الحرب في اليمن وحلول المجتمع الدولي المشبوهة

عبدالواسع الفاتكي
الاثنين ، ١٢ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ١٢:٠٤ صباحاً

لو افترضنا أن الحرب التي تدور رحاها في اليمن منذ عام ٢٠١٤م ، ستحل سياسيا ولو افترضنا أن هذا الحل ليس بعيد المنال ، وأنه في متناول اليد ،  ولو تفاءلنا بأن جهود الأمم المتحدة ، ستككل بالنجاح في تحقيق حل سلمي ؛ لإنهاء الصراع في اليمن ، هذا الحل لن يخرج عن كونه نتاجا لموازين القوى على الأرض ،  وانعكاسا لحالة للعلاقات الأمريكية الإيرانية والعلاقات الإيرانية الخليجية من جهة أخرى . 

تدرك المليشيات الحوثية أن ضمان أي تسوية لصالحها ، يتطلب تفوقا عسكريا لها على الأرض ،  عبر السعي لغلبة ميدانية ، تعكس نفسها على نتائج التفاوض ؛ ولذلك تصر على التصعيد العسكري ضد الجيش الوطني ، والتلويح بخيار العودة لاستهداف العمق السعودي والأعيان الاقتصادية السعودية بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة .

 لنجاح أي حل سياسي للحرب في اليمن ، لا بد من توفر شرطين الأول : ضرورة وجود تغير جدي وملموس في موقف الدول الممسكة بزمام الملف اليمني ، يدفع بالضغط على المليشيات الحوثية ؛ للتخلي عن خيار الحرب ، وهذا لن يتحقق إلا بعد  الاتفاق على تقاسم المصالح والنفوذ في اليمن ، والثاني :  هو تغير موازين القوى في الداخل لصالح السلطة الشرعية ، وهذا مستبعد على الأقل في المدى القريب والمتوسط .

تكتفي الأمم المتحدة والدول الغربية بالتنظير بأن الحل السياسي هو الممكن والوحيد ، في مقابل حل عسكري ، ينظر إليه بأنه مستحيل ،  وتكتنفه مخاوف من احتمالات الخروج عن السيطرة وتأثيره على الوضع الإنساني والأمن والسلم الدوليين في منطقة جيواستراتيجية لخطوط نقل الطاقة وممرات الملاحة الدولية .

زهاء ثماني سنوات من  التفاوض مع مليشيات الحوثيين المسلحة ، بلا نتائج ملموسة لإحلال السلام أليست كافية ؟! كي نقتنع بعبث التحاور مع تلكم المليشيات ، لقد أصبح من المؤكد أن الحل السياسي الذي يروج له ، ويدعمه المجتمع الدولي هو لشرعنة انقلاب المليشيات الحوثية ، ورعاية مشروعها  الطائفي العنصري ؛  لتكن سيفا مسلطا على الشعب اليمني ، وخنجرا في خاصرة الخليج العربي ، يبرر تدخل الدول الغربية في شؤونه ، ويحافظ على تواجدها العسكري في الأراضي والمياه العربية ، وهو ما يفسر حرص المجتمع الدولي على صياغة حلول ، تشرعن وتبقي في المنطقة العربية فواعل العنف الموالية لإيران ، والممولة منها ، والتي ستظل كوابحا تكبح أي نزوع عربي نحو الخروج من الهيمنة السياسية والاقتصادية الغربية ، على مقدرات البلدان العربية ، وفي مقدمتها دول الخليج العربي  .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي