دولة رئيس مجلس الوزراء لا "حس" ولا "خبر" .. فما الحكاية ؟!

د. علي العسلي
الاثنين ، ٠١ يوليو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٩ مساءً

لقد بدأ دولة رئيس مجلس الوزراء، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، عمله عقب تعينه، بقوة وبشفافية واتصل مباشرة بالناس، وتلمّس حاجياتهم، وأشركهم معه في التفكير واستئنس بارائهم عند اتخاذه القرارات..

نزل رئيس الوزراء، وزار عدّة مؤسسات وجهات وحتى دور الأيتام والمعاقين، والأمراض بالمستشفيات.. وتجوّل في الاحياء والازقة والأسواق، وارتشف القهوة في بعض المقاهي .. اعتبرها البعض بروباجاندا لحسابه الخاص، واعتبرها أخرون مسؤولية ويقظة ضمير، واستبشروا بفعله هذا الخير الكثير.. وكدنا نخاف من كثرة النزول غير الآمن على أمنه الشخصي وحياته، في ظل هكذا أوضاع وحرب!؛

ترى ما سرّ التراجع أو الاختفاء أو الاحتجاب؟!؛

من يبدأ بقوة عليه أن يستمر بنفس القوة!؛ ومن تعكزّ على (الشعب)، حتماً لن يخذلوه وسيكونون معه.. من يبدأ بالشفافية والوضوح مع الناس، عليه ألا يحتجب عند المدلهمّات وتسارع الأحداث والتي تتخللها الحيرة واللبس والغموض!؛

من يعلن عن مصفوفة أولويات ويتعهد بتنفيذها، لا يهرب ولا يبرر ولا يعلق عدم التنفيذ بأية شمّاعة .. فإما التنفيذ، وإما التنفيذ؟!؛

أعلم أن زميلي بن مبارك، مهتم ونشيط ولديه رؤية ومصفوفة، ومركّز على إنجاز اشياء مهمة، ستفيد المواطن، وسيلمسها بنفسه؛ خصوصاً وقد حدد بوصلته، ولامس أهم المشكلات وعنده مفاتيح لحلّها!؛

ومن مجمل لقاءاته ومقابلاته، أظهر انه قد عرف بيت الداء، بيت الفساد، وكان قد بدأ بعدة إجراءات، منها العمل من خلال لجنة المناقصة لشراء النفط للكهرباء ، وأنعكس ذلك، في التوفير الذي حققه من هذا الإجراء، عند أول أسبوع مناقصة، والذي اعلن عنه بنفسه في أحد مقابلاته.. أترى؟ أذلك هو سبب التراجع والإختفاء؟ أم ان هناك أشياء أخرى؟!؛

أخر مشاركة له كانت في أعمال قمة الاعلام العربي، في منتدى الاعلام العربي الثاني والعشرين بدبي بالإمارات العربية المتحدة، واخر اطلالة له كانت في 17 يونيو، في حفل استقبال الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة، لضيوفه الذين حجوا هذا العام بالديوان الملكي بقصر (منى) ..

وكان قبل هذا، قد ظهر رئيس الوزراء إعلاميا، واعتذر عن انقطاع الكهرباء، مبيناً انه ليس منفصل عن هذا الواقع، وأنه يتابع أوضاع المواطنين عن كثب... لافتاً إلى أن اجتماعاته الأخيرة كانت دون الكهرباء..

الشيء الذي أظهره مخيف، وقد يكون ما أظهروه، هو سبب هذ الفتور من قبل رئيس الوزراء بعد الإخبار بحجم الفساد في بند الكهرباء فقط.. يحتاج الأمر للتبيان، وبنفس الشفافية والوضوح كما وعدت، لا بالإنكفاء يا زميلي العزيز.

تخيلوا أن الكهرباء التي تنقطع لأكثر من خمسة عشر ساعة يومياً في العاصمة المؤقتة عدن وربما باقي المحافظات المحررة؛ والتي عانى منها رئيس الوزراء ذاته، ينفق عليها 31% من إيرادات الدولة.. تخيلوا هذا الاتفاق المهول والمبالغ لأكثر من ترليون و10 مليار ريال، 75% منها تذهب فقط لشراء المشتقات النفطية، بحسب رئيس الوزراء، لو انفق هذا المبلغ بصفة مقطوعة على توليد طاقة لحققنا الإكتفاء وصدّرنا!؛

ولذ.. تشكلت لجنة مناقصات ؛ وفي أول مشتريات لجنة المناقصات للنفط، وفّرت هذه اللجنة من 35% إلى 40%.

بعد هذه المقابلة ذهب لدبي، ومن ثم للمملكة، وعاد الي عدن ثم طار إلى مكة ملبياً ومحرماً حاجاً.. ومن حينها لا نرى سوى برقيات التعازي والتهاني تصدر باسمه؛

وقبل يومين شكل مجلس القيادة الرئاسي باجتماعه، لجنة على خلفية اختطاف اربع طائرات من قبل العصابة الحوثية الإرهابية؛

اللجنة تشكلت برئاسة رئيس الوزراء وعضوية الجهات المعنية، لإدارة الأزمة، وتقييد استخدام المليشيات للطائرات المختطفة حتى اشعار أخر، ليشمل ذلك أيضا الإفراج عن الطائرة المحتجزة للصيانة منذ شهرين، ورفع الحظر عن ارصدة الشركة المجمدة التي تزيد عن 100 ملبون دولار.

والمفروض تباشر اللجنة عملها مباشرة، كخلية أزمة، لم نسمع عن ذلك بعد!؛

ولحد الساعة.. لا حس ولا خبر لرئيس مجلس الوزراء.. فما الحكاية يا تُرى؟!

يا هؤلاء قد تجاوبت معنا دولة الكويت الشقيقة بشأن رفد الأسطول الجوي اليمني، وأنتم لا تزالون نائمين؟!؛

حيوا معي دولة الكويت الشقيقة، فكرمها وحبها لليمنيين دائم مدام بإذن الله، لها ولقيادتها الشكر والعرفان، بعد التحية والإحترام.

يا درلة رئيس مجلس الوزراء.. فالزمان والأحداث وخطورتها، لا تسمح بالحنق أو الزعل أو بالإنكفاء، على بعض الإعاقات التي تواجهك في المضي في مصفوفة أولوياتك والتزاماتك..

فعَاودّْ حضورك ونشاطك المعهود، وأمضي في شفافيتك التي تعهدت بانتهاجها.. فذلك هو الكفيل بإزالة أية عوائق قد تعترضك..

وعلى مجلس القيادة الرئاسي الوفاء بما تعهد به من دعم للحكومة ولرئيسها، وتركها تعمل بحسب الاختصاصات والمسؤوليات، وبموجب الدستور والقوانين النافذة..

الكل مطلوب منه أن يعمل، في هذا الظرف الصعب، فبتكاملكم ومساعدة ودعم بعضكم، ستتجاوزون الصعاب وستنهون الإنقلاب، وستقدمون الخدمات، وسيستقر الريال، وستهزمون المشروع الحوثي ومشغليهم بمساعدة الاشقاء في التحالف العربي؛

 أما أن تجنحوا للسلم أنتم وليس الحوثي؛ فثقوا انكم أنتم أول الخاسرين.. فاحذروا.. واتركوا المماحكات والمناكفات والاعتكافات، فقُوموا إلى تحرير ما تبقى، وقوِّموا إعوجاكم، وأوقفوا الفساد والفاسدين، ينصركم الله!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي