروج من أي مازق!؛

الحوثيون بعد ادعاء دعمهم لغزة، أخذين في أنفسهم مقلب كبير، ومن أنهم قد أصبحوا قوة ضاربة، وبيدها العصا الغليظة، فترى منهم الاستفزاز والتهديد، وكأنهم تحولوا لشرطي في المنطقة، إما تنفذون رغباتنا أو استمرينا بخياراتنا الاستراتيجية استئناف الحرب والتصعيد ، نافخ ريشه، والريش بحاجة ماسة للقص.

هذا التحليل وغيره من التحليلات والاستنتاجات، ما كان ليكن ، لو كان وفد الفريق الحكومي يدلي باحاطات يومية عمّا يجري .. والمنطق طالما التفاوض عن ملف أسرى إنساني،فلا ينبغي أي تكتم؟!؛ وبخاصة أن هذا الملف قد تم إنجازه منذ زمن، ولم يتبقى سوى الإرادة والقرار بالافراج ، وتسليم كشوفات الأسرى من الجانبين للصليب الأحمر، والبدأ بالتنفيذ؟!

أختم.. فأقول .. جولات التفاوض إن لم يتبعها تنفيذ؛ فهي مضيعة للوقت والجهد، وتعطي الحوثي الفرصة للبقاء والتغلغل، وتغيير ثقافة النشئ وإشاعة ثقافة الكراهية والعنف والتمزق؛

فإما كنتم شرعية! وحررتم البلاد والعباد من هذه العصابة الإرهابية؛

وإما اعترفتم بالعجز وسلمتم القيادة لاخرين؛ أما هذه المراوحة فلا؟!؛

أما هذا الوهن فلا؟ أما هذا التسليم وانتظار الأخرين أن يقوموا، بما يفترض أن نقوموا به فلا؟!

وكلي أمل بأن ينال الأسرى والمختطفيين حريتهم والسعادة مع أسرهم.. وأن ينتهي الإنقلاب وأن تستعاد الدولة، وأن تحقق لأمن والإستقرار والسلام في كل ربوع اليمن، والمنطقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي