الرئيسية > محليات > هكذا ظهر رأس الأفعى لأول مرة..مخاوف تضرب عبدالملك الحوثي من غضب صنعاء القادم

هكذا ظهر رأس الأفعى لأول مرة..مخاوف تضرب عبدالملك الحوثي من غضب صنعاء القادم

" class="main-news-image img

واعظ بثوب كاهن يقذف التهم ويبرر لمليشياته العبث بهوية اليمن هكذا ظهر زعيم الحوثيين يتبجح بامتلاك القدرة على تهديد مصادر الطاقة بالعالم. ففي خطاب جديد يظهر التوجه الحوثي خلال رمضان بعيد إفشاله جهود هدنة الشهر الفضيل، التي قادها المبعوث الدولي لليمن، خرج زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي يشرعن للقمع والإرهاب وذلك في آخر خطاباته الليلة الماضية. وخلافا عن بقية خطاباته المصورة التي كانت المليشيات تبثها في وسائل إعلامها، عمدت هذه المرة لحشد أتباعها وكبار قيادات حكومة الانقلاب غير المعترف بها في جامع الصالح في صنعاء للاستماع لتوجيهاته الرمضانية أو "أولويات شهر رمضان"، كما تسميه، في إجراء لمحاولة إظهاره أنه لا زال قويا. ومع إفشاله للهدنة الرمضانية الأممية، قدم زعيم المليشيات ما أسماه اتباعه "خطة"، اتعبت توحيد نهج التصعيد على عدة مستويات، فما هي دلالاتها، وكيف تنجح في اللعب على وتر التوقيت؟؟. سموم ضد السلام نفث الحوثي سمومه بالتزامن مع سريان مسرحية الهدنة المزعومة التي روجت لها مليشياته وذهب لوصفها بـ"المبادرة والفرصة" مكررا شروطه المعتادة التي لا تخرج عن مضمون رؤية المبعوث الخاص الإيرلندي باتريك هنسي المقدمة 2015. وأما السلام من منظور عبدالملك الحوثي المصنف على قوائم الإرهاب العالمية هو استسلام الجميع لمشروع خرابه، أو "ليس أمامهم مجال ليسلموا من الضربات"، وهو توجيه صريح لميليشياته الإرهابية باستمرار تصعيد الهجمات الإرهابية داخليا وخارجيا برا وجوا وبحرا خلال رمضان. واحتفى "الإرهابي الدولي" بالهجمات العابرة للحدود وعلى ثاني أهم مصدر للطاقة العالمية، وبررها بأنها مفتتح لمرحلة جديدة من التصعيد العسكري والحرب المفتوحة، بما فيه خلق أزمة وقود عالمية تعادل الأزمة في مناطق سيطرته، وفق منظوره.

 

 

 

توجس من ثورة جياع وخصص عبدالملك الحوثي غالبية خطابه لما أسماه مواجهة "ارتفاع الأسعار"، وهو ما يفضح المخاوف التي تضرب رأس هرم المليشيات من انفجار "ثورة جياع" إثر الأزمات المعيشية التي يفرضها الانقلابيون بهدف التربح والإثراء الشخصي وتمويل خزينة حربهم. ورغم إقرار الحوثي أن ارتفاع الأسعار تعود لتداعيات عالمية خاصة القمح والوقود إلا أنه سعى لكيل التهم على النظام السابق (نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح) والتحالف والشرعية، قبل أن يذهب لشرعنة حملات القمع ضد التجار ومستوردي المواد الغذائية بزعم أنهم "سبب العبث الداخلي وضرورة محاربتهم". وفيما اتهم الحوثي ما وصفهم بـ"هوامير الفساد والإجرام والطمع الذين يستغلون الظروف والمتغيرات لزيادة الأسعار"، إشارة للتجار، عاد ليوزع توسلاته وحثهم على تقديم "مبادرة لخفض الأسعار" في تناقض يكشف عجز المليشيات عن مواجهة الكارثة الإنسانية التي تسببت بها. كما تظهر بحث المليشيات الحوثية الدائم عن شماعة لإلقاء التهم عليها دون تحمل أدنى أعباء تجاه الناس، وعملها في تسعير الحرب والقتال دون اكتراث بالوضع المعيشي والخدمي والإنساني لليمنيين.

 

كما فضح خطاب زعيم المليشيات أن ثورة جياع باتت تلوح في الأفق في مناطق سيطرة الانقلاب، وإن كانت في طور التشكل والبحث عن تدعيم داخلي وحماية خارجية للانفجار ضد الأسعار والجبايات والسوق السوداء. وهذا ما يفسر تخبط الحوثي أثناء خطابه بين الهجوم على تجار السلع، والتودد لتخفيف ما أسماه "المعاناة والأسعار". وما يؤكد ذلك توجيه الرجل الضمني لكبار قياداته بتشديد القبضة الأمنية والتجسس على المواطنين والنزول لجس نبض الناس بزعم الاندماج بالمجتمع "ومعرفة كل التفاصيل"، على حد تعبيره. وهو توجس يبرز الخوف من تراكم غضب المواطنين، لزعيم مليشيات يعتقد واهما أن لدى أجهزته القمعية القدرة على تحديد مكامن الغضب الشعبي، قبل اندلاع ثورة جياع حتمية. الإعلام والفوضى ولم يخف زعيم المليشيات الإرهابية الحوثية دور وسائل الإعلام الموجهة إلى مناطق الانقلاب والذي تغذي وتفسر وتوضح وتفضح جرائمه ومليشياته رغم العزلة التي ترفضها على شمال وغرب اليمن. وزعم عبدالملك الحوثي أن ما تقوم به وسائل الإعلام من دور توعوي بخطر مشروعه التدميري أنه "إثارة للفوضى"، مخاطبا مليشياته بالاعتماد على الإعلام ذي اللون الواحد، بما يخدم مشروع حربه المستعرة للعام الـثامن.

 

يشار إلى أن قيادات مليشيات الحوثي اعتبرت وعظ زعيمها الأخير بمثابة برنامج عمل خلال رمضان المبارك، ما يشير إلى أن الشهر الفضيل لن يكون استراحة سلام، كما كانت تخطط الأمم المتحدة وإنما محطة أخرى من عنف الانقلابيين.


الحجر الصحفي في زمن الحوثي