من شطحات "فليته" الأخيرة في قناة الميادين !

د. علي العسلي
الخميس ، ٢٧ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٨ مساءً

في حوار خاص مع قناة الميادين، التي أجرته القناة مع مفاوض الحوثيين؛ لو تابعتموه لوجدتموه ؛ بفعل ذلك التقديم الرائع من المذيع لليمنيين وافتخاره بشجاعتهم بقولة أن المعادل الموضعي لليمني هو الشجاعة .. فحمس هذا التقديم "فليته"؛ فأسهب بالحديث عن قضايا عديدة ، وأفضى –ربما- بما هم يبطونون .. وحديثه كان فيه إدعاء، وفيه شطحات ، وفيه ما هو تسويق تضليلي ودعائي، وفيه ما هو إعترافات !

كان حديثا مرتجلا ، يؤخذ عليه ويحمل جماعته المسؤولية لما أعترف به ؛ وبخاصة أن ما اعترف هو ما كان قد أورده ناطقهم العسكري ، وهو ما يتجاوز حتى حدود الدولة والسيادة وما بين الدول حتى.. فعلى سبيل المثال التفاخر والافتخار والاعتراف بالفيام بعمليات مشتركة مع فصائل وميليشيات عراقية مسلحة؛ فإن كان يدعي أنه يمثل الجمهورية اليمنية كدولة، فكيف ينفذ عمليات مع ميليشيات وجماعات مسلحة في دولة أخرى ؛ وحسناً فعل؛ وبين نشآته ومعدنه وايدلوجيته؛ إعتراف يوصف الحوثي كمنظمة وجماعة وعصابة إارهابية متعدية للحدود؛ لقد عرّف الحوثي نفسه وحجمه ومكانه وقدره، رغم اغتصاب دولة وسلطة، فتراه عند الحقيقة، لا ينسق إلا مع من مثله؛ ميليشيات وجماعت وعصابات مسلحة غير منضبطة وغير قانونية!؛ فالحوثي لا يمثل القوات المسلحة اليمنية على الإطلاق!؛

ومن يسمع لحديث "فليته" وكأنه يسمع لــ"بيان" إعلان انتصار غزة؛ ولكن النّصر المنقوص؛ حيث بامتلاكهم إعلام يصنعونه صنعاً، سيحبرون النصر لصالح محور المقاومة عند إعلانه من صانعيه الحقيقيين؛ حتى النصر لو بمقدورهم مصادرته، لصادروه وانتزعوه من كتائب القسام وباقي فصائل المقاومة في غزة الصمود والتضحية والفدا.

ونسي "فليته" طوفان الأقصى، الذي لم يذكره بكلمة في حديثه؛ غير أنه انتصر لشعب مظلوم وليس لمناضل ومكافح وتحرريين، فقط وواجب ديني واخلاقي دعمهم واسنادهم ؛ ولذلك بحسب زعمه، فإن ما اسماه بــ "محور القول والفعل" وعلى رأسهم الحوثة-طبعا- ، قد أنتفضوا وتحركوا عند اللزوم بشعار "الصبر الاستراتيجي"، وتثبيت معادلات الردع!؛ وكأني من عرضه وتسويقه، أراهم يتقدمون الصفوف وسيُصلّون في الأقصى، وهم فاتحين ومحررين!

وقام "فليته"، بإيهام السامع بأن العملية الحوثية قد حققت هدفاً مهماً وهي أنها أزالت الطائفية المقيتة. وأنهت المحاولات الإسرائيلية والأميركية لعقود، بتقديم الصراع على أنه عربي فارسي.. فما دخل عملياتكم بإنهاء المحاولات الإسرائيلية الامريكية بتقديم الصراع على انه عربي فارسي؟؛ ،إلا إذا كنتم عرباً تابعون لفارس، ويُعد هذا اعتراف منك بتبعيتكم لإيران!؛

والمعلوم عندنا من قبل ومن بعد محاولات الصهيو-امريكي، التي ذكرت؛ انكم، طائفيون، فكل شعاراتكم واعمالكم وتنسيقاتكم طائفية!؛ فأنتم متشبثون بالطائفية حتى النهاية، وأنتم وإيران من جعلتم الصراع عربي فارسي، أنتم من جلبتم إيران لمنطقتنا وقبلتم ان تَكونوا وكلاء لها، أما الصراع الحقيقي بالنسبة لنا، فهو بين العرب والكيان الصهيوني المزروع في قلب عروبتنا النابض فلسطين الحبيبة.. فبالله عليكم لو كنتم غير طائفيين لما دللت يا "فليته" بوقوف جماعتك مع نصره غزة، ليس كواجب وانما للتوظيف الساسي بإنها كل المذاهب عدا طائفتكم المقيتة!

فهل يا "فليته" بلاد فارس لا تتدخل في وطننا العربي الكبير؛ وكأنها لا تدعمكم، ولم تعلن أنها قد سيطرت على اربع عواصم عربية، أولم تدّعي ان البحر الأحمر بات تحت سيطرتها..؟ وهل ستنكر أن اعلان الدعم والاسناد لغزة؟ بينما ما تجنونه معظمه يذهب لمجهودكم الحرب لقتال اليمنيين، تحتشدون بالسبعين وباقي الساحات وكل الشعارات والصور والمجسمات المصاحبة كلها لعبد الملك وخميني وخامنئي، ولـــ"قاسم سليماني" و "أبو مهدي المهندس"، وغيرهم من مراجع الطائفة ..!؛

.. فبالله عليكم لو كنتم غير طائفيين لما دللتم على وقوفكم ونصركم لغزة، بأن الهدف هو انهاء الطائفية- إلا طائفتكم- ، لا انهاء العدوان على غزة وإنهاء قتل وابادة أبنائها وايصال المساعدات اليهم؛ فقط تريدون ان توهموا أمتنا بأن الواقف مع غزة هو محوركم الشيعي فقط؟؛فماذا تسمي هذا يا هذا؟!!

ويستمر "فليته"، بشطحاته فيدّعي؛ أن الحوثيين قد جسّدوا المعنى الحقيقي للإيثار.. آثروا على أنفسهم رغم الوضع الصعب -الذي اعترف به-، لكنه لم يقل ان جماعته هي سبب الوضع الصعب!؛ فالواجب لا يُمَن عليه يا "فليته"؛ فعن أي إيثار تتحدث؟!؛ فحماس حينما قررت العملية الكبرى في السابع من أكتوبر لم تراهن على أحد لانها تعلم أنها لو راهنت لهزمت..

لكن أنظروا لكبر هذه "الشطحة" قال "فليته" أن الحوثين بدعمهم واسنادهم قد " شاغلوا" أمريكا وبريطانيا ولولا مشاغلتهم وإشغالهم للامريكان والبريطانيين بالجبهة اليمنية لكانت البارجة ((ايزنهاور)) في البحر الأبيض تقصف غزة؛ وكأن غزّة لم تُسوّى بالأرض بالسلاح الأمريكي؛ وكأن غزة لم تقصف بسلاح وذخائر أمريكية، وكأن الجسر الجوي الأمريكي بفعل مشاغلة الحوثة قد توقف تماماً.

..أرأيتم شطح وإدعاء أكثر من هذا؟! فغزة يا "فليته" ستنتصر بتضحيات وصمود وأروح أبنائها ، فلا تسرقوا نصرهم قبل بلوغهم إياه؛ لو كنتم كما تدّعي وتستعرض، لأوصلتم المساعدات إليها.. فكل يوم تكشفوا لنا عن وصول سلاح جديد اليكم، وتهريبه أصعب بكثير من تهريب الغذاء .. ولا مرّة سمعنا منكم او من باقي محور المقاومة عن وصول شحنة مساعدات وأدوية وأغذية لأهلنا في غزة وهم يتضوروا جوعا وضمأً ومرضاً!!

وقال "فليته" أن أمريكا لم تأتي من أجل استقرار اليمن .. ومن قال أنها جاءت من أجل ذلك؛ هي جاءت لتقُدّمكم قوة كبيرة ، لتُقرّ بكم كسلطة أمر واقع ، جاءت لنفخكم ، وهي من زمان معكم، من حين منعت الشرعية والتحالف من دخول صنعاء ؛ ومن حين أوقفت تحرير الحديدة ،وقبل ذلك عندما وزعت اجهزت الكمبيوتر وسيارات السفارة الامريكية وتسليم السفارة للحوثيين؛ وهي من أبقتكم حتى اللحظة لزعزعة الأمن والإستقرار في اليمن وفي المنطقة.

ثم شطح بالقول "فليته" بأن هناك التفاف شعبي كبير حول عبد الملك الحوثي كقائد حكيم.. لم يكن ولن يكون هناك التفاف شعبي، بدليل مقاومة انقلابكم منذ اللحظة الأولى، فأفشله الشعب اليمني، ولا يزال يقاتلكم ومشروعكم التدميري حتى كتابة هذا المقال ؛ فأين إذا الالتفاف الشعبي حول قائد مغتصب غير منتخب؛

 إن كان عبد الملك قائداً شعبياً كما تدّعي ، لكان في أوساط شعبه ، يخطب فيهم مباشرة، ويقاتل معهم وليس مختبئ على الدوام !؛ ثم أين الحكمة فيه؟؛ فالقائد الحكيم لا يختفي، ولا يشاغب ليأتي بالعالم لإحتلال بلده وبحاره ، ولا يرتضي بأن يكون بلده مقسماً ومتشظياً أو ممزقاً!

والشيء الوحيد الذي صدقت فيه يا "فليته" هو أن انتفاخكم هذا الذي تبدونه في استهداف بعض السفن كمؤزرة لغزة بفضل الراحل صالح الذي قتلتموه غدراً ،بعد أن سلمكم دولة وجيش وسلاح ومصانع وخبرات؛ فهو سبب هذه القوة الضاربة وهذه الخبرة المتراكمة ..فهو من وفّر القدرات الفنية والنوعية للقوات المسلحة منذ عقود .. وأنتم الحوثة ولا حاجة من دونهم؟!؛

وعن الرسائل المتبادلة مع الامريكان قال "فليته"، أنهم تلقوا رسائل من الولايات المتحدة عبر بعض الوسطاء(عمان) بأنها لا تريد توسعة الصراع ولا تريد أي إسناد حوثي لغزة وكان ردهم بالرفض. فعن أي عداء تتحدث إذاً؟؛ وانتم متواصلين وتتساومون وتتفاوضون!؛

وقال فليته: أن التعاون بين جبهات الإسناد هدفه زيادة الضغط على الاحتلال ومن غير المستبعد أن يكون هناك عمليات مشتركة.. "محور ضغط" لا "محور قول وفعل" كما سبق !!؛ المهم عندكم المحور أن يتشكل ويكون قويا ومؤثراً ولو على حساب إبادة غزة (الشماعة).

وقال "فليته"، بأنه قد أصبح هناك تراجعاً عملياً وفعلياً حتى عن الهدنة وخفض التصعيد وهو ما لا نريد الوصول إليه.. يعني قوله هذا هو تصعيد وهو اعلان استئناف الحرب!؛

أم عن حديث "فليته"، عن تقاضي صنعاء أموالاً لقاء مرور السفن سخيف... ولو كان صحيحاً لما أُصيبت موانئ “إسرائيل” بالشلل ولما غرقت السفن في البحر.. أوجعكم تصريح العميد طارق؛ ومن أكد أنأن موانئ الكيان قد أصيبت بالشلل؛ كما لم توثقوا لاستهدافكم المتكرر لـــ"ايزنهاور" ؛ وتوثيقكم للتي غرقت دليل على الاستهداف من قبلكم ولكنه ليس بدليل على نفي تهمة أخذ أموال، بل قد يؤكدها فمن لا يدفع تغرق سفنه في البحار؟؛ لأن التي تغرق عدداً محدوداً، والتي تمر كثيرة ،أليس كذلك؟!

هذا ما أدت تدوينه لكم من شطحات فليته.. ودمتم..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي