مفاوضات مسقط؟!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ٠٢ يوليو ٢٠٢٤ الساعة ٠٤:٥٧ مساءً

 

لمن يسأل عن مسار المفاوضات اليومية في مسقط ..اقول.. لاجديد فيها، ولأنه لا جديد فيها؛ فإنكم ترون هذه الهالة الإعلامية التي سبقت التفاوض والمتزامنة معه، وإحدى صورها التكتم، وعدم الإدلاء بإحاطات يومية حول ما يجري؛

 

والغرض هو جعل الناس مشدودين إلى هناك، ومتلهفيين للنتائج !؛

وحقيقة ما يجري، بحسب وزير الخارجية اليمني، هو التفاوض هناك في ملف واحد ووحيد، هو ملف الأسرى..

 

 وهذا بخلاف التسويق وكل الضجيج الإعلامي؛ والذي يُسوّق لإختراق حصل، بموافقات على تحقيق سلام، سيحل قريباً في اليمن المكلوم ؛

 

ومن أن هذا التفاوض الذي يجري في مسقط، سينتهي بتوقيع اتفاق سياسي، وفقاً لخارطة الطريق، والمعدّة سابقاً!؛

 

لماذا تكذبون على مسامع واذهان الناس، وأنتم تتفاوضون على ملف قديم، شاهداً على فشلكما معاً، وكل اليمنيين قد اصابتهم خيبة الأمل من كل تفاوضاتكم، وبخاصة بهذ الملف، ملف الأسرى الذي لم ينجز اختراق فيه حتى الآن بعد سنين من التفاوض ..

 

 ويا ايها المتلقّون، هو تفاوض بشأن ملف الأسرى، وأحذروا أن تحمّلوا هذا الملف ما لا يُحمّل وبمالا يخصه!؛

 

هذا الملف كم قد آشبع بحثاً بجوالات عديدة وايام متعددة؟! ؛ والنتيجة ما يزال هذ الملف كما هو، ولا تحريك فيه، إلا ما ندر، وبمبادرات محلية لا يُعتدّ بها، وليس باتفاق بين الطرفين، ينهي ويغلق هذا الملف، وبرعاية أممية!؛

 

وليس بصحيح، أن الطرفين حالياً بمسقط بصدد التوصل إلى حلّ والتوقيع عليه،إلا إذا كان تفاوضاً سرّياً غير هذا المعلن؟ وهذا قد يكون مستبعداً!؛

 

فما يجري حالياً في مسقط ليس للتفاوض بشأن جميع الملفات ولا هو بتفاوض سياسي!؛

 

ولن يفضي هذا التفاوض الجاري أبداً إلى لقاء مباشر في هذا الشهر بين الرئيس الشرعي الدكتور رشاد العليمي وبين رئيس المجلس السياسي الحوثي مهدي المشاط، كما يُسرب ويروج؛ وكما هي رغبة ومسعى المبعوث الأممي!؛

 

 لأن الرئيس رشاد العليمي إن فعلها، فقد يُصيبه، ما قاله الراحل الكبير والسياسي المخضرم، الدكتور عبد الكريم الرياني-الفاتحة على روحه-، حين قال : "

 

إذا وجدت نفسك وأنت على طاوله واحده تتفاوض مع المشاط.. فأعلم ان الله قد غضب عليك"؛

 

وأزعم ان الرئيس رشاد العليمي لن يصل لغضب الله عليه، ليجلس على طاولة واحدة مع المشاط ويتفاوض معه !؛

 

وعلى العموم.. فالأيام القادمة كفيلة بأن تكشف ما يجري، وفيما إذا كانت هناك مفاوضات لملفات أخرى في مكان أخر من عدمه؟!؛

 

غير أن الواضح أن باقي الملفات اليمنية متوقفة، لا بل في بعضها تصعيد، كالملف الاقتصادي وحرب العُملة والبنوك والصيارفة والتحويلات..

 

وعن وقف الحرب والقتال نهائياً .. فيقال أن الحوثة قد أعدوا عدتهم؛ وسُرِّبت مذكرة منسوبة لوزارة الدفاع في الحكومة اليمنية؛ من نية الحوثي إسقاط عدد من المناطق ؛ وقد يكون الحوثي يفاوض على الطاولة من خلال التصعيد على الأرض، هذا أسلوبه وهذه ممارسته!؛

 

أما الهدنة فأعتقد أن الحوثي عملياً قد أنهاها، بشنه هجوماً بالتزامن مع المفاوضات بمسقط في عدّة جبهات.. والحصيلة من جبهة واحدة فقط، أن عدد االشهداء والمصابين بلغ (21) جندياً من الشرعية في جبهة (سقم) بمديرية مقبنة غربي تعز..

هذه الدماء المُراقة فقط برهنة،على عدم صدق وتوجه الحوثي للسلام، أوردناها هنا لمن يسأل عن نتيجة التفاوض بمسقط؟!؛

وإلى تحليل أخر عن الاهتمام الأمريكي والصيني بمفاوضات مسقط..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي