قراءة فيما أدلى به الرئيس على ناصر محمد لقناة BBC 

عبدالناصر العوذلي
الاثنين ، ١٠ مارس ٢٠٢٥ الساعة ٠٢:١٧ صباحاً

 

السيد الرئيس علي ناصر محمد رئيس جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقا .

 

قرأت مادار في لقائك بمحطة BBC الإخبارية وفي الحقيقة كانت ردودك عميقة وسياسية  

 

لكنني أود أن أشير الى بعض النقاط والتي ارى من وجهة نظري أنها الحلقات المفقودة في الحوار ..

 

سيادة الرئيس لايخفى عليكم أن الوحدة اليمنية التي اعلنت في العام 1990 لم تكن منطلقة من مبادىء بناء الدولة اليمنية المحورية القوية والتي تكون جزءا قويا في محيطها العربي ، ولكنها كانت وحدة ارتجالية غير مدروسة الجوانب ولا مضمونة العواقب ..

 

سيادة الرئيس إن اعتلال مسار الوحدة جاء نتيجة حتمية للأهواء التي كانت تسيطر على عقلية الشركاء في صنعها إذ أن كلا الطرفين كان مبيتا ً النية للإطاحة بالآخر ووصلت الأمور بين الشركاء إلى مفترق الطرق وهو الأمر الذي نشبت على إثره حرب صيف 94 والتي اختزلت الشراكة وأقصى الشريك المؤتمري شريكه الاشتراكي وفرضت الوحدة بالقوة الجبرية ولم تعد وحدة طوعية .

 

ووصلت الى احتقانات سياسية وشعبية أضرت بالنسيج الاجتماعي وأوجدت هوة بين أبناء الشعب وتم فرض سياسات المنتصر وتم تجريف كل المؤسسات الإنتاجية والمصانع وكل البنية التحتية الاقتصادية في الجنوب وخصخصة كل مؤسسات الدولة حتى وصل الجنوب الى جفاف من اي تنمية صناعية غير مصافي عدن ..

 

وعموما انا لا اريد الإستطراد في شرح ما انتم اعرف به مني ولكن دعني أخبركم أن الوحدة اليمنية بكل سلبياتها تمت بين جمهوريتين وهي الجمهورية العربية اليمنية وجمهوية اليمن الديمقراطية الشعبية وهنا لم يكن للإمامة أي ذكر فيها إذ أن الحوثيين جزءا من النسيج المجتمعي الشمالي وبالتالي اليوم ونحن نتحدث عن الدولة الاتحادية فيجب أن نتحدث عن تصحيح مسار الوحدة والخروج من إطار الدولة البسيطة إلى رحابة الدولة الفيدرالية التي تحقق النماء وتدعم الحقوق والحريات وتعطي للأقاليم حقها في إدارة نفسها بنفسها وتلغي المركزية السياسية التي كانت تدير النظام السياسى من المركز المقدس والحوثيين اليوم يهيمنون على الشمال بكل جغرافيته وحوارهم معنا ليس عن الشراكة المكافئة بل على حصتهم في الجنوب وهذا ماتدور عليه حواراتهم .

 

لقد كان مؤتمر الحوار احد أهم المحطات التي تناولت الاخلالات والإختلالات في مسار الوحدة وكان فيه بارقة أمل للخروج من إطار الدولة المركزية وتحقيق طموحات الشعب اليمني في بناء دولة قوية يتواءم فيها الجميع .

 

 وانقلبت اساطين الدولة العميقة على هذه التفاهمات السياسية ووأدوها في مهدها ونشبت الحرب إثر رفض قوى المركز المقدس للخروج من المركزية التي يديرون البلاد من خلالها ويسيطرون على السلطةوالثروة .

 

.والحوثيين كانوا ومازالوا جزء من النسيج المجتمعي الشمالي وهم ضمن ال 50 % من حصة الشمال التي أقرها الحوار في 2013 وغير ذلك فهو مرفوض إذ انهم بنظر القانون الدولي جهة انقلبت على الديمقراطية وعلى الدولة الشرعية .

 

واما الجنوب فلم يكن الانتقالي جزءا من مؤتمر الحوار الوطني وعليه فإن الانتقالي جزء من الحركة السياسية الجنوبية رغم حداثة إنشائه ولقد كان الحراك السلمي الجنوبي هو المتصدر للنضال منذ 2007 حين لم يكن هناك مجلس إنتقالي. وكما أن الحوثيين شركاء سياسيين للتنظيمات الشمالية فإن الإنتقالي شريك سياسي للتنظيمات السياسية الجنوبية بحكم سياسي الأمر الواقع وليس لهم الحق بالإنفراد ولا بالتمثيل المطلق للجنوب أو الشمال 

 

وعليه فإننا ندعوا للعودة الى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمضي قدما في الدعوة إلى بناء دولة إتحادية من اربعة أقاليم ، اقليمين في الشمال واقليمين في الجنوب ليتم التوازن فالشمال ليس حوثيا والجنوب ليس انتقاليا بل هم ضمن الحركة السياسية ان شاؤوا او فعليهم ان يواجهوا الشعب الذي يدرك أنهم لم يكونوا ضمن الإطار السياسي الذي كان قبل الوحدة أو ماتلاها .

 

وعلينا أن نقف وقفة جادة واقصد كل التنظيمات السياسية والعسكرية لننطلق من مشروع وطني جامع نضع جميعنا اطاره السياسي ولنضع ضوابط لتدخلات الإقليم ونرسم سياسة تكاملية مع الجوار العربي بعيدة عن الاملاءات والتدخلات علاقات جوار تحفظ سيادة البلدان جميعها

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

 

اخوكم عبدالناصر بن حماد بن احمد العوذلي 

 

الأمين العام المساعد لحزب جبهة التحرير 

عضو رئاسة الإئتلاف الوطني الجنوبي 

9 مارس 2025

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي