إنتقام صالح من نفسه ..

محمود الهجري
الثلاثاء ، ٠٢ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٤٥ مساءً
عرف حزب المؤتمر الشعبي العام خلال عقود مضت بأنه حزب لا يضع إهتماماً لقضايا الناس إلا قبيل كل مناسبة إنتخابية بشهرين.
وخبره الناس حزباً يجيد توظيف الثروة والمال والوظيفة لصالح ترجيح كفته في أية إنتخابات.
المتعصبون لهذا الحزب من العامة كانوا يدركون حجم الهزائم التي تلحق بهم عقب الإعلان عن نتائج كل عملية إنتخابية.. 
يتحسرون ويتألمون ويندبون حظوظهم وسذاجاتهم كونهم وجدوا أنفسهم فرائس سهلة لوعود عرقوبية طويلة.
لم تكن الوعود التي يتلقونها في أغلب الأحيان تتعلق بالشأن والصالح العام وإنما كانت تتسم بالطابع الشخصي.. لذلك فإن الألم والندم يتصاعدان.
لم يخل حزب المؤتمر الشعبي العام من قيادات وشخوص يمتلكون مشاريع وطنية, ويشغلهم الهم الوطني وهو الأمر الذي ساعد في إحداث نوع من التوازن كان السبب الرئيس في عدم المبالغة في الإقصاء, وخلق بيئة معقولة من التسامح الذي يتيح فرصاً لمن يمكن تصنيفهم بالخصوم في الوظيفة والثروة.
المؤتمر بلا إيديولوجية وكان بعض التقليديين من اليسار واليمين يعتقدون هذا عيباً خلقياً في التنظيم.. لكن التجارب أثبتت بأن الأحزاب الإيديولوجية شمولية محكومة بفكرة ديكتاتورية, كان يفترض أن يكون حزب المؤتمر برامجياً بالمعنى العميق والدقيق.. بمعنى أن يمتلك مشروعاً نهضوياً, والفرصة بالنسبة له متاحة لأنه لا يحتاج إلى عقود للتخلص من أغلال الإيديولوجية وإقناع أعضائه بالقبول بالآخر .
قوى إقليمية ودولية تراهن على هذا الحزب في المراحل القادمة, إلا أن بعض الأطراف فيه تقف ضد تيار هذه المراهنة, وتسعى أو تتصرف ضد هذه المشيئة التي تخدم التنظيم وتحقق التوازن في البلاد.
رئيس المؤتمر علي عبدالله صالح محاط بأكوام من التعب والأرث الثقيل, ومن المنطقي أن يشرك حزبه الموعود للتخلص من كل هذه المشقات, الا انه يتصرف بشمولية ويتعامل مع الحزب كمؤسسة مغلقة هو مؤسسها ومالكها الحصري.
يتآمر ويحتشد ضد الأمين العام للحزب الرئيس عبدربه منصور هادي وكأنه خصم إيديولوجي ولا تتوقف محاولاته في إرباك التسوية السياسية وإعاقة المشروع الذي يقوده الرئيس.
ألا تشعرون بالغرابة والمفارقات العجيبة في الأمر شخص يتآمر على رئيسه وأمين عام حزبه, وهو يدرك يقيناً بأنه الضامن الوحيد لتخليصه من جزء كبير من الأعباء التي تثقل كاهله.
هل يحلم صالح بالعودة إلى السلطة؟ سؤال بريء لكن مجرد الحلم مجازفة وقفز على المنطق.. 
أعتقد أن ما يحركه ويعتمل في قرارة نفسه هو الإنتقام من خصومه, وما أسوأ نتائج الإندفاع رغبة في الإنتقام.
الحجر الصحفي في زمن الحوثي