رسالة القائد البرهان للمتمردين في السودان...ومنها لليمن..1-1

د. محمد شداد
الاثنين ، ٢٤ مارس ٢٠٢٥ الساعة ٠٩:١٩ مساءً

 

عرف الأشقاء السودانيين خطورة ميليشيات رعاة النوق والدول الممولة لها " من الليلة لألف سنة قدام بعد انتصاراته قالها القائد السوداني المغوار عبدالفتاح البرهان" وسط حشد مهيب من جيشه وهم يهتفون الله أكبر.. 

 

من يتابع مواقف الجيش السوداني قادة ضباط وأفراد وتلاحمهم سيعرف مدى تشبع هؤلاء الناس بعقيدتهم العسكرية وهي الحفاظ على السودان كل السودان سيادته أمنه واستقراره ومكانته الوطنية بين الدول..

 

وسيدرك مدى خلوهم كمؤسسة من اللوبيات التي لفت الجيش اليمني حول خواصرها وكلاً ذهب بما استطاع وانحاز معظمة إلى جانب الشيطان الأكبر..

سيلتفت العالم إلى هذا الجيش الذي يقاتل عصابات متوحشة من شارع لآخر ومن مبنى يتمترس فيه القناصة لآخر يتمترسون خلفه المرتزقة وثالث تستخدمه مخازن للأسلحة..

 

معركة كانت صدورهم دروعهم في الحر الشديد، ضد أمرًا كان قد دُبر بليل للانقضاض على السودان والذهاب به إلى اللاشيء إلى عالم الفوضى والتفكك والابادة الجماعية للسكان والتهجير القسري لمن تبقى..تفاديًا ودرسًا للكارثة التي حلت باليمن..

 

وفي الوقت الذي فتحت صنعاء للميليشيات القادمة من كهوف مران وسُلمت الوية الدروع لها في ثكناتها رابظة.. قاتل الجيش السوداني البطل عصابات متوحشة من نقطة الصفر من شارع لآخر ومن مبنى يتمترس فيه القناصة لآخر يتمترسون خلفه المرتزقة وثالث تستخدمه مخازن للأسلحة..

 

معركة الصدور الملتهبة في الحر الشديد، ضد أمرًا كان قد دُبر بليل للانقضاض على السودان والذهاب به إلى اللاشيء إلى عالم الفوضى والتفكك والابادة الجماعية للسكان والتهجير القسري لمن تبقى.. سيلتفت العالم إلى هذا الجيش الذي بات رمزًا عربيًا في شرف البطولة والدفاع..

 

لصالح من كل ذلك المشروع الشيطاني اللعين؟ ومن الدول التي تقف وراءه ومن الطرف الثالث المستفيد من تفكك شعب عريق وغني بحجم السودان الشقيق؟ أدرك الجيش السوداني خطورة المشروع استنفر قواه بعد أن سيطرت الميليشيات بغدر وخيانة سيطرة شبه كاملة على عاصمة السودانية الخرطوم بمائة ألف مرتزق وعشرة الف عربة ومدرعة عسكرية خلاف آلاف قطع المدفعية والأسلحة المتوسطة والخفيفة والطائرات المسيرة.. 

 

كاد أن يُقضى على قائد الجيش السوداني بعد انقلابها المفاجى ضده واستُشهد حواليه في أول ضربه ما يربوا على ثلاثين ضابط وفرد من الذين وهبوا أرواحهم بشرق باذخ لله ثم للوطن.. 

 

لكنه بفضل الله نجى أي "البرهان" القائد السوداني المتشح وزملاؤه بالصبر المتزرين بالنور والنار، رحمةً بالسودان قيضهم الله وشد أزرهم، وشرف السودان، وسمعة السودان وبقائه، كدولة وشعب وتماسكه لألف سنة قادمة بحسب البرهان، شرف الدفاع عن الأوطان سلعة غالية جدًا ولا يمتلكها إلا نخب اختصهم الله والأقدار ليقوموا بتلك المهام، قادة عسكريون ممتشقي القامات من مختلف الرتب يتزينون بشرف "الميري" وشعاراته والرتب التي تعلو جباههم وصدورهم كأقمار ألقت بها السماء تكريمًا لهم..

 

على عكس ما جرى في اليمن أكدوا منذ البداية أن لا تفاوض لا جلوس مع عملاء لصوص قتله مجرمين وقطاع طرق بل ويسخرون من أصحاب المبادرات غير البريئة ويبصقوا بوجوههم لإدراكهم أن الجلوس للتفاوض مع المجرم هي أول خطوة في سبيل الاعتراف به وهدم الأمن وأول لبنة يقف عليها المجرمون للانطلاق باتجاه الخراب الفوضى والدمار وتشويه السمعة والحط من قدر الوطن جيشًا حكومةً وشعب..

 

فعلا لا جلوس مع العملاء الأدوات الرخيصة لتنفيذ مشاريع الدول التخريبية الاستعمارية الإقليمية أو الأجنبية لأن الرخاص لا يبنون الدول، قالوها علنًا ملئ السماء لا تفاوض مع حاملي مشاريع غير وطنية، ولا تمت للوطن بمصالحه بسيادته وأمنه بصلة، أدركوا كجيش وطني مثقف واعي قارئ لقوانين الحرب الدولية والإنسانية متى وأين تتم المفاوضات ومع من وكيف تُسير وتدار كفة الحوارات.. الأمر الذي فوته اليمن فوقع في الفخ..

 

وبخلاف ما حدث في اليمن أدركوا النية المبيته والمنزلق الخطير الذي يسقط بسببه الأوطان وهي كما ورد في القانون الدولي " حالات التمرد المسلح الداخلي يكسب أول شريعة عند أول لقاء تفاوضي معه، من قبل السلطة الفعلية والحاكمة، ويتبعه على إثر ذلك اعتراف الدول بهم، وبأن هناك حالة احتراب يجب تدخل المجتمع الدولي للامساك بخيوطها واللعب بها وفقًا للمصالح المتنافية مع مصالح الأمة والشعب الدائر فيها الصراع..

 

قالوها عندما كانت وحدات الجيش متفرقة ومتباعدة ومنقطع الإمداد والتواصل بينها، قالوها لا تفاوض مع المجرمين لا انحناء لإرادات دولة نحن من قعَّد لقوانينها وساهم في تشكيل إدراتها وساهم في تعليم أبناءها أبجدية العبارة والسياسة والإدراة الحرف، قالوها وكرروها وساروا عليها وحملوها في كل المحافل الدولية وعبر كل السفراء والمبعوثين لا تفاوض مع المخربين وقطاع الطرق..

 

وسيقفون عليها عند الانتهاء من الحرب ضد العصابات التخريبية الخارجة عن القانون وسيُلقون عرق بياداتهم وضروف رصاصات معاركهم الفارغة في وجوه العملاء المخذلين والمتخاذلين، الذين انحازوا إلى صف الميليشيات، روجوا وطبلوا لها بيعًا رخيصًا بثمنٍ بخس للشرف والكرامة في الداخل والخارج وسيبصق الشعب السوداني في وجوههم وسيدون أسماءهم في سجلات الخيانة الوطنية والدينية والأخلاقية..كما حدث وسيحدث في اليمن..

 

يحق للشعب السوداني أن يفخر بمؤسسته العسكرية التي انحازت إلى صفه وتحملت مشاق شرف الدفاع عن كرامته وأمنه، يحق لهم ذلك لأنه لم ترهبهم القوة ولم يغرهم المال المدنس، لم تنحن جباههم لمشائخ الإرهاب ودمار الدول وسفك دماء الأبرياء، لم يهابوا الساديين الذين لم تشبع بطونهم من المخلفات العضوية وبقايا الأحياء المخزَّنة في بطون الأرض، فاتجهوا للاقتيات على أشلاء الأحياء من الشعوب المحتربة ضحايا الخراب والدمار الذي صنعوه..

-->
الحجر الصحفي في زمن الحوثي