الرئيسية > محليات > الحمولة الزائدة للشاحنات باليمن.. خطر يهدد سلامة السائقين والمارة وتدمير ممنهج للطرقات المتهالكة (تقرير)

الحمولة الزائدة للشاحنات باليمن.. خطر يهدد سلامة السائقين والمارة وتدمير ممنهج للطرقات المتهالكة (تقرير)

" class="main-news-image img

 

حياة سائقي الشاحنات ونقل البضائع تعتبر مغامرة بسبب الطرق الصعبة الخطرة التي يسلكونها، وكذلك بسبب نقل البضائع الزائدة من المحافظات المجاورة لمدينة تعز المحاصرة، قد يتعرضون للمخاطر والحوادث التي تهدد حياتهم.

 

 

 

وتعد حمولة الشاحنات الزائدة وإجراءات النقل الغير آمنة أحد الأسباب الرئيسية وراء حوادث السير في الطرق الوعرة، ويُعتبر هذا التحدي عاملاً هامًا يُهدد حياة السائقين والمارة ويؤثر على حركة النقل والتجارة.

 

مخاطر الحمولات الزائدة

 

 يواجه سائقي الشاحانات نقل البضائع المحمولة بحمولات زائدة تحديات خطيرة ومخاطر لا يُستهان بها، فقد تتسبب الطرق المتهالكة وغياب الصيانة في حالات من الانهيار التام أو الانزلاقات، مما يعرض حياة السائقين والبضائع للخطر.

 

بالإضافة إلى ذلك، يواجه السائقون خطر الهجمات المسلحة والمخاطر الأمنية التي قد تحدث على طول الطريق.

 

 في هذا السياق، يقول صلاح الرحال أحد سائقي الشاحنات، إن أبرز المخاطر التي يواجهها هي تغير حالة الطقس فجأة، مثل هطول الأمطار وحدوث السيول".

 

في حديثه لـ "المقع بوست" يضيف الرحال "أنهم يواجهون تحديات على الطرق من قاطعي الطرق الذين يتعاملون معهم, بالإضافة إلى ذلك، يواجهون مشكلة صرف الوقود الزائد إذا كانت الحمولة زائدة في نقل البضائع، مما يتسبب في حدوث أعطال مثل انفجار الإطارات ،و أعطال أخرى تسبب تغيير قطع الغيار للشاحنة".

 

 يعتقد مدير عام المؤسسة العامة للطرقات في محافظة لحج رياض حسن، أن هناك العديد من المخاطر التي يمكن أن تواجه سائق الشاحنة. ومن بين هذه المخاطر، ويعتبر الخطر الأكبر هي الحمولة الزائدة التي تسبب تدمير الطرق نتيجة لعدم تحملها لهذه الأوزان. هذا الأمر يؤدي إلى انهيار الطرق قبل عمرها الافتراضي، وبالتالي تتحمل الدولة تكاليف باهظة لإصلاح وإعادة تأهيل هذه الطرق.

 

ويتابع "تحتاج الشاحنات إلى تجنب الحمولات الزائدة لعدة أسباب. قد يحدث الانقلاب نتيجة لزيادة الوزن وعدم تأهيل الطرق، ووجود حفر ومنحدرات رأسية، يمكن أن تتسبب الحمولات الزائدة في احتجاز الشاحنة في الحفر أو في المنعطفات الشديدة الانحدار، مما يؤدي إلى تعطل حركة المرور تلحق أضرارًا بالمركبة نفسها، بالإضافة إلى ذلك، تزيد الحمولات الزائدة من استهلاك قطع الغيار وتكاليف الصيانة بشكل أكبر مما يمكن أن يكون مناسبًا للحمولة الزائدة"

 

يواجه سائقو الشاحنات عدة مخاطر أثناء النقل، ومنها فقدان البضائع بسبب التضاريس الوعرة والاهتزازات المستمرة، وكذلك خطر السرقة الحصار المفروض على محافظة تعز قد يزيد من خطر التعرض للسرقة أثناء النقل، كذلك ضعف الدعم والإغاثة في حالة حدوث حوادث أو مشكلات طارئة خلال النقل بالطرق الوعرة.

 

يشير تصريح الراصد للحوادث صلاح الرحال إلى وقوع 520 حادث سير في جميع المحافظات اليمنية خلال النصف الأول من عام 2023، على الطرق الرئيسية والبدلية. وتم تسجيل أكثر من 210 حالة وفاة وحوالي 500 حالة إصابة تقريباً.

 

اتخذ سائقو الشاحنات لنقل البضائع حمولة زائدة بسبب انهيار الأوضاع الاقتصادية وكذلك الحصار على محافظة تعز منذ بداية الحرب.

 

أسباب الحمولة الزائدة

 

سائقو الشاحنات لم يكن لديهم خيارا آخر سوى نقل البضائع ذات الحمولات الزائدة بسبب انهيار العملة المحلية وارتفاع الأسعار بشكل عام، يمكن أن يكون ذلك بسبب الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد وتأثيرها على تكاليف الحياة وتشغيل الشاحنات.

 

 ويتحدث الرحال قائلاً إن السبب الرئيسي الذي جعل سائقو الشاحنات يحملون البضائع زائدة، هو ارتفاع تكاليف الوقود وقلة أسعار الإيجارات التي يتلقاها السائقون من التجار."

 

 

وبحسب حسن فإن ارتفاع أسعار الوقود والغلاء بشكل عام، جعل سائقو الشاحنات يحملون حمولات زائدة، يضطر سائقو الشاحنات لدفع مبالغ مرتفعة في نقاط التفتيش، حيث قد تصل ما بين 50,000 ريال يمني مليون، وأحيانا إلى مليونين ريال يمني إذا كانت الحمولة قادمة من محافظة حضرموت والمناطق الشرقية. سواء كانت الحمولة زائدة أو قانونية، فإن السائقين يحملون أحمالًا تصل إلى 120 طن، بينما الحمولة القانونية هي 40 طن. وبالتالي، كلما زادت الحمولة زادت الأجرة.

 

ومن جهته قال شهاب سائق شاحنة من هيجة العبد إلى محافظة تعز، إن الأسباب الرئيسية التي جعلت من السائقين نقل البضائع بحمولات زائدة هي فرض الجبايات طوال الطريق المؤدي إلى محافظة تعز، وارتفاع المشتقات النفطية.

 

ويعتبر فرض الجبايات على طول الطرق الوعرة من المحافظات المجاورة إلى مدينة تعز أحد الأسباب الرئيسية التي تدفع سائقي الشاحنات لحمل بضائع زائدة، تختلف الجبايات بين نقاط التفتيش على المسارات الوعرة.  

 

  ويشير مصدر أمني من نقاط التفتيش في محافظة تعز رفض الإفصاح عن اسمه إلى أن الجبايات متعددة في هذه النقاط، وأن كل نقطة تابعة لوحدة عسكرية، ولا يوجد رقابة من قبل السلطة المحلية لتنظيم هذه الجبايات وتحديد نقاط محددة لجمعها من سائقي الشاحنات.

 


الحجر الصحفي في زمن الحوثي