"حتى" زرقاء اليمامة !!

خالد السودي
الاربعاء ، ١٤ ديسمبر ٢٠٢٢ الساعة ٠١:١٦ مساءً

الغى هذا المونديال المثير العبارة الشهيرة : " على الورق " لاشي متوقع مهما علّت ارقامك او اتسعت نظرتك و مداركك و أفقك ، مونديال مختلف ضرب حتى بتوقعات زرقاء اليمامه عرض الحائط واصاب المحللين بالحيرة و منح اجازه إجبارية للعرافين و المنجمين .

تصوّر الكثير من النقاد أن رحلة المفاجأت ستختفي باكتمال دور المجموعات الذي شهد فوزين تاريخيين للعرب ، وخروج مزلزل لعدد من المنتخبات العريقة ..  وتأهل ( بصدارة ) لا سود الاطلسي ومن ثم الوصول منقطع النظير الى المركز الأثير بين  كبار العالم الاربعة ، في مشهد أدركه الكبير والصغير ، والصحيح و الضرير .. وفي انتظار الاجمل ومعانقة التاريخ مساء اليوم في موجهة منتخب الديوك الفرنسية " القوي " والمثير  .

نهر الترشيحات ينصب في " مسقى " حامل اللقب بعناصره واداءه الهجومي المميز ، لكن منتخبنا المغربي العظيم ومدربه الركراكي الخبير ، خطفوا الاضواء وليس لديهم مايخسروه ولابد من الاداء الرجولي بعيداً عن الضغوط و في المقابل عليهم استغلال حالة الضغط على الفرنسيين المطالبين بالحفاظ على لقبهم العالمي  الكبير  امام الوافد الجديد والمنافس المغربي العنيد  .

كما أن ديديه ديشانب وكتيبته  ظهر عليهم حالة الثقة الزائده في الفوز وهو ماتحدث عنه كليان امبابي في موجهة صديقة ورفيقة في ال PSG اشرف حكيمي .. ذلك ماينذر بسباق النفاثات بين اسرع مهاجم وافضل ظهير ايمن في العالم .

مفتاح الفوز التاريخي المغربي المرتقب يكمن في  الخطه المتوازنه  التي يعدها  الركراكي و جهازه الفني و اغلاق المساحات و تعزيز الدفاع من الاطراف امام سرعة و انطلاقات امبابي وديمبلي .. كما سيتكلف "اسد المنتصف "نجم فيورنتينا سفيان امرابط بمراقبة تحركات رافيو وكريزمان بمساندة من خط المقدمة زياش-نصيري-و بوفال  وفق مبدأ : المهاجم اول مدافع .

لا مستحيل في كرة القدم ، وهذه حقيقة أكدها هذا المونديال الفريد الذي رمى بالتوقعات في بحر الواقع  ، ويحمل سجل مواجهات المنتخبين ال 11 رقماً مغربياً جيداً كون منتخب اسود الاطلسي لم يتعرض لاي خسارة بنتيجة كبيرة باستثاء مواجهه عام 2000 , فيما انتهت اخر مواجهه بالتعادل الايجابي 2/2 في العام 2017 .

بعد ثلاث مواجهات للعرب في تاريخ المونديال انتهت بخسارتين  للكويت 82 والسعودية 98 .. صنعها نسور قرطاج بفوز تاريخي و سيواصل اسود الاطلسي كتابة التاريخ و معانقة المجد ، وربما نهدي الفوز القادم من المغرب الى روح فقيد الرياضة العربية الشيخ فهد الاحمد الذي يذكره الفرنسيين جيداً عبر الحادثة الشهيرة في مونديال ايطاليا 82 عندما نزل الملعب و الغى هدفاً عبر صافرة خاطئة للحكم " السوفيتي " ستوبار  .. وكانت تلك الصافرة سبباً في منعه من التحكيم مدى الحياة .. في واحده من اغرب و أجمل واشهر قصص المونديال .

الحجر الصحفي في زمن الحوثي