في قضية الهوية اليمنية ممكن نفكر "خارج الصندوق"... فالهوية ليست مجرد لبس مُعين... أو صورة في وسائل التواصل الاجتماعي، هي ثقافة وأسلوب حياة يجب تكريسها وتعميق معانيها لدى الأجيال المتعاقبة.
الهوية اليمنية، متميزة، متفردة، محمية بحضارة ضاربة في أعماق التاريخ لآلاف السنين... وجذورها في البحر وبطون الجبال اليمنية الشاهقة.
وهي خليط من وسائل الحياة التي تجمعها ثقافة واحدة وأرض واحدة وترابط ازالي ، والهوية اليمنية هي جزء أصيل من الهوية العربية والعقيدة الإسلامية.
في اليمن الهوية واضحة المعالم لا تحتاج إلى "فيثاغورس" أو إنشتاين كي يسبر أغوارها... الجنبيه في كل بيت يمني على اختلاف أشكالها وطريقة لبسها... ووجبة " العصيدة " في كل بيت وعلى كل مائدة يمنية... الطبائع واحدة وعادات الزواج والأحكام العرفية ونظم التراضي والتحكيم متقاربة والمصير واحد .. والسحنة متطابقة، والكرامة اليمنية نبعت من جد واحد ومؤسس وحيد.
هذه الهوية العريقة..هددتها الحرب ولغة الشتات التي فُرضت على اليمنيين وملايين منهم تركوا الجمل بما حمل وغادروا البلد مع عائلاتهم وأطفالهم وأحلامهم.
هؤلاء يواجهون مشاكل حقيقية تكمن في صعوبة الاندماج الكامل مع المجتمعات الأخرى..ومن ناحية ثانية صعوبة حفاظ الأجيال المتعاقبة في الخارج على الهوية الوطنية عكس من هم في الداخل ممن ستفرض عليهم وقائع الحياة هوية الناس والبلد والمجتمع.
الحرب الحقيقية للانتصار لهويتنا اليمنية الوطنية النادرة والفريدة..تكمن أولا في الانتصار لفرضيات السلام... وحتى ذلك الحين فالأجيال الشابة خارج الوطن وعائلاتهم في حرب الحفاظ على الهوية الوطنية اليمنية.
-->