خلاصات توعوية .. بيوم غديرهم!

د. علي العسلي
الاربعاء ، ٢٦ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٩ صباحاً

الغدير هو (غدِير خُمٍّ ) مكانُ بين مكة والمدينة، وفيه قِيل أن رسول الله(ص) خطب، بعد خطبة الوداع في عرفة بمدة قصيرة.

فإن كان قد خطب، فإن غرضه كان إنهاء وإيقاف القال والقيل على الإمام علي رضي الله عنه.. لا "توليته" ،ولو كانت " توليه" له لكان قد أكد عليها في خطبة الوداع بعرفة، وهو مالم يحدث!

الرسول (ص)، لم يكن بملك، ولا هو بحاكم؛ وقد عرض له ذلك فأبى!؛ ولم يكن حاكماً حتى يورث حكمه، لعلي أو غيره، الرسول أُرسل للناس أجمعين، دون حدود جغرافية، ولا سيادة وطنية.. بعثه الله أمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، ومحلاً للطيبات ومحرماً للخبائث، ومزيلاّ للتكاليف الشاقّة.

الرسول (ص)، الله اصطفاه .. وهذا الاصطفاء أو الاختيار منّة إلهية له، من دون جهد، أو بسبب نسب.. لم يكن حتى رسولاً لقومه، بل رسالته عالمية؛ ولذلك اعتقد أن رسالته فوق الملك والحكم؛

وفي القرآن نصوص صريحة بالملك والحكم لآل إبراهيم ، أما آل محمد فلا يوجد نص، أنظرو لقوله تعالى فيما يخص آل إبراهيم ،قال تعالى :(وأتيناهم ملكاً عظيما)؛ كما أيضا رأينا ايات صريحة تتحدث عن الملك والحكم لأنبياء ورسل ولم اجد لرسول الله(ص) ذلك ؛فعلى سبيل المثال - نبي الله دؤود –عليه السلام، قال تعالى: (وشددنا ملكه واتيناه الحكمة وفصل الخطاب)، واستجاب الله لطلب سليمان–عليه السلام ، (قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِي)، ويوسف –عليه السلام، (ولما بلغ أشدّه اتيناه حكماً وعلماً)، وموسى –عليه السلام (ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً)، وأخاه هارون كان له وزيراً ، ويحي –عليه السلام (واتيناه الحكم صبيا) ولوطا –عليه السلام (ولُوطًا آتيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا)..

----------------------

ونحن يا حوثة في عالم اليوم،

 عالم (جوجل) و(التك توك) وعشرات الآلاف من الدعاة والمجتهدين والحفاظ والمفكرين والمبدعيين..

عالم الانترنت والأبحاث العلمية والكتب اللألكترونية والذكاء الإصطناعي..

أيعقل ونحن في هذا العالم أن ينطلي على ملياري مسلم، مفردات التخلف كفِرية الأحقية الإلهية للسلالة، وخرافة الولاية والبطنيين وآل البيت..؟!

نحن يا حوثة في عصر، أنتهى فيه التلقين والتدجين والتدجيل ... لا سبيل ابداً لتمرير وتكريس مفردات الولاية وغيرها..فلم تحصد الأمة من هكذا مفردات إلا التسلط والعبودية وأخذ أموال الناس بغير حق؛ والقتل والفوضى والجوع والفقر والتخلف.. هذه المفردات هي المعادل الموضوعي للفارسية الصفوية الإثناعشرية.. هذه المفردات بالضد من العلم والطب والابداع ، ومن الجامعات والمدارس والمصانع والمزارع النموذجية، ومن إفشاء السلام.. هذه المفردات هي أدوات الكراهية والقتل، وإشاعة ثقافة الحروب وتطوير أدوات الموت لا الحياة.. هذه المفردات ستؤدي إلى العودة التلقين، لحفظ ملازم حسين الحوثي، ومن بعده محاضرات وخطب عبد الملك الحوثي، وتحويل المدارس الى مِعلامات، والجامعات الى كتاتيب وحوزات؛ واختزال وحصر الإجتهاد والتفكير على "الولي الفقيه" أو من ينوبه من "المراجع الآيات - المرجع آية الله فلان " .. وتعني القضاء على المفكر والمثقف والبروفيسور والأستاذ المشارك والأستاذ المساعد والمدرس والمعيد والمعلم.. إنهاء للسبورة والمعينات والداتاشو والكمبيوتر وللابتوب!

----------------------

على جبهة التوعية؛ اليقظة، والقيام بالمسؤولية بعدم السماح للفطرة البشرية السليمة بالإنحراف ..لابد من توعية العوام وتحذيرهم من المخاطر على الفرد والمجتمع من تقبل الخرافات والخزعبلات،والسحور والطلاسم، وتقديس شخوص السلالات..

ومن أجل الاستفادة أذكركم ونحن في معركة التوعية، بلاءات (شبيبة) التي أعدت صياغتها بتصرف، وهي :

" لا لوشائج القربى.. بل للتقوى.

لا لقبضة الطين.. بل للدين.

 لا للسلالة.. بل للإستقامة."

وكذلك واستلهاما مما قرأته من مشاركة للدكتور (محمد العامري)، فإني أسهم في معركة الوعي بالآتي:-

"الغدير" عند الحوثة، مقاصده، سياسية ومالية وطائفية..هو من أجل الركوب على كرسي السلطة؛ من أجل جمع الأموال مثل الخمس والصدقة والجبايات؛ هو "تقيه"، الحوثي يلبس ملابس الجمهورية في الوقت الذي يمحيها من الواقع ، ويرسخ الإمامة شكلاً ومضموناً، وخصوصا الثالوث الإمامي المشهور بـــ"الجهل والتخلف والجوع"!

فغدير ذلك الزمان كغدير الحوثة في هذا الزمان ..ذاك الغدير كان حدث وله سببه، ولا ينبغي تعميمه كما يحاول الحوثي فعله اليوم.. كان بسبب أن الامام علي كرّم الله وجهه قام بإنزل سريّة جند الحج اليمنيين من على إبل الصدقة وأخذ منهم الملابس (البز) الذي لبسوه، كونهم خالفوا تعليماته!؛ وعليه.. فعلينا تيمُنا به، إنزال الحوثيين من على الشجرة، وإستعادة الدولة ومؤسساتها منهم، أي حماية اليمنيين وجمهوريتهم وعقيدتهم منهم.. علينا انهاء انقلابهم كضرورة؛ كما فعل بالضبط الإمام علي رضي الله عنه؛ حين قام بإنزل سريّة الجند اليمنيين. الحوثة لا يجيدون إلا ثقافة الإمامة:

 "جوّع الشعب يتبعك"؛

 "استخدام طاقات المجتمع كسخرة"؛

"فيد الدولة حلال" ؛

و"الانتفاع من موارد الدولة جائز"؛

كأولئك الذين ركبوا إبل الصدقة وانتفعوا بما عليها دون ضمير أو وازع ديني يردعهم، ولم يكتفوا، بل قاموا بالقال والقيل على الإمام علي رضي الله عنه.

والحوثة يوالون علي وهم يكذون باسمه، ويحرفون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير سياقه؛ ولذا وجب على جبهة التوعية اليقظة وتبيان ما جرى للناس، كحدث، حدث وانتهى.

لقد انصف رسول الله( ص)، في موقعة(غدير خم) الإمام علي ،عندما قال لهم : من كنت مولاه فعلي مولاه ،قاصداً بذلك قطع قالة السوء عن علي رضي الله عنه؛

كما في أيامنا ينبغي تبصير الناس وقطع قالة السوء على الدين وعلى الرسول (ص)،وعلى الإمام علي رضي الله عنه؛ فهم مستمرين بتقويل مالم يعقل وما لا يصدق.

بل لقد استنسخوا الموالاه، فهاهم رعاع عبد الملك الحوثي يهتفون بأعلى صوتهم بأنهم يتولونه، لأن الله أمرهم بذلك له شخصياً.. غرضهم سياسي؛ وحتى من يخالف الموالاه لعبد الملك لا يسمحون له بالاحتفال بعيد الغدير.. فأهل خولان منعوهم من الاحتفال بالغدير لانهم لا يرون في عبد الملك شروط الولايه!؛ أرأيتم كذباً على الله ومن دون خجل أن يهتف مناصري الحوثي ويجزمون بأن الله قد ولى بن بدر الدين صاحب ضحيان صعدة؟! أي جرأة هذه..؟!؛ هؤلاء أفاكون كذّابون، يجاهرون ولا يستحون.

---------------------

أخيرا أذكركم وأدعوكم لتدبر هذه الآيات الكريمات: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عبادا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَـٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كنتُمْ تَدْرُسُونَ).

قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير..صدق الله العظيم..

أختم بدعوة الحوثة للتدبر والعبرة والاتعاظ بقصة الملك طالوت سِبط ابن (يامين بن نبي الله يعقوب) -عليه السلام-. وقد بعثه الله -تعالى- ملكًا في بني إسرائيل، لكنهم استنكروا ذلك ورأوا أنّهم أحق منه في المُلك؛ لكونهم من سِبط يهودا، وقيل إنّه كان يعمل في السقاية، طالوت لم يكن لا من سِبط النبوة ولا الملك ولكنّ الله -تعالى- فضّله عليهم بقوته وجسده.. فالملك له علاقة بالاختيار والقوة والجسد ومشيئة الله، وليس بالنطفة!

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي