* تعد تربية النحل جزءا من التراث اليمني ، و" رسالة وطنية " يحملها اليمنيون إلى الخارج . وتعرف تربية النحل باسم " النوب " ، وهي مهنة توارثها اليمنيون منذ آلاف السنين ، وتنتشر في عدة محافظات . ويصف اليمنيون العسل بــأنه " ذهب اليمن " ، نظرًا لجودته العالية التي تختلف باختلاف منطقة المنشأ . وتشكل نوعية التربة والتضاريس والزهور عوامل رئيسية في تميز العسل اليمني باختلاف أنواعه ، ناهيك عن السلالات المميزة للنحل الموجودة في مختلف المحافظات .
* وينتشر العسل اليمني في مراعي النحل المختلفة ، والتي توجد في مختلف تضاريس اليمن ، فوق الجبال وفي الصحراء والهضاب والأودية والسهول ، مما يجعل مصادر العسل متنوعة ، ونكهاته مختلفة ، وله مذاق خاص . وتعد شجرة السدر " سيدة الأعسال " في اليمن، حيث يقيم اليمنيون مهرجانات تكريمًا لها . ويتوزع الإنتاج اليمني من العسل على ٢١ محافظة ، أبرزها من حيث الإنتاج : حضرموت ، شبوة ، أبين والحديدة .
* وفي عام ٢٠١٨م ، بلغ إجمالي إنتاج اليمن من العسل حوالي ٢٥٠٠ طن ، وتشكل هذه الكمية نصف كمية الإنتاج التي كانت قائمة قبل سبعة عشر عاماً . وبالإضافة إلى الدول الأربعة الأكثر استيرادا للعسل اليمني وهى : مصر ، السودان ، الأردن والهند ، يستورد السوق الخليجي حوالي ٥٠٠ طن من العسل اليمني الفاخر . وبالإضافة إلى الصيت العالمى للعسل اليمنى ، فإن له دورا مهما في تعزيز الدخل الوطني ، إذ يصل سعره في بعض الأحيان إلى أكثر من مائة دولار للكيلو الواحد .
* أنواع العسل اليمني :
يُنتج اليمن أكثر من ثلاثين صنفا من العسل ، لكن أبرزها :
- عسل السدر الشهير الذي يعد من أفضل أنواع العسل حول العالم لفوائده الصحية العديدة .
- عسل الزهور الذي تختلف أنواعه باختلاف منشئه .
- عسل السُقطري الذي يتميز بندرته .
- العسل الأبيض الجامد الذي يُقطّع كالحلوى .
- عسل السُمر المستخرج من الأشجار الشوكية المنتشرة في حضرموت .
- عسل الصال المعروف بطعمه اللاذع .
- عسل سلام نسبة إلى أزهار الشجرة التي يمتصّ النحل رحيقها .
- عسل المراعي وهو متوفر في معظم أيام السنة ، ويستخرجه النحل من أشجار وازهار متعددة .
* عسل السدراليمنى :
يعد عسل السدر من أفضل أنواع العسل اليمنى المختلفة ، ويمكن تقسيم أصنافه المتعددة كما يلى :
- عسل السدر الجبلي :
وهذا النوع هو الأشهر بين أنواع العسل اليمني ، ويعد أجودها على الإطلاق ، حيث إنه يساعد على زيادة النشاط والحيوية بالجسم ، كما يمكن أن يسهم في نشاط جهاز المناعة . وهو يستخدم في الوقاية من الإصابة بالمضاعفات التي تسببها العقاقير والأدوية المختلفة ، وكذلك يمكن أن يقي من أمراض السرطان لأنه يمنع انتشار الجذور الحرة .
- عسل السُمر :
ويعد من أكثر أنواع عسل السدر اليمني المنتشر في جميع أنحاء اليمن والمناطق الجبلية ، ومن المعروف فوائده الجمة لمرضى السكري ، ولكن لا بد من استشارة الطبيب المعالج أولا ، حيث أن لكل حالة مرضية ظروفها الخاصة . ويسهم في الوقاية من الإصابة بقرحة المعدة والاثني عشر ، كما أنه يساعد على زيادة نسبة الهيموجلوبين في الدم ، ويقي من الإصابة بفقر الدم .
- العسل الجبلي الأبيض :
ويعد العسل الجبلي الأبيض من أشهر أنواع العسل اليمني الأصلي ، والذي يستخرج من الحشائش والشجيرات الجبلية بواسطة النحل . ويعرف بقوته الوقائية من العديد من الأمراض ، كما أنه يساعد في تعديل مستويات الكوليسترول في الدم .
- العسل الدوعني :
هو عسل نحل طبيعي وأصلي ينتج من وادي دوعن باليمن ، حيث يستخرج بواسطة النحل من أشجار السدر والسمر ، ومن النباتات الطبية والأعشاب البرية ، ويعد غذاء شهيا وواقيا من بعض الأمراض في نفس الوقت ، كما أنه مفيد لكثير من الأشخاص في جميع الأعمار .
- العسل العصيمي :
يعد العسل العصيمي من أنقى انواع عسل السدر اليمني والذي يستخلص من وادي العصيمات اليمني المشهور بالأشجار والنباتات الطبية ، والتي يتغذى عليها النحل للحصول على أفضل الخصائص والقيم الغذائية من العسل البري الأصلي . ويشتهر العسل العصيمي بأنه يعزز جهاز المناعة ويساعد في الوقاية من العديد من الأمراض ، كما أنه منشط عام للجسم ويساعد على تزويده بالطاقة والحيوية والنشاط .
* شكل ورائحة العسل الأصلي :
- يتميز برائحة أوراق السدر المميزة ، وذلك على عكس النوع المقلد عديم الرائحة تماما ، كما أن لونه غامق لا يتغير حتى مع اختلاف درجات الحرارة ، وهو لا يتجمد أبدا حتى مع وضعه داخل الفريزر . كما أنه يحتفظ بتركيبته الطبيعية داخل العبوة الزجاجية الخاصة به لأكثر من عشر سنوات مع إحكام الغلق ، ولا يتعرض إلى التكتل ، ولا يحتوي على حبيبات السكر التي تؤثر على قوامه ، كما أنه ذو طعم غير لاذع أو سكري بشكل مبالغ فيه .
* ويتوارث اليمنيون قصصا عديدة عن استخدامات العسل في العلاجات الطبيعية ، كمداواة الحروق والجروح ، إضافة إلى اكتسابه قيمة علاجية مهمة لأمراض القلب وتصلب الشرايين والكوليسترول وأمراض المعدة والسرطان . كما يعد العسل مكونا رئيسيا ومهما في الأطباق الشعبية اليمنية ، ومنها بنت الصحن والفتة والهريش ، وكذلك الحلويات على تعدد أنواعها . وهناك أكثر من مائة ألف نحال في اليمن ، يعيشون حياة البدو لأنهم يتتبعون مناطق الرعي الكثيفة بالزهور المناسبة لإنتاج العسل ، لكنهم يواجهون مشاكل عديدة منها قلة الأمطار ، وارتفاع تكاليف النقل مع ندرة الوقود ، وتلاعب سعر العملة اليمنية .
* وقد أثرت الحرب التي اندلعت منذ عام ٢٠١٤م ، بشكل كبير على قطاع تربية النحل في اليمن . وأعاقت المعارك قدرة النحالين على التنقل لتفقد أقفارهم ، وخصوصا في محيط مراعي النحل في محافظات الحديدة وتعز وشبوة . كما أدى انعدام الرقابة على مبيدات الحشرات الخاصة بالحقول إلى موت النحل . أيضا ، فاقم الحصار من الأزمة التى يعانيها قطاع النحل ، مع تعطيل حركة التجارة الخارجية . كما أدى أيضا إلى إغلاق خطوط التصدير ، وبالتالي تراجع تصدير العسل إلى النصف ، فيما انخفض الطلب المحلي كذلك بما نسبته ٤٠ % من إجمالي حجم الطلب .
* المرجع : مصادر متعددة .
-->
