الرئيسية > محليات > هذا ما تحدث به سياسي يمني كبير قبل عامان عن تعقيدات الحرب والسلام في اليمن .. منها قبض ريح!

هذا ما تحدث به سياسي يمني كبير قبل عامان عن تعقيدات الحرب والسلام في اليمن .. منها قبض ريح!

" class="main-news-image img

تحدث مستشار الرئيس اليمني ووزير الخارجية السابق عبدالملك المخلافي لصحيفة "العرب" قبل عامان عن تعقيدات الحرب والسلام في اليمن :

▫إتفاق السويد “كان مشكلة أكثر ممّا هو حل”. إنه “اتفاق يبتعد تماما عن الأسس والمرجعيات التي تشكّل مرجعيات الحل ، هو مشكلة ، والأدهى أنه غير قابل للتنفيذ لأنه صيغ كاتفاق عام قابل لتفسيرات متعددة وهذا النوع من أسوأ أنواع الاتفاقات . وشخصيا قلت على هذا الاتفاق يوم توقيعه إنه مجرد “قبض ريح” لا يمكن أن تمسك منه شيئا محدد وواضح ، ولازال هذا رأيي بعد هذه المدة وسيبقى رأيي”.

 

 

▫“كل اتفاق لا يلتزم المرجعيات بوضوح هو خطأ ، لا يخدم السلام وإنما يؤدي إلى إطالة الحرب وخلق أسباب جديدة لها ، ويزداد الخطأ إذا صيغ هذا الاتفاق بطريقة تجعله غير قابل للتنفيذ أو غير واضح في تحديد الالتزامات التي يفرضها على أطرافه”.

▫“بالنسبة لجماعة متمرّدة أشعلت الحرب وتسعى لاستمرارها ولا يشكّل السلام خيارا حقيقيا لها ، فإن الأفضل لها اتفاقات عامة غامضة لأنها توظّف مثل هذا النوع من الاتفاقات لصالحها ولصالح استمرار مشروعها غير الشرعي ، وقد كان ذلك هو أسلوب هذه الجماعة في كل الاتفاقات منذ حروب صعدة الست .

▫الحكومة الشرعية يجب أن تحرص على ألا توقّع إلاّ على إتفاق قابل للتنفيذ لأن مصلحتها في تنفيذ الاتفاق وتحقيق السلام وإنهاء الحرب وضمان أمن وسلامة شعبها”.

▫“أراد المبعوث الأممي أن يحقق نجاح سريع يقنع به الطرفين فصاغ اتفاقا عاما غير محدد يفسره كل طرف على هواه لا على دقة النصوص .

 ▫مارتن غريفيث وقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري الذي قيل له من إحدى الدول الإقليمية إن عليه أن يكسب ثقة الحوثيين وأن يقدّم لهم شروط الاطمئنان اللازمة ، وهذا سبب فشله في تحقيق أي تقدم .

▫إن “إعطاء المبعوث الأممي دور المفاوض بدلا من الميسر كان خطأ صب في مصلحة الطرف المتمرد وشكّل ضغطا على الحكومة الشرعية ويجب عدم تكراره”.

▫“الضغوط إن وجدت فهي تهدف للوصول إلى إتفاق ، أما مضمون هذا الاتفاق فهي مسؤولية الأطراف الموقّعة عليه وتعكس قدرتها التفاوضية”.

▫“يجب عدم الهروب من مسؤوليتنا لتحميل الآخرين أخطائنا ، فهذه قضيتنا أولا ، وأعتقد أنه لم يجر تفاوض حقيقي في ستوكهولم حول الصيغة التي قدمها المبعوث والتي وضعتنا في الأزمة التي نحن فيها الآن ، وهنا يكمن خطأ ما حدث في السويد”.

▫“لا توجد مفاوضات في الدنيا مطلوب فيها القبول بنص يقدم كما هو رغم عدم استناده لمنطق أو مرجعيات ، هذا فرض استسلام ولا أعتقد بالمنطق أن هناك ضغوطا قد مورست من أجل ذلك ، ما حدث هو استسهال لحل موضوع معقّد وعدم إدراك عواقب ماوافقنا عليه ، وهو ما أدى إلى أن ندفع ثمن هذا الاستسهال المفتقد إلى خبرة السياسة والمفاوضات وخبرة معرفة مخاطر الحوثي ومشروعه”.

▫مشاورات الكويت كانت أقرب فرصة لتحقيق تسوية سياسية بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين .

▫إيران كانت لصيقة بوفد الحوثي في مشاورات الكويت ولم تسمح لهم بأن يصلوا إلى اتفاق يخسرها أحد أوراقها الهامة في المنطقة .

▫“كانت محادثات الكويت قد توصلت إلى إتفاق يشكّل حلا شاملا للأزمة اليمنية يلتزم المرجعيات ، وتم ذلك بعد مفاوضات شاقة وجادة بين الحكومة الشرعية ووفد الانقلابيين استمرت لأكثر من مئة يوم وتم التوصل إلى إتفاق قمتُ بتوقيعه فعلا بصفتي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ورئيس وفد الحكومة في  المشاورات ؛ لكن وفد الانقلابيين الذي اشترط أن يوقّع وفد الحكومة أولا تراجع في آخر لحظة عن التوقيع على الإتفاق وانتهت محادثات الكويت بعد ذلك”.

▫مازالت الأسس التي تم التوصل لها في الكويت هي الأسس التي يجب أن يتم الاستناد عليها في أي إتفاق  قادم”.

▫ أن “كل مشكلات اليمنيين حاليا وتآكل الدولة والتمزق الذي أصاب نسيج الوحدة المجتمعية في الشمال والجنوب سببه الانقلاب والحرب ، ولهذا يجب أن يكون الجهد سلما منصبّا باتجاه إنهاء الانقلاب والحرب لا التعايش معهما ، لأنه من الخطأ التعايش مع الانقلاب لأنه تعايش كاذب وخطير”.

▫إن إستمرار الحروب تحركها أوهام طرف أو أقلية تعتقد أنها تستطيع بعوامل قوة جاءت في غفلة من الزمن أن تفرض إرادتها على الأغلبية خلافا لمنطق وطبيعة الإجماع الإنساني ، والوهم مهما طال الزمن يبقى وهما لا بد أن ينكسر .

▫لا يوجد أفق للتسوية مع الحوثيين في المدى المنظور .

▫على الحكومة الشرعية ومعها التحالف العربي إستخدام كل الوسائل الممكنة لفرض السلام في اليمن بما في ذلك إعادة تفعيل أدوات القوة بطريقة صحيحة وسليمة للضغط من أجل السلام قبل أن تتفاقم آثار الحرب في اليمن أكثر”.

▫”تحت حجة السلام والمدنيين وبقاء تدفق السلع ومنع تدفق السلاح على سبيل المثال جرى إيقاف معركة إستعادة الحديدة على بعد بضعة كيلومترات من ميناء الحديدة ، والمحصلة النهائية الآن ، إننا لم نحصل إلا على المزيد من المعاناة وقتل المدنيين وإعاقة تدفق السلع ، وما استمر في التدفق هو السلاح للميليشيات .

 

▫يجب أن يكون لدى الحكومة الشرعية الاستعداد للذهاب إلى محادثات سلام يدعو إليها المجتمع الدولي ؛ شريطة أن يكون الذهاب للتوصل إلى حل شامل على أساس المرجعيات وعدم القبول بتجزئة المشكلة”.

▫ “من الأفضل عدم الاستسهال في إلقاء اللوم على الآخرين قبل التأكد مما إذا كنا قد بذلنا كل ما علينا من واجب تجاه قضيتنا”.

▫ “علينا أن نحدد دور الأطراف المساعدة ومنها مبعوث الأمين العام وأن نتفهم هذا الدور ونعطيه قدره، ولا نأمل فيه بأكثر مما يستطيع ولا نعطيه مساحة وصلاحية أكثر مما يجب”.

▫“أعتقد أن قدرة مارتن غريفيث ، على الاستمرار في مهمته صارت صعبة ، وأن الرجل ليس قادرا على إستعادة ثقة الحكومة اليمنية ولا ترميم الأخطاء التي وقع فيها .

▫خيار الحسم العسكري "ممكن على الأقل إلى الحد الذي يجبر الطرف الآخر على قبول السلام ، ولكن هذا الممكن يتطلب أمور ليست قائمة الآن ومنها إجراء مراجعة شاملة ومسؤولة لكل سياسات وأساليب المواجهة خلال الفترة الماضية ، وإجراء إصلاحات عميقة في أدوات وأساليب عمل الشرعية عسكريّا وسياسيّا وإداريّا”..

إختتمت “العرب” لقاءها مع نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق والمستشار الحالي للرئيس هادي بسؤاله عن إنعكاس التطورات التي تشهدها المنطقة ونذر المواجهة مع إيران على الملف اليمني ، فأجاب قائلا : 

▫إن “إيران هي عامل أساسي من عوامل إشعال المشكلة ، صحيح أن الحوثي مشكلة يمنية لها جذور تاريخية وجدت مجالها في ظل إضعاف قيم الجمهورية وأخطاء السلطة قبل ثورة فبراير 2011 والصراع عليها بعد ذلك .

إلا أن الحوثي ما كان يمكن أن يصل إلى ما وصل إليه بل ويستمر حتى الآن لولا التدخل الإيراني ، ولهذا فإن إستمرار التدخل الإيراني في اليمن يعني ببساطة إستمرار المشكلة والحرب ..

 

- الخميس 27 يونيو 2019

 

الحجر الصحفي في زمن الحوثي