الإثنية السياسية للمشهد اليمني بين تعدد الأقنعة وتبادل الأدوار

عبدالواسع الفاتكي
الجمعة ، ٠٩ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٠٣:١٣ مساءً

 

الساحة السياسية اليمنية بكل تمظهراتها ، لا تعبر عن الطموحات ، التي يصبو إليها المواطن اليمني ، ولا تعالج مشكلاته ، والأدهى والأمر بل والأخطر هو إسقاط القضايا الوطنية إسقاطا سياسيا براجماتيا بمعيارية حزبية أو مناطقية أو قبلية ، وفق تمازج غريب بين دوائر  (الحزب  - المنطقة - القبيلة  _العشيرة) ، وبين العمل السياسي ، الذي من ابجدياته الانفتاح والمرونة ، وذلك بغية تحصين مكاسب تلك الدوائر وكحاضن وعاضد لكل ترهل ووهن في أجهزة السلطة أو أجهزة المعارضة ، وتبرير للتناقض الأخلاقي والوطني بين الغايات المزعوم وطنيتها ووسائل الوصول إليها .

 منذ ثورة سبتمبر ١٩٦٢م وأكتوبر ١٩٦٣م حتى اللحظة الراهنة  المستقرئ للتحولات السياسية اليمنية ، يخلص لحقيقة مفادها أن   من وأد تحقيق الأهداف الوطنية لتلكم التحولات ، هو ما يمكن أن نطلق عليه الحلف ( العسقبلي ) المكون من تحالف القبيلة والعسكر  ، والذي تغول على المشهد السياسي والثوري أيضا ، واستغل ضعف الحاضن السياسي الوطني  ، وقدم نفسه بتركيبة سياسية تتبنى مطالب الجماهير شكلا ،  لكنها في الواقع امسكت بزمام السلطة ومفاصلها وأدارت ظهرها لتلك المطالب .

 في المرحلة الراهنة تتصدر الإثنية المشهد السياسي اليمني ؛  إثنية سياسية مناطقية ، ذات امتدادات إثنية إقليمية من لوازمها  تعدد الأقنعة وتبادل الأدوار .

لن يرى المشهد السياسي في اليمن عافيته إلا بإزاحة الكنتونات السياسية ، المعلبة في مصنع القبيلة أو المنطقة أو  الأيدلوجيات ، المدعومة من الفواعل الإقليميين أو الدوليين ، والمغردة خارج سرب القضايا الوطنية ، في مقدمتها بناء مؤسسات الدولة الوطنية ، وإرساء الاستقرار السياسي والتنمية والعدالة الاقتصادية والمواطنة المتساوية .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي