التقيت في مدينة هالة في ألمانيا بالأخ محمد الحربي من أبناء يافع صديق واخ عزيز أعرفه من أكثر من 25 عام. الأخ محمد كان في ورشة عمل في مدينة هالة وهو صورة رائعة افتخر بها لابناء اليمن المكافح والمجتهد في المهجر والمبدع. الأخ محمد اليوم خبير اقتصادي ومالي واداري يتقن ثلاث لغات كلغته الام، انتقل في شركات عالمية كبيرة في خلال 16 سنة الأخيرة ، وكان في الخطوط الأولى لها، واليوم يشغل منصب الرئيس المالي التنفيذي لقطاع الطاقة الحرارية والمسؤول إدارياً عن أنشطة القطاع في أوروبا وافريقيا والشرق الأوسط ويعمل بشركة عالمية رائدة منذ سنتين في مجال تقنيات وخدمات الطاقة والبيئة لأسواق الطاقة والأسواق الصناعية منذ تأسيسها عام 1876، ولديها عمليات وفروع ومشاريع مشتركة في جميع أنحاء العالم بما فيها منطقة الخليج والمملكة. مايميز الأخ محمد هو القيم والادب والاخلاق واتقان العمل.
ناقشنا كالعادة الهم الذي لا يغيب وهو اليمن الحبيب ومشاريع المنطقة الفلكية والعرب كالعادة. كنا في مجاله كشركة ونتحدث عن مشاكل الطاقة والمياه الحالية في اليمن والتحديات المستقبلية وأثارها على مختلف القطاعات كالزراعة والصناعة بالإضافة لأثارها الخطيرة والمتواصلة على جودة حياة المواطن وانعكاساتها المخيفة على التعليم والصحة والتغذية وغيرها من الأثار طويلة وقصيرة المدى.
كما تطرقنا لأهمية النظر للحلول بطريقة أشمل وإيجاد حلول مستدامة سواء من جوانب الاستفادة من الطاقة النظيفة كالطاقة الشمسية وتوليد الطاقة من خلال حرق المخلفات البلدية والصناعية من جهة الحلول التكنولوجيا وحلول إدارية تشمل الفصل بين شركات الإنتاج والتوزيع للطاقة والمياه واقتصادية تتمثل في فتح المجال للمستثمرين الإقليميين والعالميين.
وعلى طرحه فهو يجد أن مبدأ الشراكات الإستراتيجية تعتبر في هذا القطاع من أفضل الحلول في الوضع الراهن لليمن، مع وجود العجز الكبير في الكهرباء والحاجة الماسة والمتزايدة للمياه وعدم قدرة الدولة على إيجاد الحلول المناسبة والمستمرة وحيث والدولة ربما ليس لديها برامج جاهزة تقدم للدول المانحة.
فاستراتيجيات مثل BOT build, operate, Transfer IPP independent Power Producer IWPP Independent water and power Producer
ستمكن من الحصول على الكهرباء والمياه في حال توفر الظروف والبيئة المناسبة في وقت قياسي. فبناء محطات كهرباء وتحلية المياه على امتداد الشواطئ اليمنية ومحطات توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في المناطق المناسبة الدعامة الأساسية لنهضة مستقبلية مع التركيز على توصيل المياه والكهرباء للأرياف اليمنية لدعم النشاط الزراعي وخلق فرص عمل في أرياف وقرى اليمن مما يخدم الحد من الهجرة للمدن ورفع القيمة المضافة للثروة الزراعية بتوفير وسائل إنتاج وتخزين وتوزيع تساعد المنتج المحلي للارتقاء والمنافسة محلياً وعالمياً. ففي مصر قامت شركة سيمنس الألمانية ببناء ثلاث محطات كهرباء بطاقة 4.8 جيجاوات لكل منها بطاقة إجمالية 14.4 جيجاوات وفرت كهرباء ل 40 مليون مواطن مصري وتمكنت من زيادة الطاقة المنتجة ب 40% وتم بناء هذه المحطات خلال فترة 28 شهر وهو رقم قياسي عالمي ولو قارنا هذه الأرقام باليمن فسنكتشف أن محطة واحدة قد تغطي احتجاج اليمن كاملاً والمقدر ب 3.5 جيجاوات في عام 2020 حسب دراسة مستقلة. لكن يبقى العائق الأكبر كما في كل المشاريع في اليمن إلى يومنا هذا هم منظومة الارتجال والفساد في كل صوره وعلى كافة الأصعدة بالإضافة لسوء التخطيط وانعدام الرؤية الاستراتيجية على الرغم من امكانية بناء خطة لنكون دولة بين دول المنطقة. نحن لاتنقصنا العقول ولا الجسور ولا العلاقات الدولية أو المداخل لشركات عالمية فقط ينقصنا المشروع وركائز تحمل ذلك.
ومختصر الأمر اليمن كبيرة عندما انظر لابنائها وبناتها وابداعهم واجتهادهم واخلاقهم وكفاحهم وهم ينافسون بين الامم في صفوف عمل وتأثير متقدمة.
-->