التجارة بالأديان...ومجاذيب المنابر

د. محمد شداد
الأحد ، ٣٠ يونيو ٢٠٢٤ الساعة ١١:١٠ صباحاً

يقول الفيلسوف العربي ابن رشد" إذا رأيت الخطيب يحث الفقراء على الزهد دون الحديث عن سارق أقواتهم فاعلم أنه لصٍ بملابس واعظ..ذاك ما ينطبق على المروجين لأحاديث الولاية والصبر على الطغيان من على كل المنابر..

 

ومن هنا فإني أرفض شخصيًا ومثلي الملايين معي أي حديث يروجه الخطباء على المنابر، يشير إلى تفوق عرق على عرق أو طائفة على طائفة..وحكمه بخمس أموال شعب لصالح زيدٍ أو عمر من الناس بحكم نسبه وخرافة تفوقه الجيني..

 

ليعيش حياته برغد ويمارس المتع الليلية والغرائز النهارية على حساب شقاء الناس وحرق أعمارهم في طلب ستر الحال والكد من أجل الحصول على لقمة العيش لأطفالهم وما يسد الرمق مهما صح سند الحديث وقويَ متنه.. وذلك لأن الله اختص عبودية الخلق لنفسه هو الذي خلقهم أحرار وقسَم أرزاقهم وجعلهم شعوبًا وقبائل ليتعارفوا وأن أكرمهم عنده أتقاهم لا أقربهم نسبًا من أحد..

 

أما مجاذيب أهل السنة الذين يقولون بورود ثلاثة ألف حديث تخدم فكرة العبودية، عليهم التوجه إلى أقرب مصحة عقلية للعلاج، لأن مهمتهم دائمًا تصب في مجرى مصادرة عقل العامة لصالح الطاغية..

وإذا ما أصر الداعية على ذلك الهراء فاعلم أنه لص بملابس واعض، لأنه مصدر البلاء الذي ألحد بسببه أو تمرد الكثيرون على الدين وكفروا بالشرعة برمتها..

 

وشرَّعوا لمن يدعي أنهم آل البيت التشريعات وطعجوا أعناق المرويات وقعَّدوا لهم القواعد بغير هدى ووضعوا لهم الأحاديث بغير علم كي يسرقوا بها أقوات الفقراء ويتفوقون عليهم اجتماعياً واقتصاد بثروات وخيراتهم وريع بلدانهم خدروا الشعوب الإسلامية واتجروا بالدين لصالح مقاصل الطغاة وزنابيلهم..

فأجابهم القاضي والفيلسوف أبا الوليد محمد بن رشد قائلاً "إن التجارة بالأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل فإذا أردت أن تتحكم بعقل جاهل فما عليك إلا أن تغلف كل شئٍ بغلاف الدين..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي