ليس هناك أحد لا يحب الوحدة أو لا يتألم لمهدداتها

غائب حواس
الجمعة ، ١٩ مايو ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٤٨ مساءً

ليس هناك أحد لا يحب الوحدة أو لا يتألم لمهدداتها. ولكن منطق الواقع يقول ويعيد ويكرر أن "العَكّ والَّكّ" حول الوحدة بما يصرف الأولوية عن مواجهة عصابة الإمامة بل ويخدمها للتمكين والتوسع.. ما هو إلا عودة إلى حظيرة الإمامة في الشمال.  وفي داخل حظيرة الإمامة لا تبقى وحدة ولا جمهورية ولا عقيدة ولا كرامة ولا رجولة ولا رجال.

لا تفتحوا باب الوحدة ولا تغلقوه، مهما عانينا من إخوتنا في الجنوب فبيننا وبينهم الحوار على المصير الواحدة ضد المهددات الواحدة، أما عصابات الإمامة الحوثية فلا يمكن أن يكون بيننا بينها إلا السلاح ولا شيء غير السلاح. فلماذا نحاور من ليس بيننا وبينه إلا السلاح، ونذهب للتصعيد الإعلامي مع من لا يمكن معه إلا الحوار. 

لو كانت الوحدة أولوية قبل استعادة الجمهورية فهل نقول أن مأرب اليوم وتعز اليوم إنفصالية عن صنعاء مثلاً ؟!

هذا السؤال يجيبك عن أن الحديث عن الوحدة وإثارة مشاكلها قبل استعادة كيان الجمهورية وعاصمتها ما هو إلا خليط من الجهالة والسطحية والخواء الإستراتيجي.

الذي فصل الشمال عن الجنوب هو الحوثي، وقد بدأ ذلك من قبل بفصل المديريات والمحافظات الشمالية عن بعضها، لذلك فإن استعادة وحدة الجمهورية يبدأ باستعادة الشمال من براثن الإمامة. والشماليّون الذين يقدمون هاجس الوحدة في ظل سيطرة الإمامة على الشمال هم في الأصل والواقع يخفون قبولاً مبطناً بحكم الكهنوت الإمامي. يظهرون تخوّفهم من إنفصال عدن وكأنّ صنعاء في أتمّ عافيتها وصحتها الوحدوية !

على منهج سلفنا الصالح من ثوار سبتمبر فإنهم لم يذهبوا إلى فتح ملف الوحدة في عدن قبل إسقاط كهنوت الإمامة في صنعاء، وكذلك نحن لن نقدم على الثورة والجمهورية وعاصمتها صنعاء أي خيار . وبعد ذلك تأتي مسألة الوحدة في سياقها الطبيعي والتاريخي وبإرادة ورضا شعبنا في الجنوب قبل الشمال.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي