الحوثي في ميونيخ.. رسائل العليمي للعالم

د. علي العسلي
السبت ، ١٥ فبراير ٢٠٢٥ الساعة ١١:٠٦ مساءً

 

يحمل الرئيس العليمي إلى مؤتمر ميونيخ للأمن، في كل عام، معاناة اليمنيين وهواجسهم، ساعيًا إلى إقناع العالم بأن السردية التي وصلتهم حول الحوثيين ليست دقيقة. فالحوثيون ليسوا مجرد تهديد للملاحة الدولية، بل هم قبل ذلك خطر حقيقي على أمن اليمنيين واستقرار بلادهم.

ففي الجلسة الحوارية حول أمن البحر الأحمر، على هامش أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي، قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي أن تهديد الحوثيين للممرات البحرية لا ينبع فقط من البحر، بل أساسًا من البر اليمني، ما يعني أن تأمين حركة السفن التجارية يتطلب تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بالحالة اليمنية، وتمكين السلطة الشرعية من بسط سيطرتها على كامل التراب الوطني. بذلك، تستطيع الدولة اليمنية الوفاء بمسؤولياتها الدولية في حماية الملاحة البحرية وفق القوانين الدولية.

وفي مداخلاته، استحضر الرئيس العليمي التجربة السورية، مشيرًا إلى أنها تمثل نموذجًا يمكن للعالم أن يستلهمه في دعم الشرعية اليمنية. فكما لم يتحسن الوضع الإنساني في سوريا إلا بعد استعادة الدولة سيطرتها، لن يتحقق الاستقرار في اليمن دون إنهاء سيطرة الحوثيين وإعادة الدولة إلى كامل سلطاتها. كما ذكّر بأن الجمهورية اليمنية كانت أول دولة عربية باركت إسقاط نظام بشار الأسد، نظرًا لدوره في دعم ميليشيا الحوثي ومدها بالمقاتلين والتدريبات عبر إيران والضاحية الجنوبية في لبنان.

لطالما بحّ صوت اليمنيين، وعلى رأسهم رئيسهم، في توثيق جرائم الحوثي وتقديمها كحقائق وأرقام إلى الجهات الدولية المعنية، لتوضيح مدى إجرام هذه الجماعة التي تفوق في إرهابها القاعدة وداعش معًا. وفي سياق تأكيد خطورة الحوثيين، شدد الرئيس العليمي على أنهم الجماعة الإرهابية الوحيدة في العالم التي تهاجم السفن التجارية بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة!

كما حذر الرئيس العليمي من أن استمرار سيطرة الحوثيين على الأراضي المغتصبة سيمكّن إيران من توجيه فائض قوتها إليهم بعد توقف الحرب في غزة ولبنان، مما يزيد من خطر هذه الجماعة في المنطقة. ونبّه إلى أن زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، يسعى لأن يكون الخليفة الحصري لحسن نصر الله في تنفيذ الأجندة الإيرانية في المنطقة.

وأمام هذا المشهد، عبّر العليمي عن استغرابه من تناقض المجتمع الدولي؛ فهو من جهة يصيح محذرًا من تنامي قوة الحوثيين، ومن جهة أخرى يتسبب في ذلك بعجزه عن تنفيذ قرارات مجلس الأمن التي تحظر تدفق الأسلحة الإيرانية إلى هذه الجماعة!

رسائل العليمي في ميونيخ كانت واضحة: لا يمكن تحقيق الأمن الإقليمي والدولي دون كسر شوكة الحوثيين واستعادة الدولة اليمنية لكامل سلطتها. فهل يستمع العالم أخيرًا إلى هذه النداءات قبل فوات الأوان؟

 

 

 

 

 

 

 

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي