من تخاريق مُنظّري آخر آخر الزمان 

غائب حواس
الجمعة ، ٣٠ يوليو ٢٠٢١ الساعة ٠٥:٢٤ مساءً

أنهم - وهم يحاولون تحبيب أطفالهم سياسيا في مُسمّى الحوار يستدلون بقولهم "أن الله حاور إبليس" ! .  والحقيقة أن الحوار قيمة راقية في حياة الجماعة البشرية وتجمعها الحضاري ولكن بين البشر ومع بعضهم بعضا ..  وأما ما أشار إليه القرآن من خطاب الله جل في علاه لإبليس وما جاء من كلام إبليس ليس حواراً لأن الحوار إنما يكون بين أنداد من جنس واحد وجل الله عن ذلك إذ ليس له أنداد ولا أمثال . هذه واحدة . والثانية أن الحوار يكون مفتوحاً بحيث يكون مؤملاً عن طرفي الحوار أن يقنع أحدهما الآخر ويسلم من ليس له حجة لصاحب الحجة فهل كان هناك نسبة واحد في المليار إمكان أن يسلم الله - جل الله - لإبليس في دعواه ؟ !! وحتى نداءات إبليس للبشر ليست حوارا بل وسوسة .

هناك افتآتاتٌ كارثية كبرى اجترحها من يعدون أنفسهم مفكرين ويشتغلون على موضوعات تجديد الفكر الإسلامي ونقد التراث العربي ، ومن ذلك ما درجوا عليه في الإستخدامات اللفظية من مثل قولهم هذا "رأي الإسلام" ! وذلك في القضايا التي يسلمون بها أنها من مسلمات الإسلام - كتحريم الخمر مثلا - ! والصحيح أن الإسلام ليس فيه آراء بل له أحكام وقوانين وتشريعات فلا يقال رأي الإسلام بل حكم الإسلام ولأن حكم الإسلام في الأصل هو حكم الله فلا يليق أن يقال رأي الله - جل الله عن ذلك وعلا علوا كبيرا .

وإذا كانت هناك آراء فهي آراء الفقهاء والمجتهدين كأن يقال رأي أو مذهب المالكية أو الحنابلة أو الشافعية .. أخبرني الشقيق الراحل عبدالله حوّاس مرّةً وقد كان ممن يناقش القضايا ولا يسلم بها بدون قناعة ودليل أنه كان في نقاش مع الشيخ مقبل عن الديمقراطية، قال فقال لي الشيخ كلمة نسفت كل الأسس التي كنت أبني عليه تسويغ الديمقراطية كتشريع..

لقد سألته متعجباً من تشدده في مسألة الديمقراطية وكنت متحمساً لأخرج منه بجواب مقنع .. فالتفت إليّ وأجابني بتحسّر قائلا : "يا بني لا يجوز أن نَعرِضَ القرآن في مجلس النواب على أنه رأي" ! رحمك الله يا شيخ الحديث ورجل المبدأ الصلب ، ورحمك الله يا عبدالله وجمعنا بكما وبعباده الصالحين تحت ظل عرشه وفي مستقر رحمته.

الحجر الصحفي في زمن الحوثي