أنفق العرب أكثر من ١١٠ مليون دولار على رحلة !!!!!

برفيسور: أيوب الحمادي
الخميس ، ٠١ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٠٢:٢٥ مساءً

 

انفقت المملكة، ويمكن ان نقول بشكل عام انفق العرب، اكثر من ١١٠ مليون دولار على رحلة لشخصين للمحطة الفضائية، ونحن كعرب في ذيل الامم في المعرفة والانتاج ويظهر العرب انهم دون مشروع او فكر بين الامم، ودون زعل. 

مثل هذا الانفاق ليس وقته الان، وكان يمكن الاستفادة من ذلك في اشياء اهم، مثل بناء برنامج فضاء عربي حقيقي خطوة خطوة مثل الهند مثلا، او مثل دعم البحث العلمي مثلا، فذلك اجدى، او ابتعاث ٥٠٠ طالب وطالبة من الفقراء برامج دكتوراة او تأهيل بعد الدكتوراة الى افضل مراكز ابحاث لالمانيا ينقلون المعرفة والتطور الحاصل ولمدة ٤ سنوات. برنامج ابتعاث مثل اليابان في بدايتها او كوريا، فمثل هكذا برنامج ل ٥٠٠ طالب وطالبة لن يكلف ٣٥ مليون دولار مثلا، وبذلك نكن غيرنا حياة شريحة منا للافضل. 

كان يمكن فوق ذلك ان يتم دعم ١٠٠ مشروع بحثيى وتطويري ب ٢٥ مليون دولار للجامعات بحيث نحفز الكل للعمل بحسب خطة، وبذلك نكن غيرنا حياة شريحة منا للافضل، وحسبت ذلك كوني اعرف ميزانية مشاريع البحث في المملكة مثلا.

 وقد نستغرب ان كل ذلك الى هنا ويظل معنا من ١١٠ مليون دولار ايضا ٥٠ مليون دولار يمكننا ان نخط نصفها كميزانية تشاركية محفزة  لدعم ٢٠٠ مشروع ستارت اب للشباب كدعم او منح، واقصد لتكوين شركات انتاج لمن تم ابتعاثهم بعد منافسة، فنحفزهم على اغتنام الفرصة والاغتراب ايضا، ليتمكنوا من نقل المعرفة بشكل حقيقي ولايشغلوا حالهم في الابتعاث بالفسح وحفلات السهر والجريل، وبذلك نكن غيرنا حياة شريحة منا للافضل. وب ٢٥ مليون دولار الباقية يمكن نكمل الخطة ونبتعث ٨٠٠ فني ومهني ايضا لالمانيا لانها تدعم ذلك  لمساعدة شعوب العالم الثالث، ولن يكلفنا الا بحدود ذلك كما رسمت، وبذلك نكن غيرنا حياة شريحة منا للافضل. 

هنا نكن احدثنا بعد سنوات تحول مجتمعي حقيقي، وبرمجنا الناس للتدافع والانتاج، بدل الفشخرة التي ليس لها قيمة ولا تترك اثر ولاتبني معرفة. ولكم توسيع الفكرة بالنظر للانفاق الاخر، مثل انفاق مبالغ فلكية من اجل استقطاب لاعب كرة، بينما البحث العلمي لازال صفر في كل المنطقة. كل المشاريع البحثية مواضيعها لاترتبط بالمجتمع وميزانياتها ضئلة لاسيما وانا اعرف مشاريعهم البحثية، والتي لاترتقي حتى لمشاريع برنامج دكتوراة هنا في الغرب. 

صحيح ان هناك جهود لكن لازلت اجدها متقطعة لا يوجود بها استمرار ولا ينتهي بها الحال الى منتج، وكل مافي الامر جهود مهدورة، ودون تحسس من كلامي، فانا ابن المنطقة واريد المنطقة تزدهر، لكن ليس باطول برج او اكبر كبسة، او اسرع جمل، او رحلة دفعنا بها ١١٠ مليون دولار لنقول كنا هناك ونحن اصلا مجرد عدد لايزيد عن صفر  بين الامم. 

احدكم سوف يقول انت متحامل عليهم، وهم حرين، وانظر لحال بلدك فهي تنافس على ذيل الامم. والاجابة صحيح لاننا كنا اول امة بين البشر، ولذا ركزنا على القشور، فصرنا في نهاية القائمة لان العلم والعقل انهزم وتم برمجة المجتمع على الاهتمام بالقشور، ولذا كل المنطقة في نفس الطريق مع فارق في زمن السقوط فقط.  

وكبرأة ذمة، فالمال ان وجد في مجتمع ما، وكان معهم منهج كيف يجب ان ينفق ليخصب،  فذلك مايغير ويصلح المجتمع فقط. اقلها يخلق تقاليد وسلوك وتوجه يجعل الناس في حلبة منافسة على اشياء حقيقية لاسيما لو نظرنا ان الالمان مثلا بهكذا منهج تقدموا ب اكثر من ٥٧ الف اختراع للتسجيل عام ٢٠٢٢ و ٥٨ الف و ٥٠٠ اختراع في عام ٢٠٢١ وهكذا، وهذا يعود اقلها الى ثقافة مجتمع تعلم ان كل فلس يجب انفاقه لينتج فلس وفلسين مثلا، وليس لشراء وهم اننا ذو اهمية. 

اليوم إذا نظرنا كم كان نصيب العرب في المعرفة من هذا الباب مثلا، فقد تستغربوا ان تقديري يقول هنا لن يتجاوز حتى ٧ الف اختراع لامة بها فوق ٤٠٠ مليون شخص لاسيما والمملكة من عام ٢٠١٥ الى عام ٢٠٢١ سجلت ١٨٩٠ اختراع اي في ٦ سنوات- وهي تمتلك مال-. لقد كان عدد اختراعات المملكة في ٦ سنوات  اقل من شركة سامسونج الكورية بفارق ١٤٠٠ اختراع  او هاواوي الصنية بفارق ٧٠٠ اختراع وفي سنة، بمعنى قارنت عدد اختراعات المملكة في ٦ سنوات وشركتين في سنة وخسرنا المقارنة، وفوق ذلك بعثنا شخصين للفضاء فسحة.

 العالم ينفق حيث يريد يسيطر على المعرفة، ونحن ننفق في بناء اكبر برج، وفي شراء لاعبي الكرة، وفي رحلات للفضاء ليس لها قيمة حقيقية، وفي بناء مدن لانحتاجها اصلا في بيئة اصلا مرهقة. العالم ينظر اليوم ليس للقشور وانما لما يسيطر على مقدرات البشر من بوابة المعرفة.

ومختصر الأمر، اما ان نساهم في بناء امة نحمل مجتمعتنا لما بعد النفط ونستغل وجود الثروة لتقليص الفجوة، او نظل كعرب عالة بين البشر نبحث عن مشاريع وانتصارات وهمية، وهات ياهدرة مثل اكبر صحن كبسة، واطول سندويشة شاورما، واكبر صحن بقلاوة ومبرومة، ونشغل حالنا بذلك كانجاز لاسيما عندما يبحث العربي في الغرب عن قومه بين الامم لن يجد الا ذلك، ولو زاد سوف يجد الارجيلة للاستخدام العائلي ننافس بها في المجرة، ونصيح وقتها هذا ماوصلنا اليه بعد قرن من اكتشاف النفط والغاز والثروة.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي