لا أعرف هل نهنئ أم نعزي ونحن ندخل بعد أيام العام التاسع من الحرب، إذ يحل علينا هذا الشهر الفضيل وبلدنا "اليمن" وأصل العرب ورقعة الجغرافيا العنيدة، وكتاب التأريخ المفتوح التليد ، ترزح تحت جور الحرب والظلم وحسابات المصالح الإقليمية والدولية.
كل يوم يتجرع "اليمني" في الداخل والخارج شظف العيش، وحالات القهر على قريب أو صديق فقد وسات حالته النفسية والمادية والبدنية .
ثلة من المجرمين واللصوص من توردت خدودهم وانتفخت بطونهم وتضاعفت أرصدتهم وثرواتهم ، دون أي إحساس بأوجاع اليمني البسيط الذي تنتفخ "أوداجه" حزنا وغضبا يوما بعد آخر وتزداد معاناته مع كل يوم في ظل مأساة إنسانية مسكوت عنها عن عمد وترصد.
أكثر من 25,5 مليون إنسان في اليمن تحت خط الفقر ونصفهم مهددين بالمجاعة وفق تقارير الأمم المتحدة، وحالة مزرية من اللاسلم واللاحرب والتيه والتوهان والتماهي مع وضع لم تشهده البلد طوال تاريخها.
اليمنيون لديهم القدرة على لملمة جراحهم والتعايش تحت كل الظروف الصعبة بشجاعتهم وطيب أصلهم ونقاء سرائرهم لكنهم بالتأكيد لن ينسوا للنخبة الحاكمة هذه المعاناة.
اليمنيون يريدون السلام سواء جلس الجميع على طاولة الحوار أو "شمر" أحد الأطراف عن سواعده وكشر عن أنيابه وحمل الجمل بما حمل وتحمل مسئولية قيادة البلد أمام الله والتاريخ.
حالة البؤس التي يعيشها البسطاء في ربوع الوطن والكثير ممن شردتهم ويلات الحرب ومعارك الاستقطاب إلى خارج أسوار البلد، والشباب الذين ينشدون الهجرة حتى ولو اختاروا السفر عبر الفيافي والقفار و تقاذفت بهم مخاطر المحيطات والبحار .. وبحر الدم الذي ذرفته اليمن يجعل كل مناسبة- يفترض أن نبتسم معها- تمر بطعم الحنظل..وكل رمضان يمر وروائح الباردود تفوح في الأرجاء ، يأتي مثقل بالهموم والأحزان.
-->