أنت يا هذا تُدَندِن؛ كي يُجزَلَ لكَ العطاء..
وأنا أُغَنّي لحُرية الوطن، ومجد الثوار.. أنت ترقُص على أشلائنا؛ كي يُغازلوا خصرك، ويعبثون بخَدِك، إنهم يتسلون يدفعون لكَ، ثم يتقيؤون غُثاءَك.. وأنا أتأملُ أحلامَنا تُعاهِدُنا، ودماءنا ألا تخون، وأن القادم لنا، ولذرات رِمال السعيدة أنها ستُنبِت قمحاً، وتُعانِق الغيم، وآفاق أطفالِنا وتُخبِرُهم أن الصباح، والحُب، والمساء الجميل لنا.. أنت يا هذا تقفِز على أكتاف نضالات ثوارِنا، وتحكي أنك كنت معهم، تفتديهم، وتسهر تُغني لهم المُستقبل الآتي، وما أنت إلا مُتسللٌ لا تُحسِنُ غير الخيانة.. اليوم ومن الشاشات، وعلى الصفحات توزِعُ صكوك النضال، والبراءة، والخيانة تُحذِر، وتقول: هذا شهيد، وذاك ثائرٌ، وهذا دعيٌ، فأنت أيها الرافعُ للعلم؛ رجسٌ تُسجِل كل اسمٍ بغير المسمى.. ألا تدري أن يوماً سيأتي: فيه ينكشف الغطاء، وتحترِق الكلمات وتسوَدُّ وجوهٌ، وتحتاج لأن تذرف الدمعات، مُخترِعاً كلمات الندم؟؟؟ انا في ذلك اليوم يحملُني العلم إلى مثواي الأخير، أنامُ قرير العين، مُستَمتِعاً؛ أرقبُ شرارة الثورة تدهَس كل الخيانات، وتُضيئ شرارتها عيون أطفالنا إلى مستقبلهم الجميل..
د. أحمد عتيق 14 أكتوبر 2021
-->